الغباء المقدس .. _ بقلم : د . عبير سلمان

الغباء المقدس..هذا الغباء ليس موجوداً حاليأ إلا في العالم الإسلامي بشكل خاص، حيث يحمل الفرد هنا على ذمته دون أن يفكر أو يدرس أو يحلل أي أمر! أن يؤيد طرفاً ما… قد يكون شخصاً أو جماعة أو حزباً مصدقأً وتابعاً مقدساً له و يتبنى كل ما يصدر منه دون وعي لما يمكن أن ينتج عنه على جميع المستويات.

بالمقابل سيكون اي طرف آخر محل إتهام وانتهاك لما بحوزته وسينشئ الصراع … وهذا هو المطلوب لدى كلا الطرفين أو ربما و هو الأرجح أن يكون هناك أطراف كثيرة اخرى!!! هذا واقع شعوب العالم الإسلامي بمعى ( لا تفكر نحن من فكر عنك ) عليك فقط الطاعة …
هذه الحال تصح تسميتها بالعبودية و الاستغلال للعقل الجمعي ..لان ما يلزم تلك القوى هي حالة التقديس والتبعية والاستسلام من مؤيديها و مريديها المبنية على إعماء العقل وسجنه بالحلال والحرام متخذة من نفسها أنها لسان حال الله الناطق ..وانها حاملة لسيف الحق الضارب على رؤوس العباد المخالفين لمنطوقهم!!!! وهذا الغباء المقدس قد يسر مصالح تلك الاطراف التي ستبقى…. و ستبقي المستغبى تحت نير حاجته ينتهك منه كل شيء بإرادته التي باعها دون مقابل ..ظناً منه ان المقدس كفيل بإنصافه ..
نحن مازالنا نعيش العبودية بشكلها ومضمونها من حيث تعريفها و مفهومها ، ولم يقصر الامر عند هذا الحد …بل نلاحظ ولشدة ما ألم بهذه الشعوب انها قد اسلمت عقلها ايضا لهذه العبودية طوعاً …. لقد نسيت هذه الشعوب أمرً في غاية الأهمية و هو معنى وجودها الحقيقي في هذه الحياة ولم تعي بعد أن الله خلقنا احراراً … لانه عندما تكون حراً تخلق البيئة التي تولد الإنسانية وتجعل العقل بوصلة لبناء الإنسان الذي أراده الله أن يكون خليفته ..

#سفيربرس _ بقلم : د . عبير سلمان