تجنب مواجهة المخاوف الذاتية:

 تجنب المشاعر المؤلمة وفي كثير من الأحيان لا تكن على دراية بها وتحتاج الى الخبرة في التواصل مع الذات , وكل ما قمت بتجنب هذه المخاوف كلما سيطرت حالة الضعف عليك أكثر وأدت الى الهشاشة النفسية , وهي من اكثر الأمور المدمرة للذات بسبب تراكم ما يؤذيك دون التركيز في حياتك وأهدافك وتركها بدون حل , بل سيتضاعف حجمها وتزداد نسبة الأذى والخوف أكثر وأكثر وبالتالي ينعكس على مجريات حياتك و تعاملاتك و  تصرفاتك , ومن الممكن أن تنعكس عليك جسدياً أيضاً .

 يزداد الغضب والتوتر , والأصعب هو لوم الذات وتقوم بالتعامل مع الأمور بالانسحاب بدلاً من المواجهة وتتلاشى الألفة مع النفس لأنك وباختصار شخص هارب من مواجهة مشاعرك , و النتيجة ألم نفسي و تعرقل أمور الحياة .

مثلا : الخوف من المستقبل  , الخوف من الفقد ….(المخاوف الذاتية التي تقبع في داخلك) .

وهذا الخوف متخفي وغير ملاحظ وهو شعورموجود في كل الأوقات ملازم الفرد يعرقل مجريات اليوم حتى لو بالروتين اليومي البسيط وممكن أن يتحول الى وسواس , وهي تجاهل الواقع وتصديق الفكرة التي تدور في ذهنه  فقط وبالتالي سيشعر بخيبة أمل وبخجل من نفسه لأنه يشعر أنه عاجز في التعامل مع مشاعره ومخاوفه , جهازه العصبي بحالة استعداد دائم لترقب الخطر. 

كثرة تجنب مشاعر الخوف وعدم التعامل معها وعدم التواصل مع الذات هو تأكيد لنفسك أنك شخص انسحابي , الحل جداً بسيط , وهو عكس التجنب وهي المواجهة مهما كانت , والانتقال من كفة التجنب والضعف الى كفة المواجهة والشجاعة 

من كفة الانغلاق الى كفة الانفتاح ….. واجه , اعرف جذور ما تشعر به , خذ وقتك بالكامل لتصل الى التخلي والاستغناء بعد الفهم التام بما تشعر وكيفية التعامل بكل ما تمر به , لتكتسب بعد فترة من زمن الشجاعة لتتعامل مع كل مخاوفك ومشاعرك بشكل أسهل وأبسط حتى لو كنت ما تمر به مؤلم يصبح أمامك الطريق واضح جلي للنمو الحقيقي .

النمو الحقيقي ليس فقط بأخذ دورات تدريبية في التنمية البشرية , والقراءة والغوص في الكتب بل هو التأمل الصحيح في الحياة الخاصة والعرقلات التي تحدث والعثور ومعرفة نقاط الضعف والمخاوف والتواصل مع الذات في جلسة خاصة , وهذه هي النقلة النوعية التي تنتظرها , الانتقال من الخوف الى الشجاعة والقوة وبالتالي ستزداد الثقة بالنفس.

سيتغير منظورك عن نفسك وطاقتك تخدمك وستدعمك بما تريد ولن تضيع سدى , البشر بشكل عام تخاف وتتبعد عن الألم ولكن ما نجهله أن الهدف الأساسي من الألم هو أن تتطور بالوعي وأن تحول نار الألم الى نور وحكمة .

العيش في ذكريات مؤلمة وعثرات ماضية :

ماحدث في الماضي من ألم ومشاكل عشتها وضغوطات ما هي الا رصيد من الخبرات التي اكسبتك صلابة وكونت لك الوعي للتعامل مع محيطك , امتن لماضيك لأنه أهداك حكم وبصيرة ,لا تتعامل معه وكأنه عقبة تصالح مع كافة العقبات والزلات التي مرت بك , وتأكد الذي مر بك لم يكن صدفة ولا سوء حظ بل هي دروس من الحياة لتصبح أقوى لتكمل كتابة قصتك الخاصة .

تقلبات الحياة :

المتغيرات ,التقلبات والأحداث التي تطرأ على الحياة بشكل مفاجئ على الانسان الكثير منا لا يستطيع التعامل معها بتقبل وبسلاسة .

هنالك اناس كثر يعيشون “وهم الحياة الثابتة “أو “وهم عدم التغيير” , الثبات بالنسبة لهم الاستقرار والأمان والتغيير هي الفكرة المخيفة والحالة المربكة والمجهولة (عدم اليقين ) .

مزاج الشخص يعتمد على مجموعة أفكار ومشاعر محددة بداخله , أي حدث يطرأ على بعض الأشخاص (ولو كان صغيراً) لايتناسب مع ذاته ومشاعره وخبراته… أو مر يومه كما ليس مخطط له وعكس توقعاته ومعتقداته سينقلب مزاجه رأساً على عقب  

صراحة لا يوجد شيئ ثابت لا يتغير من الممكن ظاهرياً نعم ثابت لكن داخلياً وشعورياً يمر بتغيرات كثيرة على سبيل المثال

 يومياً  خلايا تموت وتتجدد داخل الانسان ….. التغيير هو القانون الثابت و السمة السائدة لهذا الكون , يجب فهم هذا القانون جيداً لتقبل ما يحدث حولك بهدوء ووعي .

 وكما قال المتنبي “ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن “

المشي في الهواء الطلق يساعد على الاسترخاء وتعديل المزاج واكتساب طاقة جديدة للتعامل مع جميع ظروف الحياة الطارئة أو ممارسة اليوغا لها فوائد عديدة منها التخلص من القلق والتخفيف من التوتر .

ضع المعنى التي تحدده أنت لحياتك وكل ماحددت المعنى تجد الفرص وتجد الحلول , كن منفتح على العالم الخارجي لترى احتمالات جديدة لكي تزهر وتنتج بكل حب وسلام ….

سفيربرس_هبة الله دهمان_فيينا