إعلان
إعلان

أكثر من هادئة.. بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

دائماً ما كانت تقرّحات روحها تنعكس على أركان جسدها الداخلية.
وأخيراً أدركتْ ذلك.
تشعر وكأنما معدتها سوف تخرج من مكانها حينما تلفظ أي نوع من الطعام وترفض هضمه أو مجرد استقباله.
ليست نزلات البرد إنما نزلات المشاعر وهبوطها المفاجئ، ما يُصيبها.
نزلات العاطفة.. أم نوازل “الآخر” وزلّاته..؟!.
يبدو أنها تأثّرت كثيراً بآراء الفلاسفة بكونها تريد من الحب أن يمنحها نظرةً نحو الأعلى، نحو أفقٍ لانهائي.
وكلّما أبصرتْ شمسَه مشرقةً في سماء روحها، تلبّدت تلك السماء بغيومٍ من الحيرة والضياع.
يتحدثان عن الإشباع والامتلاء العاطفي.
بالنسبة لها كل ما تفكّر به كيف يتحوّل، فجأةً، ذلك الامتلاء إلى نقيضه فيشعرها بمزيدٍ من فراغٍ مرعب.
يبدو حائراً في محاولة فهم مقصدها، وربما تعثرت هي نفسها في إيصال غايتها إليه.
تتذكّر كلمات ألبير كامو في كتابه “أعراس تيبازة”: (ليس عيباً أن تكون سعيداً. لكن صار حالياً الأبله سيداً، وأقصد بالأبله الشخص الذي يتهيّب من الاستمتاع).
هل أصبحتْ تتهيب الاستمتاع بالحب وبحضور الآخر في حياتها..؟!.
تُقصي فكرة البلاهة.. فليس بما تشعر به أي شيء من بلاهة.
ببساطة.. ما يعنيها أن يفيض الحب من قلبه ليغطي كامل مساحة قلبها ووجودها.
تريد أن يتمتع بمهارة فك ألغاز رغباتها دون أي مباشرة منها.
لطالما بهتت الأشياء والرغبات في عينيها، حين تصرّح بحاجتها إليها.
تنهض باتجاه الثلاجة تُخرج وعاء الخضروات الذي أدمنت سلقه وتناوله في هذا الشتاء كنوعٍ من المهدّئ لمعدتها.
كل ما ستفعله أنها ستعالج حموضة مشاعرها تماماً كما تعالج حموضة معدتها.. بقليلٍ من خضروات العاطفة، خضرواتها المسلوقة على نار حبّ أكثر من هادئة.

#سفيربرس  – بقلم :  لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *