إعلان
إعلان

سياســـية الإعــــــتذار!!… غالية اسعــــــيد

خاص سفير برس

إعلان

أنا آسف …. أعتذر منك !!!….

كلمات بسيطة الحروف لطيفة التراكيب ولكنها عظيمة الإحساس داخل الروح، تلامس شغاف القلب فتعيد إحياء العاطفة من جديد … ليصفى بها الإحساس ويزهر الحب بداخلنا ….

سياسة الإعتذار … قد تكون كلمة مسموعة بشكل كبير وتتكرر في كل لحظات اليوم ولكن ما هو الاعتذار؟ وماهو آثره الإيجابي ؟ على أنفسنا هذا ما سوف أبينه لك عزيزي القارئ ضمن هذه السطور ….

دعنا نوضّح تلك القيمة العالية من قيم الإنسان السامية، ذاك الوسام المشرف الذي يوضع على صدرك عندما تأتي بكلمة الإعتذار عن الإساءة مع لحظات الود، لمن أوجعت قلبه دون قصد أو بقصد، قوة سياسة الاعتذار تكمن في معرفة اللحظات المناسبة له، كيف؟ متى؟ أين؟ …. دون التنازل عن شيء من شموخ الكرامة ، وفى ذات اللحظة يشعر المعتذر منه بالرضا والتشبع والراحة النفسية ، ولو بادر كل مسيء لإرضاء ضحية الإساءة لنصلح كثير من الأحوال ، وماتت الأحقاد واندثرت الضغائن، ولكن الواقع هو أن الكثيرين تأخذهم العزة بالإثم فلا يعتذرون ولا يريحون ضحاياهم بكلمة ود ولحظة صفاء ، تمحو بيدها الحنون آثار الألم الذى ألمّ بهم جراء الإعتداء عليهم بكلمة أو غمزة أو لمزة ، يكون من أهم نتائجها زرع الحقد في النفس وبث الكره في القلب ، وهي أمور كريهة كان من الممكن تلافيها بكلمة حب وتبرير حكيم لما بدر وشرح صادق لما صدر ….

إن الإعتذار تصرف مبني على محاكاة بين العقل والنفس، وفي أغلب الحالات التي يلجأ بها المرء إلى الاعتذار يكون العقل هو من قاده إلى ذلك ، فالقيام بهذه الخطوة يحتاج إلى وعي تام بالتصرف الخاطئ الذي تم اقترافه، وتحليل جيد لأبعاده، وهذا ما يجعل الشخص المذنب أو المخطئ يُقدم على الاعتذار عن خطئه ، كما أن الشجاعة هي المحرك الأساسي في جميع حالات التراجع عن الخطأ …. .

لا يوجد إنسان على وجه الأرض معصوم من الوقوع في الخطأ، فكلنا بشر حتى لو صوبنا تركيزنا كله نحو عدم ارتكاب الأخطاء لن ننجح فنحن لسنا ملائكة بالتأكيد، ولكل خطأ نرتكبه رد فعل ينعكس علينا أو على من حولنا، لذا عزيزي القارئ وجب علينا التعامل مع ردود أفعال الأخطاء الصادرة منا بطريقة صحيحة ، فمن نبع منه خطأ تسبب في أذى شخص آخر لابد أن يقدم الاعتذار له بشتى الطرق.

من الأمور المهمة في الاعتذار نفسياً أن يأتي في الوقت المناسب وإلا فقد قيمته ، لذا ينبغي عليك إن كنت معتذرا أن توجه نظراتك مباشرة إلى عيني من تعتذر منه كي يصل شعورك إليه بأنك فعلاً تهتم لأمره فتصل لقلبه وتلامس روحه ، فالاعتذار ليس مجرد كلمة تقال ، بل إحساس عميق بالخطأ والرغبة في إصلاح العلاقة وبالإضافة إلى ذلك حبذا على المعتذر أن يعبر عن أسفه لمرة واحدة وألا يبالغ في تكرار الاعتذار فذلك أيضاً لا يليق به نفسياً ، ومما أوكد عليه أن الاعتذار الحقيقي ينبغي أن يكون سلوكاً وقناعة مع ابتسامة حقيقية وصادقة، قبل أن يكون مجرد كلمة تقال، ليقدره الطرف الآخر وينتهي الموقف من دون شروخ في العلاقة .

الإعتذار فن حقيقي ونبراس جلي في الحياة ، لكنه لا يعني دائماً أنك مخطئ، ولكنه يعني أنك تقدر علاقتك بالآخر أكثر من انتصارك لذاتك .

الإعتذار هو مفتاح التسامح وباب كبير من أبواب الحب والسلام الذي يسعى كل الطيبين لإحلالهما في هذا العالم الذي حطمته الحروب وأحرقته المعارك ودمرته الأحقاد

إن خلق الإعتذار وقبول العذر وقاية للمجتمع من تفشي سوء الظن وتقاذف التهم التي إن استقرت في القلوب لن يفيد معها اعتذار …. وكما تقول العرب : التمس لأخيك سبعين عذراً … وجد لروحك ألف عذر كي لا تظلمها وتظلم غيرك ….

سفير برس ـ غالية اسعــــــيد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *