إعلان
إعلان

متلازمة القلب المكــــسور ـ بقلم : د. غالية اسعيّد

#سفيربرس

إعلان

قلبي عم يوجعني، حاسس حالي مالي مرتاح، في غصة بقلبي ….
مين منا ما سمع هل كلمات من شخص بنحبو بأحد حالات الحياة العاطفية، أو يمكن نكون نحنا يلي حكيناها بيوم من الأيام، بفترة من فترات، بحالة من الحالات، مين بيعرف …
العلم والحالة النفسية هي يلي بتعرف ورح تقلك عن هل حالة لأنها سميت علمياً بمتلازمة القلب المكسور، يمكن يكون لبعض غريب هالعنوان، ويمكن يكون للباقي مألوف ومسموع ويمكن عايشين فيه.
هل تصدق أنه يمكن أن يسبب حدثاً صعباً أو ظروف مثل: وفاة أحد أفراد أسرتك أو فقدان شريك حياتك أن يجعلك تصاب بمتلازمة تسمى ” القلب المكسور”، وهو مرض من أمراض القلب يسببه التعرض لصدمة نفسية أو عاطفية، ويحتاج إلى تشخيص وعلاج مناسب مثل أي تشخيص آخر للقلب والأوعية الدموية، ولكن هل يمكن أن تسبب هذه المتلازمة الوفاة..
هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور التالية.
وفقاً لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، فإن متلازمة القلب المكسور أو اعتلال عضلة القلب، هو رد فعل يقوم به قلبك نتيجة زيادة هرمونات التوتر الناتجة عن حدث مرهق عاطفيا وتتسبب متلازمة القلب المكسور في توقف القلب عن العمل بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى فشل القلب، خلال هذه الحالات، يطلق الجسم الهرمونات بشكل زائد، مما يشل قلبك مؤقتاً ويحد من وظائفه القياسية.
إذاً متلازمة القلب المكسور.. حالة طبية أم وعكة عاطفية؟
هناك فروق بين مصابي متلازمة القلب المكسور وغيرهم في بعض مناطق المخ التي تلعب دوراً في معالجة العواطف، وقد لا يتحمل القلب ألم فراق أحد الأحبة أو وقع صدمة كبيرة، ويؤدي ذلك إلى تسارع نبضاته والشعور بأعراض مشابهة لحالات الإصابة بنوبة قلبية، في الواقع هذا ما يسمى متلازمة القلب المكسور.
فما هي؟ وهل من طريقة لمعالجتها؟
فقدان أحد الأحبة، بل وربما الفوز في ورقة اليانصيب، مثالان لأمور يمكن أن تتسبب في تسارع دقات القلب، الأمر الذي قد يؤدي إلى ما يشبه أعراض الذبحة الصدرية وتتوالى الإشارات التي يعثر عليها الباحثون فيما يتعلق بمتلازمة القلب المكسور، تلك الإشارات التي تدل على تأثير المخ على وظيفة القلب.
آخر هذه الأدلة عثر عليها مؤخراً فريق من الباحثين تحت إشراف أخصائي القلب كريستيان تِمبلين، من مستشفى زيورخ الجامعي، وذكروها في دراستهم ونشرت بالعدد الحالي من مجلة “يوروبيان هيرت جورنال” الأوروبية المعنية بأبحاث القلب.
من الممكن أن يكون الإجهاد العصبي وشجون الحب والعمليات الجراحية من الأسباب التي تؤدي لمتلازمة القلب المكسور، إضافة لحوادث السقوط والسعادة المفرطة، وغالباً ما ترتفع هرمونات الإجهاد العصبي مثل الأدرينالين عند الإصابة بهذه المتلازمة.
وهذه المتلازمة يمكن أن تتطور لدى أي شخص، حتى الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة بجميع المعايير الأخرى.
وهناك أشياء تؤدى إلى الضغوط النفسية والإصابة بمتلازمة القلب المكسور منها:
– وفاة أحد أفراد أسرته.
– فقدان المال.
– الفصل من الوظيفة.
– التحدث أمام الجمهور.
-الطلاق.
ومع هذا السبب الدقيق لمتلازمة القلب المنكسر غير واضح، يعتقد أن زيادة هرمونات الإجهاد، مثل الأدرينالين، قد تلحق ضرراً مؤقتاً بالقلب لدى بعض الأشخاص، من غير الواضح بشكل كامل كيفية إضرار هذه الهرمونات بالقلب وما إذا كانت هناك عوامل أخرى مسؤولة.
ويشتبه في أن حدوث تضيق مؤقت في شرايين القلب الكبيرة أو الصغيرة قد يلعب دوراً في الأمر، وقد يكون لدى الأشخاص الذين يصابون بمتلازمة القلب المنكسر أيضاً عضلة قلبية ذات بنية مختلفة.
وهنا السؤال كيف تختلف متلازمة القلب المنكسر عن النوبة القلبية؟
عادة ما تكون النوبات القلبية بسبب انسداد كلي أو شبه كلي لشريان بالقلب، ويرجع هذا الانسداد إلى تجلط دموي يتشكل في موقع تضييق ناتج من تراكم الدهون (تصلب الشرايين) في جدار الشريان، في متلازمة القلب المنكسر، لا تُسد شرايين القلب، على الرغم من احتمالية خفض تدفق الدم في شرايين القلب.
من جهة أخرى، برهن الباحثون تحت إشراف تِمبلين عام 2018 بالفعل على أن هناك فروقاً بين مصابي متلازمة القلب المكسور وغيرهم، في بعض مناطق المخ التي تلعب دوراً مهماً في معالجة العواطف.
لكي تجبر كسر فؤادك
في الدراسة، حلل الباحثون نشاط مناطق المخ المختلفة باستخدام تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وقارنوا مخ 15 مريضاً مع المخ لدى 39 شخصاً آخر وتبين للباحثين من خلال ذلك أن مناطق المخ المسؤولة عن معالجة العمليات العاطفية لم تتواصل لدى المرضى بنفس القوة التي كانت موجودة لدى الأصحاء الذين شاركوا بالتجربة على سبيل المقارنة.
غير أن الباحثين رجحوا أن يكون المرضى عرضة للإصابة بهذه المتلازمة بسبب التغيرات الوظيفية في المخ، حسبما أوضح تمبلين الذي يرى أن على الطب أن يعير علم القلب العصبي مزيداً من الاهتمام للوقوف على العلاقة المعقدة بين المخ والقلب.
أما عن العلاج :
للأسف لا يوجد حتى الآن علاج محدد لمتلازمة القلب المكسور، غير أن المصاب بحاجة لرعاية طبية بأحد المستشفيات إذا كانت حالته مؤلمة جداً ، فقد يكون العلاج مشابهاً للعلاج المستخدم في حالات النوبة القلبية مثل مدرات البول وحاصرات بيتا، وعلى المريض أن يظل تحت إشراف طبي إلى أن يتم تشخيص الحالة بدقة ومن ثم التعافي، بحسب ما نشره موقع “ميديكال نيوز توادي”.
لذا كان من الأحرى يا عزيزي مراعاة قلوبنا وقلوب غيرنا لأن ألمها مر جداّ، ولايعلم به إلا الله، وإذا كان انكسار الأذرع أو الأرجل سهل مداواته عند الطبيب، فإن انكسار القلوب لا يداويه إلا الله جبار القلوب.
فرفقاً بقلبك وقلب غيرك فهو أمانة الله لديك.

#سفيربرس ـ بقلم الدكتورة: غالية اسعيّد.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *