إعلان
إعلان

أسعار الألبسة المستعملة بدمشق دخلت ضمن خانة الـ :خمس نجوم… بقلم : مريم علي جبة

#سفيربرس

إعلان

كانت محلات الألبسة المستعملة في سورية يقتصر روادها على الفقراء وذوو الدخل المحدود وذلك لرخص أسعارها، وقد لعبت هذه المحلات دوراً كبيراً في تلبية حاجات المواطن السوري على مدى عقود من الزمن.. وقبل الأزمة والحرب كانت أسعار الملابس المستعملة تتراوح ما بين خمس ليرات سورية وإن ارتفع سعر القطعة فلن يتجاوز الألف ليرة سورية..
كان سوق منطقة “الحلبوني” بدمشق أشهر الأسواق ببيع الألبسة المستعملة التي تبداً من الجوارب إلى الحذاء إلى البنطال والتنورة والجاكيت والأطقم الرسمية والجلد الطبيعي وحتى الكلسات النسائية وألعاب الأطفال .. وكان مبلغ (1000) ليرة سورية كافية لشراء كسوة عائلة كاملة.. كما كان هناك محلات أخرى متفرقة في عدد من أحياء دمشق مقل حي القابون وحي مساكن برزة وجرمانا والدويلعة وحي الشيخ سعد في منطقة المزة، فضلاً عن تلك البسطات التي كانت تتوزع في عدد كبير من المناطق وخاصة مناطق انطلاق الباصات من المدينة إلى الأرياف أو من المدينة نفسها إلى مدينة أخرى.
وكانت هذه التجارة، تجارة بيع الملابس المستعملة تنافس وإلى حدد كبير محلات الألبسة الجديدة في أسواق شهيرة بدمشق وغيرها من المدن السورية مثل شارع الحمرا وسوق الصالحية والجسر الأبيض على سبيل المثال وغيرها التي كانت أسعارها عشرات أضعاف سعر الألبسة المستعملة.
الآن، وبعد الحرب التي تعرضت لها سورية انقلبت الآية كثيراً، حيث أصبحت الألبسة المستعملة تحتاج لخطة خمسية من المواطن السوري كي يستطيع شراء بنطال أو حذاء مستعمل..
تقول السيدة لمى وهي من سكان دمشق وكانت في محل ألبسة مستعملة في منطقة “مساكن برزة”: نحن في زمن العجائب، بنطال لطفلي بعمر الثمان سنوات ثمنه “15000” ألف ليرة سورية .. وأقسم أنني لم ولن أستطيع شراؤه،، سألتها: وماذا ستفعلين؟ أجابت: لن أفعل شيئاً لن أشتري وسأرقّع لابني بنطاله القديم الذي لا يملك غيره والله المعين.
فتاة في عمر العشرين في ذات المحل سألتها: ماذا تشترين، قالت: إني أتفرج وأحتاج جاكيت شتوي يقيني شر البرد، لكن الأسعار مرتفعة جداً.. سألتها: كم سعر الجاكيت؟ قالت مستعجبة: يا لطيف، سعر الجاكيت يتراوح بين (20000/30000).. وهذا سعر لا أستطيع دفعه، ولكني مضطرة للجاكيت وسأحاول تدبير المبلغ وشراء الجاكيت.
صاحب المحل عندما سألته عن سعر بلوزة بناتية، قال لي: ثمنها (12000) ألف ليرة سورية .. قلت له: هذا سعر الدولة أم سعرك أنت؟ قال لي: هذه بضاعة أجنبية، قلت له مستغربة: بضاعة أجنبية ونحن محاصرون ولا يوجد لا استيراد من سورية ولا تصدير إليها، فكيف حصلت عليها؟ .. تركني ومضى ولم يُجِب على سؤالي.!!!
في محل آخر في منطقة الحلبوني بدمشق تراوحت أسعار الحقيبة النسائية المستعملة ما بين ((20000 / 25000) ألف ليرة سورية، وهناك أحذية نسائية من نوع الجزمة الشتائية وصل ثمنها في المحل إلى (60000) ألف ليرة سورية .. وعندما سألت صاحب المحل سؤالي:هذا سعر الدولة أم سعرك أنت، تناول الحقيبة من يدي بعصبية وقال بلهجته الشامية المحببة: ما عندي شي للبيع، سكرنا عيني ..
محلات كثيرة جداً بدمشق تبيع الألبسة المستعملة ولكن أصحابها أصبحوا كأصحاب المحلات التي تبيع الألبسة الجديدة أو الماركات العالمية يقفون على باب محلاتهم يستعطفون الزيون ليشتري ولكن الزبون لا يملك نقود تشفي نهمهم للمال، وهم/أي أصحاب هذه المحلات/ لا يتوانو عن جلد الزبون بكافة أنواع ارتفاع الأسعار.

#سفيربرس- بقلم : مريم علي جبة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *