إعلان
إعلان

عمالة الأطفال… انتهاك لحقوقهم . بقلم ميّادة سفر

سفيربرس

إعلان

تعد مرحلة الطفولة أحدى أهم المراحل التي يمرّ بها الإنسان في حياته, تترك بصمتها على شخصيته وتكوينه النفسي والجسدي بكل أحداثها وتجاربها, ويشكل الأطفال دائماً أكبر ضحايا الأزمات التي تعصف بالبلدان من اقتصادية واجتماعية وسياسية, وفي وطننا العربي أمثلة كثيرة لما يعانيه الأطفال من استغلالهم في أعمال لا تتناسب مع طبيعتهم وغير مؤهلين لها لا جسدياً ولا نفسياً, فيتعرضون لمختلف أشكال الانتهاكات اللاإنسانية, على الرغم من وجود القوانين المحلية والدولية التي تجرم استغلالهم وتعاقب عليه.
يساهم انتشار الفقر وانعدام العدالة الاجتماعية والدعم الحكومي للفئات الاجتماعية الفقيرة في مجتمعاتنا العربية, فضلاً عن الحروب والصراعات التي تعاني منها, في ارتفاع أعداد الأطفال المنخرطين في سوق العمل, أشارت تقديرات منظمة اليونيسف إلى أن حوالي 16% من الأطفال في الوطن العربي ينخرطون في العمل, وتقدر منظمة العمل الدولية أن حوالي 215 مليون طفل دون سن الثامنة عشر من العمر يعملون وكثير منهم بدوام كامل, بنظرة عميقة إلى تلك الأرقام يتبين لنا كم هي مخيفة وخطيرة, لما لها من آثار كارثية على المدى البعيد في المجتمع.
تضمن تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية عام 2017 أربع ركائز أساسية لابدّ منها في مكافحة عمالة الأطفال وهي: “تعزيز الحماية القانونية, تحسين إدارة أسواق العمل والمنشآت الأسرية, تدعيم الرعاية الاجتماعية, والاستثمار في التعليم المجاني والجيد”, بهذه الأسس يمكننا القضاء على هذه الظاهرة, لأن وجود التشريعات وحدها غير كاف ولابدّ من تحويلها إلى قوانين نافذة وتفعيلها بشكل كامل, فعلى الرغم من أن 181 دولة صادقت على اتفاقية منظمة العمل الدولية, و170 دولة موقعة على اتفاقية الحد الأدنى لسن العمل, إلا أن أعداد الأطفال في سوق العمل مازال مرتفعاً جداً, يجب العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية للأسر وتحسين الأجور لكي لا تضطر الأسرة لتشغيل الأطفال للمساعدة في إعالتها, ويبقى الشيء الأهم والطريقة الأنجع هي تمكين الأطفال من الدراسة وتحسين الفرصة المساعدة للالتحاق بالمدرسة ونوعية ومنهجية التعليم.
لا بدّ من العمل وبشكل جدي وحازم لإيجاد الحلول الناجعة والجذرية للقضاء على هذه الظاهرة, التي تنعكس سلباً على المجتمع وتنتهك حقوق الطفل وتحرمه من العيش بالطريقة التي تتناسب مع سنه وقدراته, تطمح منظمة العمل الدولية إلى القضاء على كافة أشكال عمالة الأطفال بحلول عام 2025, وتقول: “يجب أن نرسل عمل الأطفال إلى مزبلة التاريخ نهائياً”, فهل سيكون ذلك ممكناً في عالمنا العربي الذي تفتك فيه الحروب والصراعات دون هوادة؟.

سفيربرس _ميّادة سفر _الصباح العراقيّة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *