إعلان
إعلان

قمـح مفقـود..! بقلم : سعاد زاهر

#سفيربرس

إعلان

وأنت تغسل «القمح، الفريكة، العدس..» يطفو على الوجه بقايا تبدو دخيلة مع انها لا تؤثر على الطعم ولاتضر، الا انك تحاول رميها بجهد، وتعيد سكب الماء فوق الحبوب مرات عديدة، مصراً على تنظيف الحبوب الذي نزعت اغلفتها للتو.
عندما تفوح رائحتها المميزة أثناء الطهو تشعر انك تتقن ماتفعل، وما إن تنضج حتى تتذوقها باستمتاع وقد تعيد اليك بعضا من ذكرياتك, فتشعر ان ماتأكله ليس مجرد طعام، بل نكهات حياتية متداخلة، تحيي فيك روحاً مفقودة، اشتقت اليها كثيرا..
تلك القشور القليلة التي تخلصت منها, طالما أنها بكمية قليلة لن تؤثر على مذاق او نوعية او جودة الطعم، ولكن لنتخيل لو ان العكس هو الصحيح، ان تلك القشور تحولت لتكون هي القمح، او الفريكة، أو الحمص.. أو الفاصولياء.. تلك الاطعمة التي يمكنها ان تغني عن اللحوم.. ماالذي سيحدث حينها..!
سنأكل قشوراً.. مجرد حشو.. لاتغذينا.. ولاتقينا الأمراض، ولا تجعل أجسامنا أقوى في كل مرة تهاجمها جراثيم أو أوبئة دخيلة..!
هل نهتم بإزالة القشور من أطعمتنا.. لأننا ندرك انها تؤذينا مباشرة..؟!!
ولكن ماذا عن تلك الأفكار، التي تدخل الى أدمغتنا..؟!
كيف نترك كل القشور تدخل اليها, ونفقد رويدا رويدا.. حبات القمح.. أساساً حين تتكاثر القشور دون امكانية غمرها بماء التنظيف، ألا نمتلئ بها دون شعور منا..
وربما نعتقد ان لتلك القشور ميزات..!
هي خفيفة.. من السهل التعامل معها، وقد نفضل التعاطي معها وشراءها باستمرار, لأن أسعارها رخيصة، ومن السهولة ايجادها.. ويعمد مروجوها الى تزيينها وتلوينها بألوان لاحصر لها.. وايهام الاخر انها لآلئ حقيقية..
ومهما رفعوا اسعارها نبرمج انفسنا لاقتنائها وكأننا نلتقط درراً لايمكن الاستغناء عنها..
مع مرور الوقت نتماهى معها.. فيما بعد حتى لو وجدنا حبات القمح أمامنا.. ندوس عليها.. مسرعين لالتقاط قشورنا الثمينة.. !

#سفيربرس _ بقلم: سعاد زاهر _ الثورة 
[email protected]

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *