مختارات من ديوان الشاعرة مريم الصائغ -3 : في حضرة الحبّ …نحيا

نجمة نازحة

نجمة نازحة من سماء وطني
تجول في أزقّة
كتبَ عشّاقها على جدرانها
أحبّك يا شام
نجمة في مخيّم
تشهد خراب الوجود
غربة إنسان في وطن
تئن الطفولة تحت أعمدة خيماته
سقط الوقت على كاهل الحرب
واللغة عبارة تؤرخ للنجمة
من رحم السماء
إلى تراب الأرض
…………………………………….

يومُ العيدِ في زَمنِ الحَربِ

ماءٌ يابسٌ في أوردَةِ الغَيمِ
خارجٌ منَ الظلّ إلى العدَم
يرسمُ الفراغَ بالماءِ
فجرهُ مَصلوبٌ على النارِ
تنهَشهُ أقدارُ مَوتٍ
تزيّنُ الأروقَةَ
ثياب مزّقَها الدّمُ
مساؤهُ ضيّقٌ
كوَرقٍ لا يُكتَبُ عليهِ
يومُهُ يومُ حِنطةٍ
في حقلِ الرّصاصِ
صوتهُ مُسْتَعِرٌ منْ جُرحٍ توَهّجَ
ممزّق مع أرجوحة الذاكرة
في وادٍ لا يَعلمُ بهِ أحدٌ
يومٌ يحلمُ بالقَمحِ
و زَهرِ البَنفسجِ
فكانَ الكفنُ يَسبقُ الحاضِرينَ
دمعةٌ تلوّحُ بمِنديلٍ
يشهَقُ زفيرَ الألمِ
بصَمتِ القُبورِ
تخفق الرّيحُ على حدّ السّكينِ
في رَمادِ العَينِ
دَمٌ يَمتدُّ منْ عيدٍ إلى عيدٍ
سياجٌ لحُروبٍ
قضَتْ فيها ابتسامَةُ الإنسانِ
ذبيحَةً كلّ عيد

……………………………………..

مطر الحب

رتّبتُ الوقت بما يليق
بأمطار حب
تحفر الصليب
على جسد الياسمين
من لا شيء
ومن كل شيء
ما إن يطفئ الليل أضواءه
يولد الوقت من مطر الشوق
بين مطر ومطر
غيمة بحجم سماء
ترقص على إيقاع خلخالها
كترنيمة للسفر تحاكي المطر
سقطَتْ على سرج حصان
شقَّ خلايا الفراغ
في ساعة الصفر
صقل أنين الغياب
غيمة في رحمها رحمة
مشيمتها معلّقة بأسوار الشام
كُتِبتْ أقدارها
على لوحين من حجر
باقية أنتِ يا شام

سفيربرس – شعر مريم الصائغ