إعلان
إعلان

دَرب الـعَـرَبـيّ _ بقلم: غـانـا أســعـد

#سفيربرس

إعلان

– ألمْ تَتعَبْ !؟
أنا تعبت، وأضنَانِي المَسير لُطفَاً تَوقفْ قَليلاً
عَلينا أَنْ نَستَريح
– لاَ ، الزَمنُ لا يَرحم
التَوَقُفُ مُرعِبٌ ومُتعبٌ أكثر ..
أعطِني يَدكِ نُكمل الدّربَ

– لكنْ إلى أينَ نَمضي ؟
دربنا شاقٌ وطويلٌ جداً
ومجهولُ المَصير
إنتبه ربما أضعنَا وجهتنا ..
تَعالَ نَحطُ جعبتنَا الثَقيلة هُنا ..
على هَذا الرَصيفِ
– وهل نَستَطيع خَلع جُعبتنا العَربيّة عنّا !
إنّها توأَمنا المُلاصق ، خُلقتْ مَعنا ، حمَّلونا وِزرهَا مُذّ ولدنَا في بلادِ الدّهشة هذهِ ..
– ثقيلٌ جداً ذاكَ الوِزر، تمضي الحَياة ولا يخفُ ثِقْله ..
لنَأخذ قَيلولة على هَذا الرّصيفُ العَربيّ ..
انظرْ كَمْ يُشبهنا هَذا الرَصيف !
عَتيقٌ كَقطعةٍ أثَريّةٍ ، نصفهُ مُهدَّم لكنّهُ مُتماسك
قابعٌ مَكانه صَامت
يُقاومُ دهسَ الأرجلِ بِكلِّ هَشَاشتهِ
يَحتضنُ أحجارَ خيباتهِ و يَنتظر .. ويَنتظر
يَالاَ سُخفهِ ماذا يَنْتظر ؟!
فَكلّ مَنْ يَخطو نَحوه عابر
وكلّ مَنْ يَحط عليهِ عَابر
إنّه مَنْسيّ ..
مَوجودٌ هُنا ..
ومهمش كأنّه خارجَ حُدودِ الوَطن
ماذا ينتظرُ بعد ؟
أرأيتَ يا أخي العربيّ كَمْ يُشبهنَا هَذا الرَصيف ؟
– أعطني يَدكِ نُكمل الدّرب
– انتظر ..
مَا كلّ أكياس القُمامةِ المُلونة تلك
مِنْ أيّ زمنٍ مَركُونةٍ تُلازم الرَصيف؟
– ليستْ أكياسَ قُمامة ..
إنّها حَقَائبَ سَفرٍ عَتيقةٍ مُغبّرة، منسيّة ..
لمْ يبقَ لأصحَابها أثر
كانوا هُنا منذ ألفَ خيبةٍ
يَنتظرون .. وينتظرون

– خُذْ بيدي ، هَيَا بِنا نُكمل الدّرب
لا أريدُ أنْ أستَريح
لا أريدُ أنْ أركنَ أحلامي
عَلينَا أنْ نُتابعَ المَسير
عَلينا أنْ نَصِل
عَلينا أنْ نَكون !
________________
 # سفيربرس _ بقلم: غـانـا أســعـد/ ســوريـة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *