إعلان
إعلان

فرنسا تحاول إدخال اللغة الفرنسية إلى المدارس الليبية

#سفيربرس

إعلان

تحولت ليبيا إلى ساحة صراع كبرى بعد اندلاع ثورة شعبية انتهت بالإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011. الصراع لم ينحصر على الجماعات السياسية الداخلية وعلى قتالها من أجل الشرعية، ولكن توسعت لتتدخل فيما بعد قوى غربية وأجنبية وتتنافس فيما بينها لتحقيق مصالحها في البلاد الغنية بالثروات النفطية.
أدى دعم بعض القوى لحكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فائز السراج ودعم البعض الآخر لقوات المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي إلى تأجيج الصراع وتفاقمه على مدار السنوات الأخيرة. و الوضع يزداد حدة كل عام، بالرغم من المحاولات العديدة للحد من تدخل الدول الغربية في ليبيا.
ومن بين العديد من القوى الغربية التي تؤثر على الوضع في ليبيا، تُعتبر فرنسا أحد اللاعبين الأساسيين في الأزمة الليبية، حيث مؤخراً سعت باريس لتقديم الدعم لإعادة تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الثانوية في ليبيا، الأمر الذي أثار سخط الشعب الليبي، الذي ورغم الظروف التي تمر بها البلاد، يخشى عودة الحكم الاستعماري.
وتعليقاً على ذلك، نوه الناشط السياسي جمال الحاج المجتمع الديني في ليبيا لمعارضة مبادرة تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الليبية. حيث يعتقد الحاج بأن فرنسا ستفرض قواعدها الدينية الخاصة بها، وستخلق نسختها “الفرنسية” من الإسلام في ليبيا وشمال إفريقيا، وستؤسس نظامها الثقافي الخاص الذي قد يؤثر على تاريخ البلاد وأصولها.
وقال الحاج إن فرنسا “تعمل جاهدة لتوسيع قاعدة التدريس الفرنسية” تحت ستار المعلمين الفرنسيين، وفي الواقع ترسل باريس وكلاء خاصين سريين للعمل في ليبيا.
ويُذكر أن اللغة الفرنسية هي واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم وهي إحدى اللغات الرئيسية في الأمم المتحدة. والعديد من الدول الأفريقية، مثل النيجر وتشاد. ومع ذلك، يرى الناشط الحاج أن تعليم الفرنسية لليبيين لا طائل من ورائه، لأن الفرنسية “ميتة” والمستقبل يخص الإنجليزية البحتة، وبأن هذه الخطوة تحمل في طياتها العديد من المخاطر .
وفي سياق متصل تُعتبر الإمارات العربية أحد الداعمين الأساسيين للحرب في ليبيا والسبب الأول في إطالة أمد الأزمة فيها، حيث كانت المسبب الأساسي في إطلاق المشير حفتر لعملية طوفان الكرامة عام 2019، ضد حكومة الوفاق، والتي أدت إلى حدوث خسائر كبيرة وعمقت الجراح بين الأطراف المتحاربة، وتكمن المشكلة في اتباع الإمارات لأساليب خبيثة في ليبيا، حيث أدلى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ، يوم السبت الماضي ، ببيان أكد فيه موقف الإمارات الثابت في دعم ليبيا وتحقيق تطلعات شعبها في الاستقرار والتنمية والوحدة ، وفق ما أوردته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام). الأمر الذي ينعكس مع سياساتها في البلاد ودعمها العسكري للأزمة.
يلاحظ عدد من المحللين الدوليين حقيقة أن أهداف وأساليب فرنسا والإمارات فيما يتعلق بليبيا متشابهة للغاية. ويلوم المجتمع الدولي فرنسا مرارًا على حقيقة أن باريس أصبحت “قائدًا” لأفكار الإمارات. ويحتج المواطنون الليبيون على أفعال فرنسا، ولكن الغريب بالأمر أن دوافع وسياسات الإمارات لم تقابل بمثل هذه المقاومة الحية.

#سفيربرس _ الملف الليبي 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *