إعلان
إعلان

الـــزاوية الأخـــــرى.. بقلم: د.محمد عفيف القرفان

#سفيربرس ـ الكويت

إعلان

في اللقطة الشهيرة التي تطلب فيها موظفة الملعب من كريستيان رونالدو أن يضع “الماسك” أثناء تواجده على مدرجات المشجعين، امتثل رونالدو للتعليمات وقام بلبس الكمامة. ولشهرة اللاعب الفذ انتشرت اللقطة على مواقع التواصل الاجتماعي وانهالت التعليقات على الموقف وتباينت الآراء.

وكانت التعليقات مختلفة، حيث أن كل شخص رأى المشهد بطريقته الخاصة وهذين رأيين مختلفين لنفس اللقطة:

الأول:
رونالدو يظن نفسه خارج التعليمات الصحية ولا يلتزم بوضع الكمامة. يا لغرور هذا اللاعب!

الثاني:
رونالدو يمتثل لتعليمات موظفة الملعب ويضع الكمامة بتواضع وبدون أي جدال، ولم يقل للموظفة أنا اللاعب الشهير الحاصل على الحذاء الذهبي وصاحب الصولات والجولات في الملاعب.

إذا كنت ترى بأن هذا الموقف يعكس غرور اللاعب الشهير، فاعلم أن هنالك زاوية أخرى يرى أصحابها بأنه كان في غاية التواضع.

وإذا كنت ترى بأن ذلك كان تواضعاً، فاعلم بأن هنالك زاوية أخرى ترى بأن الأمر لم يتعد كونه نسيان غير متعمد من قبل اللاعب.

وإذا كنت ترى بأن ذلك كان لاستفزاز كاميرات الصحافة، فاعلم بأن هنالك زاوية أخرى ترى بأن رونالدو أراد أن يستخدم شهرته لإرسال رسالة تبرز أهمية ارتداء “الماسك الصحي” وهو سلوك يعبر عن إحساس اللاعب المشهور بمسؤوليته الاجتماعية.

أياً كانت زاوية الرؤية علينا أن نعي حقيقة وجود الزاوية الأخرى والتي ربما تتنافى مع ما ذهبنا إليه بشكل كليّ؛ وكل ما في الأمر أنها اختلافات في تفسير ما يحصل حولنا فهذا أمر طبيعي لأن الأصل هو الاختلاف وليس الاتفاق. وذلك ينسحب على جميع تفاصيل حياتنا اليومية من خلال تفسيراتنا للمواقف، فنراها من زاوية معينة في حين أنه لدى الآخرين دائماً زاوية مختلفة طبقاً لأسلوب التفكير الخاص بكل شخص.

المهم ألا نضع أنفسنا في الزاوية المظلمة السوداوية، كيلا ننظر بعين الذباب التي لا تقع إلا على ما هو غير مستحب. ولحسن النية دور بارز في تفسير الأمور من زاوية إيجابية، فكلما كانت السريرة نقية انعكست على زاوية رؤيتنا للأمور من حولنا. ولا بأس من وجود الزاوية المظلمة أحياناً عند الإحساس بالخطر على المصلحة العامة لأن ذلك يزيد من الحيطة والحذر. أما تغليب الخير على الشر وتقديم حسن الظن فهو ليس سذاجة كما قد يرى البعض ولكنه تغليب الشعور الإيجابي الصحي في تفسير الأمور من حولنا.

انظر إلى الجمال تزدد جمالاً، فما زاوية نظرك إلا انعكاس لما تفكر وتشعر به، ولا يوجد عاقل يغفل عن حقيقة يلخصها المثل العربي القديم “كل إناء بما فيه ينضح”.

#سفيربرس ـ بقلم: د. محمد عفيف القرفان ـ الكويت

#المدرب ـ المايسترو

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *