إعلان
إعلان

بيانكا ماضيّة تحاور محمود درويش في ” حينَ انتظار”

سفيربرس

إعلان

الكاتبة والشاعرة بيانكا ماضيّة تحاور الشاعر العربي الكبير محمود درويش في قصيدة “درس من كاماسوترا في فن الانتظار”. حيث ترد عليه بيتا بيتا في حوارية رائعة تنم عن موهبة وإبداع ونترك لقرّاء “سفير برس ” الحكم على النص .

“بكأس الشّراب المرصَّع باللازوردِ”

بكاتمِ الصوتِ المعدِّ للتصويبْ..

“على بركةِ الماء حول المساءِ وزَهْر الكُولُونيا”

بتلكَ النظرةِ الجانبيةِ، الخاشيةِ، الخاشعه..

“بصبر الحصانِ المعدِّ لمنحدراتِ الجبالِ”

بأصابعَ محشوةٍ بلهفة الإرداء..

” بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع”

بقلبٍ قابضٍ على الجمرِ، بنارٍ مهيأةٍ تحتَ الرمادْ..

“بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ”

بعطرِ ياسمينٍ مختبئٍ تحت سماءِ حلبْ..

“بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكان”

بقصيدة ملأت فضاءَ ليلِها صدىً..

“برائحة الصّندل الذكريّة حول ظهور الخيول”

بصوت ذكوريّ من طيرٍ يهيم بالبلادْ..

“انتظرها، ولا تتعجلْ”

ولا تيأسْ..

برجاءِ الاستسلام كي لايعمَّ الخرابُ من جديد..

“انتظِرْها”

وانتظَرَها….

“فإن أقبلَتْ بعد موعدها”

بابتسامةٍ غيرِ عابئةٍ بحرب كونيّة..

“انتظرها..ولا تُجْفِلِ الطيرَ فوق جدائلها”

وبعينينِ ملؤهما شوقٌ لقلعةٍ حانيةٍ..أتاها..

“لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها”

وجلستْ.. لترفعَ عن روحِها حاجزَ المدى

“لكي تتنفَّسَ هذا الهواءَ الغريب على قلبِها”

لكي تتنشّق هواءَه المثقلَ بالحنطةِ والتّعب

“لترْفعَ عن ساقِها ثوبَها غيمةً غيمة”

ولم يحفل بأيةِ غيمةٍ قد تُسقط عطرَها

“وانتظرْها..

وخذْها إلى شُرفةٍ لترى قمراً غارقاً بالحليب”

وأخذها إلى شرفاتٍ بعيدةٍ عن عيني الرقيب

“وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها”

وقدّم فنجاني قهوةٍ..ولم يتطلعْ

إلا إلى توأمي عينٍ غارقين بفوضى أحاسيسه

“ومُسَّ على مَهَلٍ يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ”

ومسَّ القلبَ منها عندما فرشتْ أوراقَها كاملةً تحت أنامله

“كأنَّكَ تحملُ عنها الندى”

كأنه يحمل عنها السلاح..

“تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ”

وتحدثَّ إليها كما يتحدَّثُ القصبُ حكايةَ قطعه..

“كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما”

كأنهما على وشَكٍ.. وشكٍّ ويقين..

“ولَمِّعْ لها لَيْلَها خاتماً خاتماً”

ولمَّعَ لها صباحَها ولَيْلَها عقداً فعقداً..

“إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:”

لم يأتِ الليلُ.. بعدُ

“لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ”

لايوجد غيرُهما في الأصل

“فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى…وانتظرها!”

وبشوقٍ، ورغبةٍ عارمة بالحبّ والحنين

جلسَ ينتظرها.

 

*مابين قوسين صغيرين للرائع الكبير محمود درويش، قصيدة “درس من كاماسوترا في فن الانتظار”.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *