إعلان
إعلان

“جنازيري” لا تصدأ…..! .. بقلم : سعاد زاهر

#سفيربرس

إعلان

تلقائياً..أعتني بها، أول ما يخطر لي كل صباح، وبمجرد رمي أغطية سريري،…البحث عن طلاء أجدد عبره أفكاري وأهز ركون ذهني، وحين أسرع لارتداء ثوب ما، المهم أن يكون رقيقاً في هذا الصيف الحار، أكون قد وجدت حيلة ما، قد لا تنطلي علي.

كأني سعيدة مع أفكاري، متأقلمة، أشعر بفخرعجيب بمجرد تداولها، ومع ذلك لا احتمي بها بل كلما انتبهت أقلبها جيداً …!

كيف تشكلت وأصبحت بمثابة عجينة لاصقة من الصعب الهروب منها، أمر لا يشغلني بالتأكيد، حتى انني لا أفكر باقتلاعها فهي جزء من كينونتي ..

عدم صراعي معها..لا يعني أنني استسلمت لها كلياً، في موقف ما حين لا تلائمني وأبتعد عنها تتحول لتبدو كجنازير صلبة من أفضل الأنواع ومختلف المقاسات، بالطبع وطأتها لاتلامسني الا عندما أبدل أمكنتي الاعتيادية، حينها يعلو ضجيجها ليصم الآذان..في هذا الوقت بالذات أشعر بتكميمها لكل ما حولي…تبدو كسارية أتعارك معها تملأ ذهني تماماً، وتلك الجنازير تسد كل المنافذ.

حينها أدرك كيف تعزز رتابة الأحداث قدرة تلك الجنازيرعلى التمسك بنا، فمثلاً حين نكون قابعين في الحجر، بالكاد نتحرك ضمن أمتار صغيرة، نعود في الليل الى غرفنا الصغيرة لتضمنا أسرتنا، تلك التي أزلنا أغطيتها صباحاً وقد ننسى إعادتها…في هذه الأمكنة لا تقلقنا السارية ولا ننتبه للجنازير التي تهدهد أذهاننا كطير اعتاد التحليق على علو منخفض، وضمن مساحة صغيرة ربما لا يوجد فيها حبوب يقتات منها، ولا يقبل على تلك الحشائش الشهية..!

ولكن ما ان نفكر بالإنطلاق إلى خارج الدائرة أو القوقعة الحياتية الاعتيادية لنحاول فكفكة عاداتنا،أمزجتنا وسلوكياتنا الرديء منها والجيد…حتى نشعر أننا نسلخ جلودنا …!

جنازيرنا تلك لا نكتشف مدى بهائها الا عندما تتصادم بقوة مع تلك التي تحيط بعقل الآخر..والمصيبة أن كل الجنازير لديك أو لدى الآخر غير قابلة للصدأ ولا للتآكل ولا للاختراق،… هي صلبة مزدهرة كأنها وضعت للتو…

في لحظة ..وحين نصل إلى طريق مسدود، نكف عن المحاولة، وقد نعتقد أن قوتها هي التي ستعيينا على لحظة اختراق بالتأكيد لن نحياها يوماً في تلك الأمكنة الاعتيادية التي علقنا بها وشكلتنا على مقاسها..!

# سفيربرس _ بقلم :  سعاد زاهر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *