يومٌ للتوّحد .. بقلم : ميّادة سفر
سفيربرس

يصادف الثاني من شهر نيسان من كل عام، اليوم العالمي للتوعية لمرض التوحد، الذي أقرته الأمم المتحدة في 18 كانون الأول\ديسمبر من العام 2007، ليكون يوماً دوليا للتعريف بهذا المرض والتوعية بشأنه، وتحتفل الأمم المتحدة به لعام 2019 تحت عنوان “التقنيات المساعدة والمشاركة الفعالة”، ويأتي هذا الشعار وفقاً للأمم المتحدة في سياق إستراتيجية الأمين العام، في التركيز على الاستفادة من استخدام التقنيات المساعدة للأشخاص المصابين بمرض التوحد، بوصفها أدوات في إزالة الحواجز التي تحول دون مشاركتهم الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية الكاملة في المجتمع، وفي تعزيز المساواة والإنصاف والشمول.
يعتبر مرض التوحد أو الذاتوية (Autism) من الأمراض المعروفة حديثاً، وتزداد نسبة المصابين به سنوياً بشكل كبير، تعّرف منظمة الصحة العالمية مرض التوحد بأنه “عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ”، تظهر في مراحل الطفولة المبكرة، ويتصف التوحد بتأخر في النمو الفكري واكتساب اللغة لدى الطفل، وعادة يواجه المصاب بالتوحد صعوبات في التفاعل والتواصل مع المجتمع، كذلك ضعف في التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
لم يتم التوصل إلى اليوم لأسباب مؤكدة لتلك الاضطرابات، وتشير الأبحاث إلى أسباب جينية وراثية، أو اختلالات بيولوجية في الجهاز العصبي، كما تشير بعض الأبحاث إلى عوامل التلوث البيئي والغذائي، ويشكل التشخيص المبكر أهمية كبيرة في تحقيق نتائج أفضل في العلاج، الذي يعتمد بشكل رئيسي على العلاج الفكري والسلوكي.
تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية، أنّ طفلاً من بين 160 طفل يعاني من اضطرابات التوحد، وبحسب الأمم المتحدة فإن 1% من سكان العالم مصابون بالمرض، وتشير الأرقام أن الذكور أكثرعرضة للإصابة بالتوحد من الإناث بمعدل أربعة أضعاف، تحتل الولايات المتحدة الأميركية أعلى نسبة لمصابي التوحد حول العالم، وفي البلاد العربية لا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد المصابين بالتوحد، وتختلف من دولة إلى أخرى، كما تختلف درجة الرعاية والإهتمام التي يحظى بها المرضى.
يحتاج الطفل المصاب بالتوحد لرعاية خاصة، تساعد في إعادة اندماجه في المجتمع بدل إقصائه وإبعاده عن أقرانه، وليس في مقدور الأهل القيام بها بمفردهم، بل يحتاج إلى مراكز متخصصة ، ولأن طفل التوحد مثل غيره من الأطفال، لابدّ من تهيئة الأجواء والإسهام في كل ما يساعد على إندماجه في المجتمع، يبدأ العلاج من الأسرة الحاضن الأول والأخير للأطفال السليمين والمصابين، بالحب والاهتمام وقبوله على اختلافه، يمكننا مساعدته كي لا يبقى على هامش الحياة.
سفيربرس_ بقلم: _ميادة سفر _الصباح العراقية