إعلان
إعلان

(حمّادي سمكو) الباحث في الفيزياءِ الكونيّة وحوارٌ حول اكتشافِه المصْلَ (A.S.S) الفعّالَ في إعادةِ الإصلاحِ الجزيئيِّ للخلايا السرطانيّةِ بصورةٍ انتقائيّة

سفيربرس _ أجرت الحوار: بيانكا ماضيّة

إعلان

السرطانُ هو تحلّلُ الخليّةِ من القيودِ الطبيعيّةِ التي تحولُ دون نموِّها وانتشارِها بشكلٍ غيرِ منضبط، ممّا يؤدي إلى حالةِ فوضى وفقداِن وظيفةٍ بالنسبةِ لجميعِ أجهزةِ الجسم، من ثمّ تعريضِ حياةِ المريضِ لخطرٍ مؤكد. وكان للإحصائيّةِ التي قدمتْها منظمةُ الصحّةِ العالميّة الأثرُ الكبيرُ في مكافحةِ هذا المرضِ الخطير، إذ أعلنت المنظمةُ المذكورةُ عن ستةِ ملايين ضحيّةٍ سنوياً لمرض السرطان، يحظى الأمريكيون بغالبيةِ هذا الرقم، ويرجع ذلك إلى العديدِ من الأسبابِ، أهمُّها المستوى المرتفعُ للاستهلاك، بالإضافةِ إلى التدخينِ والموادِ السّامةِ التي تطلقها عوادمُ السيارات وأدخنةُ المعامل، وغيابُ نظامِ التوازن الغذائيّ، والضغوطاتُ النفسيّة المرعبة. كل ذلك هو بمثابةِ بيئةٍ حاضنةٍ نموذجيّة لهذا الوحشِ السرطانيّ.

إنّ من يقودُ الحربَ ضدَّ السرطانِ لا ينطلقُ من قاعدةٍ أخلاقيّةٍ جوهرُها خدمةُ الإنسانيّة، وإنّما الكيفيّة التي تمكّنُه من تحقيقِ أكبرِ قدرٍ ممكنٍ من الأرباح، ولذا فهو لايسعى لإيجادِ الدواءِ الناجعِ والنهائيّ، بل لإبقاءِ هذا الخطرِ مجالاً للابتزاز، ليحققَّ بعضَ التقدّمِ في ميدانِ تأخيرِ نتائجِه الكارثيّةِ، وتخفيفِ الأوجاعِ والآلامِ المترتّبةِ عليه، من خلالِ إغراقِ سوقِ الدواءِ بعشراتِ العقاقيرِ التي تعود على شركاتِ الدواءِ بأرباحٍ فاحشة.
ولكن، وبالرّغمِ من ذلك، فقد انطلق مئاتُ الباحثين بدوافعَ إنسانيّةٍ، وبدافعِ الإخلاصِ للعلم، للوصولِ إلى حلٍّ جذريٍّ لهذه المعضلة، وقد حصل تقدّمٌ مدهشٌ في اكتشافِ أدقِّ الآلياتِ الجزيئيّةِ المرتبطةِ بنشوءِ المرض، وبقي موضوعُ التعرّفِ على الآلياتِ التي تنقلنا إلى تصحيحِ هذه التغيراتِ الجزيئيّةِ في الخليّةِ السرطانيّة; أيّ ترجمة المعارفِ إلى تطبيقاتٍ سريريّةٍ، وهي عمليّةٌ معقدةٌ وبطيئةٌ ومكلفة، لأنَّ كلمةَ سرطانٍ تشيرُ إلى أكثرِ من مئةِ نوعٍ قد تنشأ في أيِّ نسيجٍ من الجسم، بل إنّ كلَّ آفةٍ سرطانيّةٍ تمتلك سماتٍ مميزة تنفرد بها، وإنّ مروحةَ التنوّعِ الواسعةِ هذه، وخصوصيّةَ كلِّ نوعٍ من السرطانات، أدت إلى التنوّعِ في طرائقِ العلاجِ ونوعيّتِه، إذ يمكننا التمييزُ بين أربعِ طرائقَ، وهي:
العلاجُ بالأشعّة – العلاجُ الكيماويّ – الجراحةُ – العلاجُ الهرمونيّ.
ولجميعِ أشكالِ العلاجِ هذه آثارٌ جانبيّةٌ قد تصل إلى تشكيلِ خطورةٍ توازي خطورةَ المرضِ ذاتِه، كما أنّ قدرةَ العلاجاتِ هذه في الوصولِ إلى النقائلِ المجهريّةِ – باستثناء الكيماويّ- محدودةٌ، وعليه فقد التقى الباحثون في نقطةٍ جوهريّةٍ، وهي أن العلاجاتِ يجب أن تكون آمنةً وفعّالةً ومميزة، بمعنى أنّ مفعولَها يجب أن يكون مقصوراً على الخلايا السرطانيّة، فلا يكون لها إلا تأثيراتٍ جانبيّةٍ قليلةٍ، وهذا يتطلَّبُ من الباحثين تعميقُ فهمِهم للآلياتِ التي تتشكَّلُ على أساسِها شتى أشكالِ السرطان، وهو ما ركّز عليه الباحثُ السوريّ /حمّادي سمكو/ الذي يعملُ في مجالِ الفيزياءِ الفلكيّة، إذ انطلق منذ البداية من مسلّماتٍ عامّةٍ ليست خاصّةً بالسرطان، وإنّما تشملُ كلَّ ما في الوجود، ومنها أنَّ شروطَ تشكُّلِ أيِّ عنصرٍ هي شروطٌ ماديّة، وأنَّ إحداثَ تغيّرٍ في العنصرِ المتشكِّلِ يجب أن يخضعَ لشروطٍ ماديةٍ، لكنها قد تكون من دائرةٍ أوسعَ من دائرةِ العنصرِ المستهدفِ بالتغيير.
إذن من وجهةِ نظرِ الباحثِ الأستاذ / سمكو/ ليست هنالك مشكلةٌ مستعصيةٌ على الحلِّ، كما أنّه يتوجبُ معرفةُ القانونِ العامِ الذي يحكمُ الظاهرةَ، موضوعَ البحثِ، خاصّة ظروف النشأة. وفي مجالِ السرطانِ توصلَ البحثُ العلميُّ الذي ابتدأ منذ أكثر من أربعةِ عقودٍ إلى نتائجَ مهمةٍ توضحُ الآليّةَ أو القانونَ العامَ لنشأةِ الخليّةِ السرطانيّة.
لقد استرعى هذا المخطّطُ أو القانونُ العامُ الذي أنتجتْه جهودُ العديدِ من العلماءِ والباحثين اهتمامَ الباحثِ / سمكو/، ولكن، وكما يبدو، أنّ الطرقَ العلاجيّةَ المعمولَ بها حتى الآن لم تقنعه إلّا بنسبةٍ ضئيلةٍ، فاتجه نحو التفكيرِ بعلاجٍ يعتمدُ تقويةَ مناعةِ الجسمِ إلى الحدودِ العليا، وإضعافِ الخلايا الخبيثةِ إلى أقصى حد، وقد سلك منهجاً مستوحىً من فهمِه للفيزياءِ الفلكيّةِ بصفته باحثاً في هذا المجالِ منذ عقود.
ولهذا، وبعد اطّلاعنا على حالاتِ شفاءٍ تامّةٍ وعديدةٍ لمرضى أصيبوا بهذا الورمِ الخبيثِ، وتمَّتْ معالجتُهم وشفاؤهم بوساطةِ المَصْلِ الذي اكتشفه من (السيرومِ السكريّ)، بطرقٍ تستندُ إلى قوانينِ الفيزياءِ، وإلى خصائصَ تتمتَّعُ بها بعضُ الحيواناتِ كالخفّاشِ والدلفين.
بعدَ المشاهداتِ العيانيّةِ توجهنا إلى الأستاذِ سمكو؛ لإلقاءِ الضوءِ على المصْلِ الجديدِ المكتشفِ، وكان له معه الحوارُ الآتي:
-ما هو القانون العام للسرطان؟
القانونُ العامُ هو المخطّطُ الذي يرسمُ سيرورةَ تشكِّلِه، وهي على الشكل الآتي:
1-تتكاثر الخليّةُ السليمةُ عن طريقِ إشارةٍ تأتيها من خليةٍ مجاورةٍ، ويكون هذا التكاثرُ منضبطاً، إذ يحقّقُ النسيجُ الخلويُّ الوظيفةَ المسندةَ إليه في المساهمةِ باستمرار الحياة، بينما تتكاثر الخليّةُ السرطانيّةُ دون تلقي أيّةِ إشارةٍ من خليةٍ مجاورةٍ، وإنّما وفقَ برنامجٍ ذاتيّ، ويكون تكاثرُها منفلتاً من أيِّ نظامٍ، ودون أيِّ ضابطٍ، ويؤدي إلى تخريبِ الأنسجةِ وإفقادِها وظيفتَها.
2-تنشأ الخليّةُ السرطانيّةُ بسببِ حدوثِ طفرةٍ في خليّةٍ سليمةٍ، وتتراكمُ الطفراتُ في صفوفِ الجيناتِ الموجودةِ داخل الخليّة، ومن هنا فإن الجيناتِ (المورّثاتِ) هي مفتاحُ فهمِ السيرورةِ الأساسيّةِ لنشوءِ السرطان.
3-الجينُ محمولٌ على جزيء DNA الموجودِ في صبغيِّ نواةِ الخليّة، وهذا الجينُ هو الذي يصنعُ البروتينَ الخاصَّ به وفقَ آليةٍ معيّنة، وتُسبب الطفرةُ خللاً في كميّةِ أو نوعيّةِ البروتين الذي يُنتجه الجينُ وفقَ برنامجِه.
4-هناك صنفان من الجيناتِ داخلَ الخليّةِ المصابة، يدفع أحدُهما إلى تسريعِ نموِّ الخليّةِ وتسريعِ الانقسامِ الخلويّ، في حين أنّ جيناتٍ كابتةٍ للأورامِ تحاولُ ضبطَ هذا الانقسام.
5-يُنتج الجينُ الطافرُ نوعَ البروتين المنبَّهِ للنموِّ والمفرطِ الفعاليّة، كما تؤدي الطفرةُ إلى توقّفِ الجيناتِ الكابتةِ عن العمل، وبالتالي حرمان الخليّةِ من الكوابحِ الضابطةِ للنموّ.
6-تصل الإشاراتُ المنبِّهةُ من محيطِ الخليّةِ بوساطةِ بروتيناتٍ يُطلق عليها الكتائبُ الدلويّةُ الجزيئيّةmolecular bucket brigades) ))، فيضّطربُ تنظيمُ نموِّ الخليّةِ بسببِ قيامِ طفرةٌ في أحّدِ جيناتِها الورميّةِ البدئيّة، يؤدي ذلك إلى تنبيهِ النموِّ، فيبقى فعّالاً بصورةٍ مستمرةٍ في الوقتِ الذي يجب أن يكونَ فيه خاملاً.
7-بعد تحرُّرِ الإشاراتِ من الخلايا التي أطلقتْها – وهذه الإشاراتُ هي بروتيناتٌ تتحرَّكُ في الفضاواتِ بين الخلايا – ترتبطُ بمستقبلاتٍ نوعيّةٍ على السطوحِ الخارجيّةِ للخلايا المستهدفة، ويكون لها نهايتان إحداهما خارجَ محيطِ الخليّة، والأخرى في سيتوبلازماها حيث تتابعُ نشاطَها.
8-هذه الآليةُ، التي هي في النهاية قانونٌ عامٌ يحكم التكاثرَ الخلويَّ، كانت هدفاً مُغرياً بالنسبةِ للعلماءِ خصوصاً في حالةِ الخلايا الخبيثة.

-ما الدافع الذي حدا بك إلى الانصرافِ بشكلٍ شبهِ كاملٍ للبحثِ في هذا الحقلِ المعقَّدِ (حقلِ الأبحاثِ السرطانيّة)؟!
لقد شكَّلَ السرطانُ منذ عقودٍ هاجسَ رعبٍ لدى غالبيةٍ كبيرةٍ من البشر المصابين منهم والسليمين، ولم ألحظْ اهتماماً كافياً من الدولِ المتحضّرةِ التي تملك مقومات التصدي لهذا المرضِ الخطير، ويعود ذلك في رأينا إلى العقليّةِ الرأسماليّةِ التي لا تُقيم وزناً لحياةِ البشر، وإنّما استغلال كلِّ ما يهدّدُ حياتَهم ويحوّلُه إلى مشروعِ ابتزازٍ لمراكمةِ الأرباح، وعليه كان لابدّ لي أن أنطلقَ في هذا المضمارِ بكلِّ ثقةٍ، كغيري من الباحثين المخلصين الذين حقّقوا الكثيرـ وأوجدوا قواعدَ وأسساً علميّةً تسمح بمتابعةِ البحثِ والتقصّي.

-لماذا توجّهت إلى الماءِ لاستخلاصِ عقارٍ شافٍ منه؟
مرّة أخرى، بدوافعَ فلسفيّةٍ وتأمّلٍ وتفكيرٍ مركّزٍ بهذا الكون الذي نعيش فيه كجزءٍ لا ينفصلُ عن كلِّ مكوناتِه، وباعتباري مختصّاً بالفيزياءِ الكونيّة; أعتقدُ بحقيقةِ وحدةِ الوجود، وأعتقد أنّه لا انفصالَ بين مكوّناتِه، بل هي تتبادلُ التأثّرَ والتأثيرَ في كلِّ لحظة.
وفي كوكبِنا الذي نعيشُ فيه، يبدو الماءُ على أنّه المكوِّنُ الأهمُّ، وأنّ سرَّ الحياةِ كامنٌ في الماءِ بقوله تعالى : {وجعلنا من الماءِ كلَّ شيءٍ حيّ}، فإذا كان منشأُ هذا المرضِ الخبيثِ، في الأساسِ، عواملَ خارجيّةً تؤدي إلى مراكمةِ السمومِ داخلَ الخليّة، وهو بدورِه يُحدثُ تشوهاتٍ في الجزيئاتِ الكيميائيّةِ المُشكلةِ للخليّة مثل DNA,RNA والصبغياتِ الحاملةِ وغيرِها, “فلماذا لا يكونُ تصحيحُ مسارِ الانحرافِ الفيزيولوجيّ خاضعاً لعواملَ خارجيّة، لاسيما وأنّ الوجودَ واحدٌ، ونحن عندما نقول (داخليّ وخارجيّ) فالأمرُ لا يتعدى الانفصالَ الافتراضيَّ ظاهريّاً؟!”، ولأن الماءَ، كما أسلفتُ، هو المكوّنُ الأهمُّ، اتجهتُ لأجدَ ضالتي فيه.

-ما الطّريقةُ التي اعتمدتَها للوصولِ إلى المصلِ المُكتشف؟!
اعتمدتُ على تقنيّةٍ ترتكزُ على فيزياءِ الصوت، خلافاً لغيري من الباحثين الذين ركّزوا على فيزياءِ الضوءِ وما تُطلقه نوى الذراتِ من أنواعِ الأشعّةِ مثل أشعّة (ألفا, بيتا, غاما). فالصوتُ ذو سرعةٍ فائقةٍ إذ تصلُ اهتزازاتُ أمواجِه إلى / ترليون هرتز/ في الثانية، اكتُشِفَ هذا الصوتُ، ولم تقم مراكزُ البحوثِ بتعريفِه بشكلٍ دقيق، لذا أُطلقَ عليه (صوتُ الله). وعلى كوكبِ الأرضِ هناك مخلوقان اثنان يستطيعان إطلاقَ تردّداتٍ صوتيّةٍ فائقةِ السرعةِ تصل إلى /300000/ هرتز في الثانية هما: الخفاشُ والدلفين.
وفي الآونة الأخيرة تطورتْ تقنياتُ محاكاةِ الحيواناتِ البحريّة، وقد استفدت منها في الحصولِ على الصوتِ فائقِ السرعة /300000/ هرتز، وتسريعِه لتصلَ ذبذباتُه إلى مليارِ هرتزٍ في الثانية، وهذه السرعةُ توجدُ فقط في الفضاءِ خارجَ الغلافِ الجويّ. وبما أن الماءَ هو الناقلُ الأفضلُ، فقد أطلقت هذه التردّداتِ على عينةٍ من (السيروم السكريّ) الذي تمّ اختيارُه؛ لأن السّكرَ هو الغذاءُ الأساسيُّ للخليّةِ السرطانيّةِ، كنوعٍ من أنواعِ الخدعةِ لشدِّ هذه الخلايا.
بعد عمليةِ الاطلاعِ هذه لوحظ تحوّلُ صيغةِ جزيء الماءِ من /H2O/ إلى /H2O3/.
حُقنت كميّةٌ مدروسةٌ من المركَّبِ الجديدِ وريديّاً، وبعد أن تمّ امتصاصُها من قبل مستقبلاتِ عناصرِ الدمِ الطبيعيّةِ ومعالجتُها بهدفِ امتصاصِ الكميّةِ الكافيةِ من الأكسجين التي يوفّرها المركّبُ الجديد, بعد ذلك تمّ تصحيحُ الشكلِ الهندسيِّ للخليّةِ المُصابةِ وإعادتُها إلى شكلِها الأساسيّ، وتمّ تغييرُ صيغةِ وتعدادِ عناصرِ دم المريض، إذ ازداد عددُ الصُفيحاتِ والكريّاتِ، البيضاء والحمراء، التي تشكِّلُ خطَّ الدفاعِ الأول. باختصارٍ استعاد الجهازُ المناعيُّ قوتَه وقدرتَه في مواجهةِ الخلايا الخبيثةِ، وهنا تنتهي مهمةُ المصلِ (A.S.S)، ويبدأ المريضُ بنظامٍ غذائيٍّ جديدٍ غنيٍّ بمضاداتِ التأكسُدِ التي تسهمُ في استقرارِ حالةِ المريض.

-هل لهذا المصلِ تأثيراتٌ إيجابيّةٌ فيما يتعلّقُ بأمراضٍ أخرى؟!
نعم لهذا المصلِ تأثيراتٌ إيجابيّةٌ مهمّةٌ على الكثيرِ من الأمراضِ، منها على سبيل المثال: نقصُ الصفيحاتِ الدمويّة, فقرُ الدمِّ المنجليّ, عوزُ العاملِ الثامنِ والتاسعِ في الكبد, فقرُ الدمّ, البؤرُ الالتهابيّةِ المجهريّة.

-هل تترتَّبُ على الحقنِ بالمصلِ (A.S.S) آثارٌ جانبيّةٌ سلبيّة؟!
الآثارُ الجانبيّةُ السلبيّةُ معدومةٌ، لأنه لا وجودَ فيه لأيّةِ موادَ كيميائيّةٍ سميّةٍ، كما أنّه انتقائيٌّ في استهدافِه العناصرَ الشاذّة.

ما الذي يُميزه عن طرقِ المعالجاتِ الأخرى المعروفة؟
هنالك اختلافٌ كبيرٌ بين المعالجةِ بواسطة ال(A.S.S) والمعالجاتِ المعروفةِ حتى الآن, ويرجع ذلك في رأينا إلى خطأ شائعٍ يعتبر أنّ الورمَ هو منبعُ المرضُ وبدايته، وبالاستنادِ إلى ذلك تتمّ المعالجةُ إمّا جراحيّاً أو بالإشعاع أو بالجرعاتِ الكيميائيّةِ لتثبيطِ الخلايا بصورةٍ عشوائيّةٍ غيرِ انتقائيّةٍ تؤدي إلى قتلِ الكثيرِ من الخلايا السليمة, وننوّه هنا إلى أنَّ الجراحةَ هي أحّدُ عواملِ انتشارِ المرضِ، حيث يُمنع على المريضِ تلقّي العلاجِ المثبّطِ إلّا بعد ثلاثةِ أسابيع, وفي هذه الحالة تنجو الخلايا المصابةُ الهاربةُ وهي خلايا مجهريّةٌ يستحيل تتبعُها لتستوطنَ في أماكنَ بعيدةٍ عن المنبعِ الأساسيِّ للورمِ وتؤسّسُ لكتلٍ سرطانيّةٍ أخرى، ويكون ذلك بعد أشهر أو سنواتٍ تبعاً لنوعِ ونشاطِ الخليّةِ الهاربة.
أمّا في حالةِ المصلِ(A.S.S) فإنّه قادرٌ على الوصوِل لكلِّ خليّةٍ ولا يوجدُ عائقٌ أمامَه، فهو يتعاملُ مع الخليّةِ الهاربةِ المجهريّةِ كما يتعاملُ مع الخليّةِ السرطانيّةِ الواضحة.

ما هي الطرقُ العالميّةُ المتّبعةُ في النظامِ الغذائيّ لمريضِ السرطان، وما أهميتُها في تشكيلِ السرطانِ أو الوقايةِ منه؟
يهدفُ ما يُعرفُ بالبروتوكولِ العالميّ (النظام الغذائيّ لمريضِ السرطان) إلى تجويعِ الخلايا السرطانيّةِ بواسطة نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالقلويّات، وذلك لمحاصرةِ الخليّةِ السرطانيّةِ قبل العلاج، وفي رأينا إنَّ هذه الطريقةَ لا تحقّقُ المطلوبَ، حيث تَضعُفُ الخليّةُ السليمةُ إضافةً إلى الخبيثةِ ومن الممكنِ أن تكونَ هذه الخطّةُ مفيدةً بعد العلاجِ لا قبلَه.
إلّا أنَّه وتحت وطأةِ النتائجِ المخبريّة، ومن خلال ِدراساتِ علماءِ الوبائيات، لوحظ وجودُ نقاطٍ ثابتةٍ، وأخرى متناقضةٍ، في العلاقةِ بين الغذاءِ والسرطان .
من النقاطِ الثابتةِ المهمّةِ أنَّ للعمليّةِ المسرطنةِ مرحلتان متميزتان: المرحلةُ البدئيّةُ ومرحلةُ التحفيز، فالمرحلةُ البدئيّة التي ترتبط بالتغذيّةِ ارتباطاً وثيقاً يتمّ فيها تفاعلٌ وجيزٌ غيرُ عكوسٍ بين المُسرطنِ والمادةِ الجينيّةِ للنسيجِ المستهدف، وينتجُ عن التفاعلِ آفةٌ جزيئيّةٌ أو طفرةٌ تُحوِّلُ بعضَ الخلايا إلى حالةٍ شاذّةٍ من دونِ أن تكونَ ورماً يمكن ملاحظتُه سريريّاً ما لم يتأثرْ بطرفٍ آخرَ من العواملِ يُدعى المحفزات.
والمحفّزُ يجعلُ الخلايا المتحفزةَ تتكاثرُ لتشكِّلَ ورماً، وهي بحاجةٍ إلى استمرارِ التغذيّةِ التي أوجدت الخلايا البدئيّةَ، إلّا أنَّ هذا الورمَ ليس مطفّراً أو مسرطناً بحدّ ذاته، وإذا استُخدم بشكلٍ مستمرٍ فإنه يُحدث تأثيراً بيولوجيّاً، أمّا إذا أُزيل المنبهُ المحفّزُ، فإنَّ تأثيراتِه تكون عكوسةً، فإلى هذه اللحظة، يكونُ للغذاءِ دورٌ أساسيٌّ في عودةِ الورمِ إلى الحالةِ الطبيعيّةِ، وهذا لا يكون بالنسبة للورمِ المُسرطن، إذ يبقى للغذاءِ أهمّيتُه، ولكن ليست كتلكَ التي له في مرحلتيّ البدءِ والتحفيز.
وفي كلِّ الأحوالِ فإنَّه، كما أسلفنا، اختلفتِ النظرةُ بالنسبةِ إلى نوعِ الغذاء المؤثِّرِ تبعاً لاختلافِ نوعِ كلِّ سرطانٍ وخصائصِه، إلّا أنَّ النظرَ بعينٍ ثابتةٍ بخصوصِ بعضِ الأنواع مثلاً: دهنُ الغذاء يعتبر عاملاً محفّزاً بينما الأليافُ تعتبرُ من مضاداتِ المحفّز، وكذلك الفيتامينات A,C,E وعنصرُ السيلينيوم، ومركّباتٌ موجودةٌ في أصنافٍ من الخضروات، تؤثِّرُ في الأنزيمات التي تُزيل سمَّ العواملِ البادئة (المسرطنة) وتُستخدم كمضاداتٍ للمحفّزِ، يُضاف إليها الفواكه والحبوب.
إلّا أنّ دورَ الأليافِ كمضادٍ للمحفّزات مهمٌ جداً إذ ينخفضُ محتوى الحمضِ الصفراويّ، لأن الأليافَ تزيد كتلةَ البرازِ كما أنّها تسرّعُ آلياتِ نقلِ الحمضِ من الأمعاءِ الغليظةِ إلى الدورةِ الدمويّةِ، وتنقصُ الزمنَ المنقضيَ بين الأكلِ والإفراغ، وهذا يتيح للمطفّراتِ المحتملِ وجودها في البرازِ زمناً قليلاً للتأثِّرِ في القولون.
كما ويشير الدليلُ التجريبيُّ، وإن بشكلٍ محدودٍ، إلى أنّ الكربوهيدراتِ المعقّدةَ أفضلُ في الغذاءِ من السُّكرِ البسيط.
إنَّ موضوعَ الغذاء موضوعٌ شائكٌ ومعقّدٌ، ويستدعي بحثاً دقيقاً وجاداً.

كيف تتحوّلُ الخليّةُ السليمةُ إلى خليّةٍ مسرطنةٍ؟!
إنَّ الخلايا التي هي داخلَ الورمِ إنّما تحوّلت من خليّةٍ سليمةٍ تطوّرت قبلَ عقود من اللحظةِ التي يصبح فيها الورمُ مجسوساً، وهذه الاستحالةُ من خليّةٍ سليمةٍ إلى خبيثةٍ، إنما يتمّ بسببِ تراكمِ طفراتٍ في صفوفٍ معيّنةٍ من الجينات. والجيناتُ هي مفتاحُ فهمِ سيرورةِ نشوءِ السرطانِ، وهي محمولةٌ على جزيئات DNA في الصبغيّاتِ الموجودةِ في نواةِ الخليّة. وهذا الجينُ هو الذي يُعين تسلسلاً معيّناً للحموضِ الأمينيّةِ التي تترابطُ مع بعضِها فتنتج بروتيناً، وتؤدي الطفرةُ التي تصيبُ الجينَ إلى الخللِ في كميّة أو فاعليّةِ البروتين نتاجِ الجين، وهنا يلعب صفّان من الجيناتِ دوراً رئيسيّاً في استثارةِ التّسرطُن.
إلّا أنَّ مصدرَ الطفراتِ وكيفيةَ حدوثِها من المحتملِ أن يرجعَ إلى أمرين اثنين: الأولُ وجودُ خلايا شاذةٍ في النسيجِ الخلويّ، والثاني خللٌ في تطوّرِ البيئةِ ونظامِ الغذاء.
فالإنسانُ الحديثُ يعيش في ظلالِ عصرٍ بيولوجيّ، إذ تُكافحُ فيزيولوجيّةُ العصرِ الحجريّ يوميّاً أغذيةُ القرنِ العشرين التي لا تستطيعُ التكيّفَ معها إلا قليلاً. فالانقلابُ الحاصلُ في كميّةِ ونوعيّةِ الغذاءِ بعد الثورةِ الصناعيّة بالإضافةِ إلى الخمولِ، شكَّلَ صدمةً وعدمَ قدرةٍ على احتوائه من قِبلِ فيزيولوجيّةٍ تتطورُ بشكلٍ بطيء، ولا يمكن أن تُلحظَ إلا عبرَ مئاتِ أو آلافِ السنين.

-ما العلاقةُ بين علمِ الطّاقةِ كحقلٍ مهمٍّ من حقولِ الفيزياءِ وبين السرطان؟!
هنا سوف نستطردُ قليلاً حتى نبسّطَ مفهومَ الطاقةِ، وهذا لا يكون إلّا بإعادةِ التأكيدِ على بعض الحقائقِ العلميّةِ التي أصبحت في عدادِ المسلّمات، أهمُّها:
أنّ الكونَ الذي نوجد فيه ليس نهائيّاً، إنّما هو واحدٌ من أكوانٍ متعدّدة.
من غيرِ المؤكدِ خضوعُ هذه الأكوانِ جميعاً لنفسِ القوانينِ الفيزيائيّة، ولكن من المؤكَّدِ خضوع الكونِ الذي ننتمي إليه لقوانينَ فيزيائيّةٍ واحدة.
الذرّةُ هي الوحدةُ البنائيّةُ لهذا الكونِ، لكنها ليست نهائيّةً، إذ تتكوّنُ من وحداتٍ بنائيّةٍ متناهيةٍ في الصغر.
الذرّاتُ التي تشكِّلُ الكونَ مع وحداتِها البنائيّةِ ومع وحداتِ وحداتِها هي في حالةِ حركةٍ دائمةٍ ومستمرة. وهذه الحركةُ ذاتُ طبيعةٍ اهتزازيّةٍ، سواء في المادةِ الملموسةِ أم في المادةِ من طبيعةٍ كهرطيسيّة. ويرافقُ ذلك قدرةُ المادةِ بشكليها على إطلاقِ الطاقةِ التي تُعتبر مقياساً للحياة، فالجسمُ الذي يفقدُ القدرةَ على تحريرِ الطاقةِ هو جسمٌ في حالةِ موتٍ. فالطاقةُ هي روحُ المادةِ، سواء لدى الجماداتِ أو الأحياء، وأيُّ خللٍ في تحريرِ الطاقةِ أو استقبالِها في أيِّ جزءٍ من أجزاءِ المادةِ سوف يؤدي إلى خللٍ في التركيبِ الجزيئيّ لهذا الجزء، وهذا ينطبقُ على الخلايا الحيّة التي تشكِّلُ الأنسجةَ المتنوعةَ للأحياء، مما يستدعي تصحيحَ الخللِ الحاصلِ، وذلك بإعادةِ جزيئاتِ المادةِ المختلّةِ إلى تركيبِها الطبيعيّ الذي يرتبطُ بالوظيفةِ التي يتوجَّبُ على هذا الجزء القيامُ بها.
في حالةِ السرطانِ الذي تتحوّلُ فيه الخلايا السليمةُ إلى خبيثةٍ، تعملُ على تدميرِ الأنسجةِ وموتِ المصاب.
وفي هذه الحالةِ فإنّ المصْلَ ((A.S.S الذي توصلّنا إليه باستخدامِ التردّداتِ الصوتيّةِ بصورةٍ مدروسةٍ بدقّةٍ على (المحلولِ السكريّ)، هذا المصلُ قادرٌ على حملِ كمّياتٍ كبيرةٍ من الطاقة إلى داخلِ النسيجِ الحيّ عن طريقِ الحقولِ الكهرطيسيّةِ المحيطةِ بالخلايا السليمةِ والخبيثةِ على السواء، فتأخذ منه السليمةُ بحُكمِ انتظامِ الشكلِ الهندسيّ لغلافِها الخارجيّ حاجتَها المطلوبةَ لبقاءِ أدائِها على أكملِ وجه. لكن فيما يتعلقُ بالخليّةِ الخبيثةِ فإنَّ آليةَ العملِ تختلف، فهي بحاجةٍ إلى كمّياتٍ كبيرةٍ من الطاقةِ، وكذلك إلى إعادةِ تصحيحِ بنيتِها الجزيئيّةِ الذي توفّرُه الخاصيّةُ الثانيةُ لهذا المصلِ، وهي تسريعُ الاهتزازِ الموجيِّ للحقولِ الكهرطيسيّةِ التي تنتقلُ إلى داخلِ الخليّةِ بسهولةٍ بسببِ التغيُّرِ الحاصلِ في الشكلِ الهندسيِّ لجدارِها الخارجيّ وحدوثِ فجواتٍ تسمحُ بذلك. وهنا فإنَّ كمّياتِ الطاقةِ الداخلةِ، وسرعةَ الاهتزازِ الذي يسببُه المصلُ، ينتهي إلى إحدى نتيجتين: إمّا أنْ تستجيبَ الخليّةُ الخبيثةُ فتتحوّلَ بالتصحيحِ إلى سليمةٍ بفعل الطاقةِ والاهتزازِ، وإمّا أنْ تكونَ قد فقدتْ قدرتَها على الاستجابةِ، وبالتالي يكون مصيرُها الموت. وهكذا تّتضحُ العلاقةُ بين الطاقةِ الداعمةِ التي يوفّرُها المصلُ (A.S.S) وبين القضاءِ على هذا النشاطِ الخبيثِ في الأنسجةِ الحيّة.

سفيربرس _بيانكا ماضيّة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رغم كثرة اللغو في هذا المقال ولكن الكلام غير مقنع علميا
    و هنالك الكثير من الاخطاء العلمية في المقال
    والامر ليس بهذه السهولة ولكن بامكاني أن اقول شيىا واحدا
    على الاقل:
    يستطيع الناقد المتمكن من اقناع القارئ العادي او البسيط بوجهة نظره
    وتقبلوا حضوري المتواضع
    [٣١/‏١ ١١:٠٥ م] Asaad Affour: من المعروف للجميع بان مرضى فرط المناعة الذاتية يملكون مناعة خارقة جدا جدا
    واعداد هائلة من الخلايا التائية المسؤولة عن قوة المناعة الخارقة لديهم
    وبما أن جميع الامراض الفيروسية التي تصيب الانسان هي ناتجة عن ضعف الجهاز المناعي
    افليس بالإمكان استخدام دماء الأشخاص المصابين بمرض فرط المناعة الذاتية لعلاج الناس المصابين بالامراض الفيروسية و السرطانية و ذلك من أجل تقوية مناعتهم
    كما وأنه يمكن استخدام هذه الطريقة ايضا من اجل علاج المصابين بفيروس كورونا و جميع الامراض الفيروسية ومرضى السرطان ان ثبت نجاحها
    فكرة بحث علمي بحاجة لبعض الدراسات والاختبارات وغير مكلفة ماديا
    ودمتم ذخرا
    اسعد محفوض عفور
    [٣١/‏١ ١١:٠٨ م] Asaad Affour: It is known to all that autoimmune patients have very, very supernatural immunity
    Huge numbers of T cells are responsible for their own strong immune power
    Since all human diseases are caused by a weak immune system
    Is it not possible to use the blood of people with autoimmune disease to treat people with viral and cancerous diseases in order to strengthen their immunity?
    Also, this method can be used also to treat people with the Coronavirus, all viral diseases, and cancer patients, if that proves successful
    The idea of ​​scientific research needs some studies and tests and is inexpensive financially
    As long as you last
    Asaad Mahfoud Afour

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *