إعلان
إعلان

شقيق الروح . بقلم : محمود أحمد الجدوع

إعلان

لم يكن غيابك مجرّد غياب عن العين والحوّاس ، في غيابك لم يعد للروح قيمة ولا للوقت والكون والزمان معنى !!.. في كل الأماكن التي أزورها اشتم عطر أنفاسك وتلفني نسمات روحك التي تلازمني مثل ظلي ، وصوت خطواتك التي تهز الأرض تزلزل روحي ، أماابتسامتك التي تملآ عباب الفضاء ترد لي الروح حين تمازحني ،آه ياشقيق الروح أصبح غيابك اسطورة لم اجد لها أي تفسير ومعنى..

أيها الغائب الحاضر..

فارقتني خمسة وعشرون عام لم أشعر فيها بلوعة الفراق مثلما شعرتها بهذه السنوات الخمس العجاف التي غيبت فيها غدرا ،

غيابك الأول كان طواعية … صحيح أننا لم نكن نلتقي إلا بين الفينة والأخرى وفي بعض المناسبات وما فترة جذوة الشوق بيننا ولم يكن يمضي يوم دون أن اسمع صوتك وعذب كلاماتك التي ترد لي الأنفاس و الروح ؟.

ولكن غيابك القسري هذه المرّة هوغياب عن روحي وكياني وواقعي جعلني لا أجد أي معنى للحياة ..

خمس سنوات لم أرى طيفك أو اسمع همس كلماتك أو وقع خطاك!!..

لقد غيبوك غدرا لأنهم يعلمون أنك ضرب من المستحيل وأنك البطل والشجاع والمقدام والعنيد والضروس .. آآآه لو يعلمون كم أنت جبّار ومغوار، و…. ولكنه الغدر !!.

شقيق الروح .. احاول أن أوهم نفسي أنني اعيش حلما أو كابوس .. لكي أهرب من حقيقة غيابك المرّة .. ولكن لامفر..!!! ..

في غيابك لم تعد تعني لي الحياة أي شي .. الشيء الوحيد الذي يحول بيني وبين اليأس هو أمل اللقاء بك …

كلما أرى زهورك التي زرعت اينعت وكبرت ، أشعر بنبض قلبك أحضنها واشتمها وأضمها إلى صدري حتى يبلل الدمع وجنتي ، وسرعان ما أكفكف دمعي حتى لا تشاهدني الطيور وتخبرك أنني انكسرت وهي تعلم أنني أقسى من الصخر واصلب من الفولاذ ، اعذرني إنها مرارة الغياب هي التي كسرت ظهري وأوصلتني لما أنا فيه .

شقيق الروح … جرح الوطن تولدت منه آلاف الجراح .. جرح الوطن فتت آلاف القلوب .. جرح الوطن غيب عشرات الأقمار والشموس !!..

حتى الزهور لم يعد لها لون أو طعم أو رائحة .وهاجرت اسراب الطيور ومن كثرة الجراح نسينا طعم الفرح.

شقيق الروح تنزف روحي كما نزيف الوطن ،وسنبقى كلانا على أمل اللقاء !!!.

بقلم : محمود أحمد الجدوع

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *