الراقصة هفوات..بقلم : المثنى علوش

مرفت حليم كرسوحة أو هفوات .. هكذا اختار بعض المريدين أن يلقبوها بعد تاريخ حافل بالنشاطات التي بدأت فنية و انتهت على أسرة المتنفذين ثم تجار الطريق وصولاً إلى سائقي الشاحنات و عابري السبيل.
لا تملك هفوات سوى بضع أمتار تقطن فيها و عائلتها المولفة من سبعة أولاد منهم من توفي بسبب أمراض مزمنه و ٱخرون قرروا الفرار خارج البلاد بحثاً عن لقمة عيش.
تتحدث إلي هفوات معلنةً استسلامها تماماً خصوصاً بعض قطع ساقها اليمنى :
” لم أتوقف عن ممارسة أنشطتي كبائعة هوى .. اعتدت ذلك منذ أكثر من خمسة عشرَ سنة مضت كنت خلالها أعمل عند توفيق الجمل ( احد القوادين) .كنت في ذلك الوقت قد تخليت عن الرقص في الكازينوهات و اتسعت الساحة أكثر لراقصات جدد قالوا أنهن أجدر و أكثر حيوية و أقل أجراً .
سعيت فعلاً إلى المحافظة على دخلي المحترم ذلك الوقت و قد اتصلت بعدة معجبين سابقين أمثال الشيخ مشكاح و عوني بيك و ٱخر يدعى سموكن انكليزي الجنسية… جميعهم أغلقوا سماعة الهاتف في وجهي و تنكروا لمعرفتي تماماً.. هذا هو جنس الرجال الذي عرفته ..جلهم سفلة و لاعقي أحذية.
فقدت ساقي هذه إثر حادث سير مدبر ، لقد أرادوا قتلي كوني قمت بتهديد أحدهم علانية و شتمته أمام اقرانهم .. لقد قرروا الإنتقام أو وضع حد لمسيرتي ٱنذاك .
لقد تمكنوا من إفقاري تماماً و استخدموا أحد أولادي في بيع الممنوعات و الٱخر في خدمة نسائهم مما اضطرهم لترك المنزل دون أن أعلم عنهم شيئاً حتى يومنا هذا…
يا أستاذ .. أنا مومس بساق واحدة..كم تتوقع أنني أستطيع الصمود .. يوم..يومين ثلاثة..قل عشرة .. ثم ماذا؟ سأموت ميتة الكلب الأجرب . لقد ماتت صديقتي هكذا .. نحن الراقصات يومنا قصير .

#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش