إعلان
إعلان

” تارة خلف قلبي و تارة إليك ” جديد الشاعرة السورية ريجينا ملوك

#خاص سفيربرس

إعلان

صدر للشاعرة السورية ريجينا ملوك المجموعة الشعرية الأولى  بعنوان “تارة خلف قلبي و تارة إليك ” عن دار الفارابي في بيروت.
تشتمل قصائد المجموعة في أبعادها الخطابية على قيم وجودية وإبداعية وجمالية تتوزع في خمسة أشكال كتابية وهي : القصيدة المقطعية_  قصيدة الكتلة العمودية_ قصيدة المقطع الواحد_ قصيدة الومضة الشعرية_ قصيدة الكتلة الأفقية ( الكتابة) ضمن خمسة أبواب بعناوين مختلفة، تقدم فيها ريجينا ملوك أسئلة ذاتية وجودية وعاطفية تطلقها الشاعرة بينها وبين كل ما حولها على شكل قصائد ونصوص تأخذ أشكالا مختلفة وتبقى معلّقة في الهواء كحالة وسطى بين الشك واليقين .

تبدأ المجموعة بدراسة نقدية قيّمة كتبها الدكتور مازن أكثم سليمان، لتقديم عمل جديد مكتمل يخرج عن إطار المألوف، ومحاولة لبسط تجربة شراكة إيجابية تكافح قدر المستطاع في مواجهة المشهد الوقائعي والإبداعي المرتبك .

الشاعرة ريجينا ملوك في سطور:

الشاعرة السورية ريجينا ملوك

الشاعرة المهندسة ريجينا ملوك  من مواليد السلمية  محافظة حماه ، حصالة على إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب عام ٢٠١٣ و ماجستير في الهندسة الزراعية من جامعة تشرين باللاذقية في العام ٢٠١٧. وتحضر حالياً لرسالة الدكتوراه ، وهي تعمل مُدرّسة في قسم المحاصيل الحقلية في كلية الزراعة  جامعة حماة .

سفيربرس تنشر قصيدتين مختارتين من الديوان

أنا ميتة جدّاً

أنا ميتة جدّاً..
أُفسِدُ رائحةَ الموتى بعطري
أُعِدُّ لهُم جسَدي وليمةً
يتناولونها بعدَ أنْ ينقروا على ذاكرتي.

ليسَ للطقس في الخارج هُويّة
تمطرُ خلفَ رأسي
ولا أحملُ مظلةً تدلُّني على وجهِ غريقٍ
نسِيَ نظرتَهُ في عيني.

يتراكمونَ في نظّاراتي الشَّمسيّة
وهُم يصرخونَ أنَّ المرأة آنية من زُجاج
وهُم يفتحونُ كتاباً من آخر صفحة
يقرؤونَ للأطفال قصصاً عن ألوان الأراجيح المُعدَّة لموتهم!

كُلُّ هذا الموت!
وأتلمَّسُ جثثَ الواقفينَ أمامي في الطريق
يَخلعونَ أعينَهُم
ويَبيضونَ على الأرصفةِ
دموعاً للغياب..

يدي تتفقدُ كل يومٍ كؤوسَ النَّبيذ على رفِّ المطبخ
أتلمَّسُ خصرَها النَّحيل
قاعدتَها العريضة:
_ ينقصنَ كأساً واحدة..؟!

أخافُ أن أسألَ أمّي عنها
أبحثُ عنها في رأسي
أحرثهُ جيئةً وذهاباً
في فوضى ثيابي
في الكراتين المُهملة على السّقيفة
أحلمُ أنّي أهديتُها لصديقٍ
أهاتفُهُ ليعيدها إلى جُحري
أو أنّي تبرَّعتُ بها لعجوزٍ
رغبتُهُ الأخيرة أن يشربَ نخبَ ذكرى
ما زالَتْ تسافرُ في قلبِهِ كخنجر.

الخوفُ ينبتُ على أطراف فمي
كسياجٍ لقطيع من الأغنام
ترعى جلدي المُتكاثرَ
في سلالِ العائدين من الحقول.

أدركُ أنَّها وسيلةُ الأغبياء
كي يروا المُنحدرَ الشّاهقَ خلفَ رؤوسِهِم.

على رفِّ المطبخ ذاتهِ
أتفقّدُ كُلَّ صباح
فنجانَ قهوةٍ وحيد
ورثتُهُ عن جدَّتي!.

يدي مَملوءة بالماء

أستعيضُ عن ثلعثمي بكوب ماء
لا أرغبُ بشربهِ
أضعهُ أمامي على الطّاولة
وأحاولُ أنْ أنسجَ حولَهُ هالةً من الضُّيوف
أُراكِمُهُم في كُمِّ قميصي
وأُخرِجُ منهُم وجهكَ كي أراهُ ضاحكاً
يندلقُ قليلٌ منه..
البحرُ خلفَ رأسي يموجُ بالصَّخب
سُلَّمُ البيت ينهمرُ كُلَّما مدَّتْ جارتي يدَها لتلقي التَّحيَّة عليَّ
أنكمشُ كأنّي يرقة
وأزحفُ باتّجاه الحقول التي داستها عقولُ الميّتين في عيني
من أينَ لي كُلُّ هذهِ الجرأة،
ويدي مملوءةٌ بالماء؟
أقاومُ أنْ يأتيني صوتكَ
فأفضَحُ نفسي، وتسيلُ المياهُ من أصابعي
مذ كنتَ هناكَ في كوب الماء على الطّاولة
وأنا أُفكِّرُ كيفَ لي أنْ أُعيدَ ما أخذهُ الضَّبابُ من نظَري
وأنا أنشرُ الغسيلَ على النّافذة
وأُقنِعُ جلدي الجافّ أنَّ الشَّمس ستعيدُهُ نبيذاً
أصيرُ بلحظةٍ مجهولةَ اللَّون
كُلُّ ما حولي يشيرُ إليَّ
لكنَّ وجعي عميقٌ بلا ابتسامةٍ واضحة على شفتيهِ
بلا عصفورٍ ينقرُ اللَّحمَ الميتَ على يدِ صاحبهِ
أُلصِقُ بهِ اسماً مُستعاراً
وأُناديهِ كُلَّما عطشتُ، وتركَتْني المياهُ في الكأس وحيدة
وجهُكَ في يدي يحاولُ أنْ يخرُجَ
هوَ أيضاً لا يعرفُ السِّباحةَ في المياه الآسنة
سأهديه منديلاً يُلوِّحُ بهِ حينما يغرق..!!.

أسرة سفيربرس تبارك للشاعرة السورية ريجينا ملوك إصدارها الجديد وتتمنى لها المزيد من العطاء والإبداع والتفوق والنجاح  .

#رئيس تحرير  سفيربرس 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *