إعلان
إعلان

ستيم توجه مستقبلي في دمج التعلم بالحياة ـ بقلم : فتون عبدالله الصعيدي

إعلان

اخترع كعالم، ابني كمهندس، صمم كفنان، ابتكر كتقني، استنتج بالمنطق والرياضيات وأخيرا ….العب كطفل، هذه هي الفلسفة القائمة وفق نظام STEAM
الذي أتى ساعياً لأن يتوافق وتحديات جيل القرن الحادي والعشرين، فنحن نعلم علم اليقين أن هناك تطور ضخم وسريع في النظر للمنظومة التعليمية الحديثة التي يستحقها أطفالنا في عدة مناحٍ من المنهج مروراً بالبيئة التعليمية، وليس انتهاءً بالمعلم الذي هو أساس العملية التعليمية ومايجب أن يمتلكه من كفاياتٍ و طرق تدريس، إضافةً إلى منظومة الإختبارات والطلاب أنفسهم فهم محور العملية التعليمية، وكما هو متوقع أن حلول العصر الحالي لن تستطيع مواكبة مشكلات المستقبل لذا كان علينا كمختصين أن نقدم طرقًا مختلفة في التعليم تنتج مستويات مختلفة في التفكير لكي يصبح لدينا جيل بمعايير جديدة يستطيع مواجهة تحديات مستقبلية محتملة، وكدأبهم حاول الخبراء أن يتفادوا مشكلات أنظمة التعليم التقليدية التي تقوم على تقديم العلوم للطفل بشكل لا رابط فيه ولا مخرجات واضحة له، كما أنه لا يخدم عالم الطفل الواقعي الذي يتلقى العلم عن المعلم بشكل فردي غير ما القائم على العمل الجماعي ففي هذه الأنظمة يكون المعلم ناقلًا للمعرفة فقط، كما أن البيئة التعليمية مثل قاعات الدراسة والصفوف لا تساعد على المشاركة والعمل الجماعي، فالتواصل فيه أحادي الاتجاه دون تفاعل حقيقي بداخله.
ما هو STEAM؟
هو نظام تعليمي إبداعي قائم على مهارة حل المشكلات من خلال الدمج بين (العلومScience، العلوم التقنية Technology، الهندسة Engineering، الفنون Arts والرياضيات Mathematics) بهدف الوصول بالطالب لامتلاك مهارات مثل الاستقصاء والتحليل، الحوار والتفكيرالنقدي، فالعلوم والتكنولوجيا يتم تفسيرها من خلال الهندسة والفنون بكل أشكالها استنادًا إلى عناصر رياضية حسابية في عملية تعلم مستمرة لا تتوقف بانتهاء مرحلة التعليم النظامية لكي يصبح التعلم نمطًا ممتعًا للحياة، وحسب مراحل نمو الأطفال العقلية نلاحظ أن الأطفال يبدأون باستخدام مهارات ستيم منذ فترة مبكرة جداً، فعندما يوقع طفلٌ رضيع لعبته ويوقن أنها ستسقط حتماً على الأرض، هو بذلك على أعتاب التعرف على مفهوم الجاذبية الأرضية، كما أن الأطفال خبروا اختلاف العناصر وتنوعها فحيواناتهم الأليفة لينة بينما كوب الماء البلاستيكي الخاص بهم صلب، فهناك تجربة أجريت على مجموعة من الأطفال في عمر السنة عَرض فيها الباحثون على مجموعة من الأطفال سيارة لعبة  تتدحرج على جانب الطاولة ثم تحوم في الجو، وعُرض على مجموعة أخرى سيارة لعبة تتدحرج على منحدر عبر حاجز صلب ولأن الأمرين لا يمكن حدوثهما، فالأطفال في المجموعة الأولى حاولوا إسقاط السيارة مختبرين مفهوم الجاذبية، كما أن الأطفال في المجموعة الثانية كانوا يميلون لضرب السيارة على الطاولة مختبرين مفهوم الكثافة، كما أن الأطفال ما بين عمر الثالثة وحتى الخامسة يميلون إلى فترات طويلة من اللعب الحر الذي يمتليء كثيرًا بأنشطة متعلقة بمفاهيم رياضية وحسابية مثل الحديث عن الأرقام والأوزان والأطوال وغيرها، لذا يمكننا إثارة الاهتمام الفطري عند الأطفال لمستويات غير متوقعة من خلال تعرضهم إلى تجارب وخبرات جديدة تعزز من فهمهم الفطري للطبيعة وتنميتة في الاتجاه الصحيح
إذاً: هذا النظام التعليمي موجه للأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة Preschool إلى المرحلة الثانوية من خلال مشروعات وبرامج ومشكلات حقيقية مرتبطة بالعالم الحقيقي، تعمل على دمج العلوم باستخدام مهارات مختلفة للوصول إلى منتج نهائي من خلال مجموعة من العمليات ممثلة في نموذج لما يسمى بعملية التحقق STEM IP Model
أما عن قاعات العمل في ستيم فهي تتميز بأنها قاعات حيوية تحول مستخدميها من مستهلكين للتكنولوجيا والعلوم لمطورين لها ومصممين لمستقبلها، فهي ليست مجرد قاعات بل هي حاضنة للتصنيع والإبداع حيث يأتي إليها الطلاب من أجل التجربة والاختراع والفشل والمحاولة، ستيم لا تدعم النظام التقليدي لقاعات الدرس القائم على التلقين الأحادي بين المعلم والطالب بشكل فردي انعزالي، بل تدعم فكرة العمل على مجموعات وفرق صغيرة ليس هناك مساحات متساوية لجميع الطلاب على اختلافهم وماذا عن المعلم في steam؟
بناء عليه لا يكون المعلم في نظام ستيم معلمًا تلقينيًا بل هو ميسر مشروعات وموجه عام ومنظم عام للمعرفة يسمح بإثارة الأفكار وتداول الحلول ويدعم مهارات الطلاب ويعزز من إمكانات البحث والتطوير لديهم ويشجعهم على الإستمرار في عمليات التفكير والإستكشاف، وقد تتسائلون ماذا عن نظام الاختبارات؟
لا توجد اختبارات تقليدية في نظام ستيم، فالتقييم يكون وفق مشروع قائم على خطوات متراتبة من خلال جهد جماعي وليس فردياً خلال وقت محدد ومصادر واضحة للمشروع أو التصميم المقدم
كانت هذه معلومات موجزة ولكنها تحتوي على المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام ستيم
مع كل تمنياتي لأطفالنا بمستقبل مشرق وعقول نيرة .

#سفيربرس ـ بقلم : ـ بقلم : فتون عبدالله الصعيدي

مدربة مهارات تفكير وتفوق عقلي

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *