إعلان
إعلان

الصحفيّة سعاد زاهر تحاور السيد هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين: والحديث حول شجون الكتاب

#سفيربرس

إعلان

هيثم الحافظ :مكتبة الأسد تزهو بمعرضها.. ومتفائــل بإقبــال الــزوار وبالتعاطــي الإيجابــي مــع حالتــي الاقتنــاء والتواصــل المعرفـي.

أبرز ميزة يمتلكها رئيس اتحاد الناشرين، هيثم الحافظ، انه لا يستقر على حال، ولايرضى بإنجاز.. كلما شعر انه حقق ميزة او انجازاً معرفياً او ثقافياً.. ينسى الأمر، ويسارع إلى تحقيق المزيد.. آملاً ان ينتشي يومأً بمعرفة عميقة شعارها المحبة والتسامح..
بعد أن ازيلت توترات ماقبل افتتاح معرض الكتاب بدورته الحادية والستين، وضجتها التي لاحقتنا ونحن نجري حوارنا مع (الحافظ).. هاهي أيام المعرض تتوالى متآخية مع شمس صيفية تعطي وهجها لتلك الكتب علها هي الأخرى تنتزع بعضا من اشعاعات متحركة تزيح غمة سنوات مضت..
وانت تحاور الحافظ حول كل ماله علاقة بعالم الكتاب وشؤون النشر، عامة.. ومعرض الكتاب خاصة.. تعتقد للوهلة الاولى أنه لايشعر بتلك (الغمة) ولكن ماإن تمضي في الحوار، حتى تكتشف انها لاتشغله، حتى لو عرفت طريقها إليه، يبادر سريعاً لإزالتها ربما قبل ان يشعر بها احد..
حديثه المتفائل.. حلوله العملية.. طاقته الايجابية التي ينقلها اليك.. والكثير من شغفه لعالم الكتب وصناعتها.. نتلمسها في حوارنا التالي معه..

– كيف ترى أحوال المعرض هذا العام؟.
— مضت أيام قليلة على افتتاح المعرض، ولكن متفائل بما نعيشه من إقبال الزوار، والتعاطي الايجابي مع حالة المعرض من ناحيتي الاقتناء والتواصل الثقافي والمعرفي..
على ايقاع توقيع أكثر من ثلاثمئة كتاب بدأت تتوالى حفلات التوقيع، وقاعة المكتبة الرئيسية تحتفي بعروض سينمائية مهمة، في محاولة منها لاطلاع جمهور المعرض على نتاجات مؤسسة السينما.. اضافة إلى انشطة عديدة نحاول عبرها اعطاء امتداد ثقافي للمعرض، يتوازى بالأهمية مع حالة الاقتناء التي نشجع الناس عليها من خلال الحسومات التي تتراوح بين (25- حتى 80%) حسب قناعة كل دار نشر.
بالطبع كان طموحنا للبرنامج الثقافي أن يفتتح بحضور شخصيات ثقافية عربية، وضيوف كثر كما اعتدنا ان نفعل في سنوات سابقة.. ولكن ظروف عديدة حالت دون ذلك، ورغم غيابهم فإن مايغني المعرض كل هذا الحضور الثقافي السوري، واحتضان المثقفين والناس على حد سواء للمعرض وفعالياته..

– جهات ووزارات عديدة تعاونت ليفتتح المعرض بشكله اللائق.. هل جاء كما توقعتم..؟.
— بالطبع لقد جاء في مستوى يليق بسورية ومستواها الثقافي، لقد اشتغلنا على مدار فترة طويلة مع جهات عديدة، مهتمة, بالمعرفة والبعد الثقافي وبصناعة النشر كاتحاد الناشرين تماماً، من هذه الجهات: وزارة الثقافة، وزارة الاعلام.. اشتغلنا جميعا من اجل حراك معرفي نبتدئ به من المعرض، ويمتد أثره خارج بواباته، إيمانا منا بأن بناء العقل يبدأ من الكتاب، ولكن تتابع المهمة كل جهة قادرة على احداث فرق ثقافي ومعرفي..

– تردد دائما أن اقامة معرض الكتاب تدعم صناعة النشر..؟.
— إن معرض الكتاب محطة أساسية في تطوير صناعة النشر، عندما نشتغل بكل هذا الجهد لإقامة معرض متميز، فإننا في الوقت ذاته نسعى إلى صناعة نشر مغايرة، تعنى في منتجها المعرفي، بان يتوازى انتاجها مع حالة مجتمعية، لا همّ لنا ونحن نتعاطى معها سوى أن نكون رافعة علمية تدفع بمجتمعنا نحو أقصى درجات التطور..

– أذكر أنني زرت جناح الناشرين العام الماضي.. كيف اشتغلتم على ارساء ركائز جديدة يتميز بها جناح هذا العام؟.
— تجربة مهمة نعيشها مع تجربة جناح الناشرين هذا العام، فبعد ان كان العام الماضي جناح للاتحاد فقط، حالياً هو جناح لكافة اعضاء الاتحاد، خاصة الشباب الذين لايستطيعون المشاركة في المعرض..
جناحنا لايكتفي بعرض الإصدارات بل يوجد ركن خاص بالأنشطة الثقافية يختص بأنشطة الأطفال حيث يرسمون ويقرؤون القصص..
أيضا.. لدينا عدة أركان في الجناح للتخفيضات وتصل الحسومات حتى (80%)، لدينا ركن يقام لأول مرة يختص بتبادل الكتب، ويضم الجناح توزيعا مجانيا لبعض الكتب، واتفقنا مع بعض القنوات التلفزيوينة لإقامة مسابقة على الهواء مباشرة، وسنوزع كتباً للفائزين..

– بعض الناشرين تواصلوا معي، مؤكدين اعتذارهم عن المشاركة هذا العام لأسباب لها علاقة بالتنظيم..؟.
—- حسب رؤيتي.. اعتذار البعض له علاقة بعدم رواج كتبهم لدينا، او ربما لايرتاح للمشاركة لسبب ما..
البعض طلب منا العام الماضي، أن تطرح جميع كتبه للتداول مهما كانت نوعيتها، لكن وجدنا ان بعضها لايتناسب مع طبيعة مجتمعنا وثقافتنا السورية، فتم استبعاد بعضها.. الامر الذي جعل بعض الناشرين يعتبون علينا، ولكن يفترض بهم تفهم غايتنا، وهي الاهتمام بالكتاب المميز وطرحه للتداول، لا أن يحضروا تلك الكتب التي لاتباع في بلادهم ويرمونها في السوق السورية..!

– تطالب دائما ألا تتخلى مكتبة الاسد عن اقامة المعرض..؟.
—- لأن رمزية مكتبة الاسد تعطي بعداً مهماً للمعرض، فالمكتبة نقطة تلاقٍ للمثقفين وطلبة الجامعة.. حتى ان الأسرة السورية لها ذكريات مهمة من خلال زيارتهم المتكررة للمكتبة والمعرض.. أجيال عديدة عاصرت المعرض، وتعلقت بأروقتها وقاعاتها، ولاندعو شخصا الى المعرض ويعرف ان مكانه في المكتبة الا ويسعده هذا الامر.. كما ان موقعها وسط دمشق يسهل الحضور والانتقال، وبالتالي يسهل تدفق الزوار بهذه الاعداد التي تعطي روحاً خاصة للمعرض..
هناك بعض الآراء التي تقول إن المكان ضيق، ونحتاج لمكان اكبر.. هذه المسألة يمكن الاشتغال عليها من خلال استغلال مساحات أكبر من المكتبة، بحيث نضمن استغلال كل متر من أروقة المكتبة..
إن فكرنا بنقل المعرض إلى اماكن اخرى، سنخسر فئة كبيرة من المجتمع، وهو امر يحد من فعالية المعرض..!

– عرفتك منذ فترة طويلة.. ولاحظت أنك تملك هاجساً وطنياً، وفكرياً.. كيف نقلت هذه العدوى إلى الناشرين..؟.
—- احياناً.. اتحاشى الحديث عن هذه المسائل، اخشى ان تبدو كادعاء، بينما في واقع الامر هي تسري في عروقي، كما هو الحال لدى عموم السوريين الذين اجتمعنا في المعاناة، ونحلم بوطن تنيره ثقافة لاتنطفئ، ويغطيه حراك ثقافي، يمنع في القادم من الايام أي أذى يمكن ان يلحق بوطننا الغالي..
بكل مانفعله.. من تثقيف.. تنوير.. نشر لثقافة المحبة والتسامح.. من الانفتاح باتجاه الآخر، ومد يد واثقة، مع عقل منفتح.., ومنهجية فكرية وعلمية عميقة نبدأها مع الاجيال منذ الصغر.. كلها من أجل بناء وطن يكون عصيا على الأزمات..
العدوى بالطبع.. تنتقل وهي متغلغلة لدى الناشر السوري.. الذي وقف مع وطنه في عز ازمته، ولم يتخل عن مهمته، وها هو يحصد النتائج..

– كيف توائم بين البعد الفكري والتجاري..؟.
— أؤمن أنه ليس الهدف الأول من اقامة معرض الكتاب تجارياً.. رغم انني لاانكر اهميته..
هدفنا في العمق نشر المعرفة، المساهمة في نهضة شاملة تعليمية – اقتصادية – تنموية – فكرية.. ركيزتها الكتاب، دون ان نغفل الاهتمام بالقيمة الاقتصادية للمعرض، فهو بعد يدعم الاقتصاد الوطني، من خلال تنشيط حركة البيع والشراء، وتحقيق عوائد تنعكس على تطوير صناعة النشر.. من جهة، ومن خلال النشاط الترويجي والتسويقي الذي تقوم به دور النشر للتعريف بجديدها، بحيث تلفت انظار المهتمين لاقتناء الكتب.. من جهة اخرى..
أيضا نريد ان يكون لنا أهداف استراتيجية لها علاقة بتنشيط الطاقات الشبابية، وحثهم على المطالعة، واحياء التساؤلات لديهم، لاننا إن استثمرنا في الشباب فإننا نؤسس لمجتمع متطلع, حضاري.. ونبعد شبابه عن انشغالات قد تودي بهم، ونخسر فئة يعول عليها بناء مجتمع المستقبل..

– دائما تردد ان مهمة الناشر السوري صناعة كاتب.. كيف تشتغلون عملياً على ذلك؟.
— إن لم نشتغل كدور نشر على إبراز المنجز الثقافي للكتاب، فإن مهمتنا ناقصة، خاصة الكتاب المهمين، انها مهمتنا كناشرين وليست مهمة اتحاد الكتاب فقط، وضمن هذا المنحى اود ان أذكر أننا قريبا جدا سنوقع مع اتحاد الكتاب بروتوكولا لدعم صناعة النشر، لان هدفنا واحد، دعم المنتج الثقافي الجيد، والنبش لإيصال صوت الكتاب الجدد البارزين، وتبنيهم حتى يصلوا الى بر الامان..

– في حوار سابق.. كنا ننفض غبار الحرب حديثاً.. تحدثنا كيف تمكن الناشر السوري من الصمود في وجه رياح الحرب، التي جرفت مستودعات البعض، وحاصرت البعض الآخر.. ولكنهم لم يستسلموا.. كيف هو حالهم الآن..؟.
— صناعة النشر، بدأت تتعافى.. لكننا لانزال نعايش الاثار الاقتصادية, والسبب أن مختلف عناصر صناعة الكتاب من حبر وورق.. كلها مستوردة ونحتاج للعملة الصعبة, هذا يؤثر على سعر الكتاب، لكننا رغم ذلك، نحاول أن نصنع كتاباً بسعر عادل ومتوازن..

– كيف ترى حركة الزائرين.. وهل يتفاعلون مع المعرض..؟ .
—- اجمل مافي المعرض زواره.. إنهم ينعشون المعرض، ويعطونه نكهة خاصة، حين تمتلئ بهم أروقة المعرض، لم نفاجأ بهذا الحضور.. لأننا حتى قبل أربع سنوات، عشنا مع حالة تفاعل كبيرة، الزوار مخلصون لمعرضهم، ونحن بدورنا يجب أن نرد الجميل ونعطيهم أسعاراً عادلة.. وحسومات مميزة..

#سفيربرس حوار: سعاد زاهر _ الثورة

[email protected]

سفيربرس _ الزميلة سعاد زاهر في معرض الكتاب

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *