إعلان
إعلان

متى عَرفوا الحـــب عَرفوا الحــياة!!.. بقلم : وســام عباس.

#سفيربرس ـ

إعلان

ليست الكتابة عن الحب أمراً سهلاً.. و هي ليست أمراً صعباً بنفس الوقت.. و ذلك لأن  ( الحب في الأرض بعضٌ من تَخيُّلِنا  لو لم نجدهُ عليها لاخترعناه) نزار قباني..

نعم يا سادة.. لو لم نجده لاخترعناه.. فالحب و إن كان موجوداً في النقوش البشرية على أولى الرُّقُمِ التاريخية و أقدمها و إن كانت أولى أساطير – أو قصص – الوجود التي تجسدت (بتفاحة آدم) قد تحدثت عنه إلّا أنه ما زالَ احتياجاً مُلازماً للبشرية منذ أن فتح أول البشر عينيه مُبصراً النور على كوكب الأرض و حتى يومنا هذا..

و لعشاق النستالوجيا ( الحب الشديد للعصور الماضية بشخصياتها و أحداثها) ملاحمٌ و أقاصيصٌ يتفاخرون بسردها تقديساً للعاطفةِ الإنسانيةِ الأعظم ( الحب) و التي تبدأ من حب الله و لا تنتهي بعشق المحبوب..

فمن منا لم يسمع مثلا بحيّ بني عامر و تحديداً بوادي الحجاز العربية حيث نقلت لنا المَروِيَّات أجملَ قصص ِ الحب و أشهرها على الإطلاق.. في تلك الأرض التي عاشت فيها ليلى العامرية و مجنونها قيس بن الملوح ذلك الرجل الذي قضى حياته يهذي بها و بحبه لها..

ولكن رفض الأهل زواجهما فهامَ قيس على وجهه في الصحراء وصاحَبَ الحيوانات، وامتنع عن الأكل والشراب و أُطلِقَ عليه إسم «مجنون ليلى» وأُجبِرَت ليلى على الزواج برجلٍ آخر.
ويقال أن ليلى توفيت من الكمَد عليه بعد تلك الحادثة، وسرعان ما لحق بها هو الآخر  فوجدوه مُلقى بين الصخور وقد لقي حتفه … وبعد أن حُرِمَا من اللقاء في الدنيا دُفنَ قيس وليلى بعد موتهما في قبرين متجاورين..

و من قيس إلى ( بيراموس) جميل الخلقة وكان صديق الطفولة لمعشوقته (تيسبي)  التي كانت من أجمل جميلات بابل.
عاشا في حيٍّ واحد ووقعا في الحب وكبُرَ الحب معهما، لكن العائلتين رفضتا زواجهما.
وفي إحدى الليالي قرر الحبيبان أن يلتقيا في الحقول القريبة تحت إحدى أشجار التوت. ووصلت تيسبي إلى موقع اللقاء أولاً فشاهدت أسداً يقترب منها، فهربت محاولةً الإختباء بين الصخور،وبينما هي تجري، سقط غطاء رأسها فالتقطهُ الأسد بين فكيه.
وحين وصل الحبيب ورأى غطاء رأس الحبيبة بين فكي الأسد، ظن أن الأسد أكلها، فانتحر بسيفه، ولما خرجت تيسبي وجدت ما فعله الحبيب بنفسه، فالتقطت السيف وطعنت نفسها حتى الموت.

و بعيداً عن بابل إلى مصر حيث القائد الروماني أنطونيو وملكة مصر كليوباترا وقعا في الحب من أول نظرة، لكنّ هذا الحب أثار غضب الرومان، الذين كانوا يخشون من تنامي قوة المصريين نتيجة هذه العلاقة، وعلى الرغم من كل التهديدات تزوجا.
ويُقال أنه في الوقت الذي كان أنطونيو يخوض فيه حربًا ضد الرومان، تلقى أنباء كاذبة عن موت كليوباترا، فانتحر بسيفه، وحين عَلمت كليوباترا بموته شعرت بصدمة شديدة ولم تحتمل ذلك فانتحرت هي الأخرى.

أما و بعد ما رويتُ لكم ما رويت عن قصص العشاق عبر التاريخ فالسؤال لماذا أصبح في عصرنا عُمر الحب قصيراً جداً..؟؟؟
و لماذا حلَّ تفضيل الذات و البحث عن الشخص الأفضل بديلاً للمعشوق الواحد الذي لايقبلُ العقل الفراق عنه الا بالموت؟؟
ولماذا يزخر واقعنا الحالي بقصص التخلي و الاستبدال لإسعاد النفس و إرضائها بدلَ أن يكون المعشوق هو السعادة الوحيدة التي لا تقارنها و لا تنافسها سعادةٌ اخرى على الإطلاق؟

و السؤال الأهم هو لك سيدي القارىء.. هل عشقتَ يوماً ؟؟؟؟

أقوال..

*(متى عَرفوا الحب عَرفوا الحياة) ميخائيل نعمة
*(ماذا لو اخترعنا طريقة مغايرة في الحب لِمَ لا نبدأ من الخاتمة نفترق ثم نلتقي إلى الأبد)  فرناندو بيسوا
*(الحب عاطفة غير ديموقراطية) مصطفى المحمود

# سفيربرس ـ بقلم : وسام عباس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *