زمــــن الكــــورونا .. بقلم : د. غيـــداء حمــــــدان

زمــانٌ غريـبٌ إليهِ انـتهـيـنا….. يـكــادُ الـجـمـيـعُ يكونُ حزينـا
نـبـيـتُ و نصحـو على كُربةٍ …. يُـجـافي لـذيـذُ المنامِ العيونـا
وبــاءٌ تـفـشَّى بـغـيـرِ هـــدىً….. يُباغِتْ شــمالاً و يضرِب يمينا
بِحجمٍ صَـغـيــرٍ و فِعلٍ كبيرٍ…. يُـفـاخِــرْ بِـتـاجِــهِ الحـاكِـمـيـنا
حـقـيــرٌ فــلا روحَ تَـســـكُنه…. بـلِ الأنفُـسْ مِـنــهُ يَـشـــتـكونا
إذا ما استطاب لديكَ السَّكن…. تـكـاثَـر و فـــاقَ الـمـلايــيــنــا
فَيُنْهِـكُ الجســمَ و يُـهـلِـكُهُ… و ما وجــدوا الشِــــفا مَـضمـونـا
يـقـولون جـاءَ بِـهِ الأصـفـرُ….. لِـكي يَـســلِبَ مــالَ الـعـالـمـينا
و يحكونَ لا إِنَّــهُ الأبـيــضُ…. بِخبثٍ يُـجـرِّبْ نشـاطَ الســرينا
و يســتدرِكونَ بِغيرِ يقيــن….. بُـحـوثٌ لِـقـاحُ مـعـاهِدْ خـفـيـنا
ومابينَ أببضْ يُصارِعْ أصفراً…. وباقي جِـهـاتِ الـدُنيـا شــقينا
فبـاتَ الأنـامُ على ضِفَّتين …. مُصـدِق قـليلاً ومُـنـكرْ حـزيـنـا
فحاصَرَهُ أهلُ سورٍ عظيمٍ…. وحـاقَ بِـرومــــا الـذي يـهــزَؤنــا
فأمَّا لديْنا فَعُـجْبٌ عُجـابُ…. مضى عَشرةٌ من عِجافِ السنينا
دَحرنا بِعزمٍ جميعَ المخاوف….نـواجِـهْ ســياطَ أيــادي المنونـا
طُـغاةُ الشُّــرورِ علينـا بغت…. بِـكُـلِّ سِـــلاحٍ لـهُـم حَــاربــونـــا
أهـالوا علينا الحُروبَ تِباعاً…. لُـقـيـمـاتُ عيــشٍ بها حَـاصرونا
فَـكُـنَّـا كما عَـهــدُنا ثـابتينَ….. بِـوَقتِ الشَّـــدائد معاً صـابـرينا
وها نحن ذا إذ يطيرُ الشَّرارُ… نُـواجِـهْ عَــدُوَّاً اســـمُـهُ كُرونـــا
نُـلازمْ بـيـوتـاً فـفـيها الأمانُ…. و لا نُـلــقـي لـلـهُـلْكـةِ بـيَـديـنـا
ونرجو منَ اللهِ كُلَّ ســلامه…. و نَـحـنُ بِـأَســبـابِـهـا آخـذيـنــا
لكنَّ عِـتابي لأهـلِ المـوطِـنِ…. أولـئـكْ بِـأقـواتِـنـا يَـتـجِـرونــا
أتــاكـم بـهـذا الــوبـاءِ نِــداءٌ … نَـذيـرٌ لـكُـم فـارجعوا تائبـيـنا
ألمْ يكْفِكُم ســـرقـةً و نـهبـاً…. وقـهـراً وظُـلـمـاً و جَوراً مُبـينا
يُراقصُ الموتُ الحياةَ حولكمُ … و أنـتم لـهُ بالـدُّفِّ تضربـونا
وأُغلِقتِ الكنائسُ والمســاجدُ…. و عنكم تســاقـطَ ما تدَّعـونا
فإِنَّ الصَّلاةَ لِـمَن يَســـرِقــونَ…. لِنُســغِ الحـياةِ مِنَ المُـعوِزينا
بِـرفـعٍ لِــسِـــعرِهْ و إخـفــائِـهِ….. و حِـرمـانِـهِ ثُــلـةً جـائـعـيـنـا
فلا يـقـبـلِ اللـهُ منـهُ صــلاةً…. و لا وقـفــةً أوَّلَ الـرَّاكـعـيـنــا
فـهـلاّ رجـعـتُــم إلــى ربِّـكــم…. سنمضي الحياةُ ولا تشعرونا
و خافـوا من اللــهِ في فقيـرٍ… يُحافِظ على مـاءِ وجهٍ حزينا

#سفيربرس ـ بقلم:  د. غيداء حمدان