إعلان
إعلان

ما لا تعرفه عن سميرة .. بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

تحت جنح الظلام .. شارع فارس الخوري و أثناء انقطاع التيار الكهربائي، سميرة تعاني من فرط التعرق برفقة جارتها معينة لديها ارتخاء في العصب السابع الذي يصيب الوجه فتصبح نصف سعيدة و نصف حزينة . و الحديث يأتي تباعاً على شكل همزات مختصرة لواقع مرير تعيشه كلا الجارتين في ظل الغلاء الفاحش الذي أوقف معظم أشكال الحياة الطبيعية، حيث تمكنت معينة و أخيراً من تدبر أجرة منزلها المؤلف من غرفة واحدة بمنتفعات لا تتجاوز العشرة أمتار، إلا أنه يجلب الحظ و الفأل السعيد على حد زعمها، و تقول أنها لا تحتاج إلى زيارة أي طبيب كونه مشمس في الشتاء و بارد في الصيف . أما سميرة التي فقدت زوجها في حادث سير لم يكن أليماً – بالنسبة لها- على ما يبدو خصوصاً بعد انجرارها عاطفياً لتقع في الحب لأول مرة منذ ولادتها، و هي مستعدة لاحتمال أية مصاعب لإنقاذ علاقتها بالرجل الخمسيني الذي أحبت و لو تطلب ذلك أن تفقأ عيناً من عيونها .
تحدثت معينة مطولاً عن ظاهرة إفشاء الأسرار و كيف دمرت الكثير من العلاقات الأسرية و الانسانية ..
و حول هذه النقطة بالذات عبرت عن ندمها لكثرة الأسرار التي أفشتها صديقتها عنها خلال الفترة الماضية و سببت لها الكثير من الألم و المشاكل، ثم فجأة نظرت إلى جارتها التي فقدت معظم حواسها و ارتمت بين ذراعيها طالبة منها ان تقوم بإيصالها الى المستشفى التي يعمل بها حبيبها الخمسيني ممرضاً. وعلى الفور أوقفت معينة سيارة أجرة باتجاه مستشفى المواساة .

ألم في المعدة و التعرق الشديد و هبوط حاد بمستوى السكر ثم رجفان بطيني في القلب.. هذا ما أكدته التحاليل الطبية التي أجريت على جثة المدعوة سميرة خفتة .
أما حبيبها فلم يحضر مراسم الدفن لأن الأمر لم يكن رسمياً، فخاف من ردة فعل إخوتها إذا ما سألوه من يكون.
فكرت معينة في أن يكون لذكراها أثر عظيم في تليين المجتمع بعد الحرب، و إدخال بعض العواطف الجياشة المثيرة للشفقة على أشخاص حرموا منها طيلة حياتهم، حيث أفشت لي كل أسرار جارتها، و بررت ذلك بقولها أن الغاية تبرر الوسيلة في بعض الأحيان.

#سفيربرس _ بقلم:  المثنى علوش

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *