إعلان
إعلان

المسرحي سمير عدنان المطرود والهروب إلى الزمهرير

#سفيربرس _ ماجدة البدر

إعلان

تعدُّ الرواية الأكثر تطوراً وامتداداً على الساحة الأدبية، لأنّها رؤية الخيال لواقع مرير يعيشه هذا الوطن، هذا الواقع المرير أنتج إبداعاته الرائعة التي عكست معاناة الإنسان العربي بكل شفافية ودقة.
وقد خضعت لمجموعة من المراحل عبر التطور الزمني لهذا الجنس الأدبي حتى جرّا تأصيل للرواية عبر منحها روحاً عربية ، وإخضاعها لتجارب جديدة من خلال استخدام أساليب جديدة لإغناء محتواها عبر تجاوز المألوف في بنائها وترتيب أحداثها وإدخال مؤثرات جديدة تغني الرواية فنياً وفكرياً.
أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره الكائن بدمشق يوم الثلاثاء 17/8/2021 جلسة حوار نقدي تناول فيها رواية المسرحي الكبير سمير عدنان المطرود، وهي التجربة الأولى للكاتب في مجال الرواية، شارك فيها: (إياد مرشد، توفيقة خضور، أحمد علي هلال). وذلك بحضور (هيئة الفرع) وحشد كبير من المهتمين بالشأن الروائي. أدار الفعالية الروائي والقاص أيمن الحسن
**
الهروب إلى الزمهرير والكاتبة توفيقة خضور..
تقول الكاتبة توفيقة خضور في مداخلتها: (إنه عنوان لافت يحمل طاقة إبداعية حية، ويشي بصدقٍ بما بين دفتي الكتاب، فالهروب عادة يكون نحو الأمان والوفرة والخير، أما الهروب هنا فكان إلى الصقيع، إلى التجمد، إلى حالةٍ عدمية تنتمي بجدارةٍ إلى الموت، فذاك الصقيع الذي اعتبره الكاتب مهرباً وملاذاً يُحوّل الأعصاب زجاجاً هشاً آيلاً للتفتت والزوال إثر هبة ريح واحدة أو حتى نفَسٍ غاضب.. فالعنوان إذن ناجح فيه من الدهشة ما يُعتبر رافعة حيوية للعمل. راح الكاتب يسرد الأحداث معتمداً التجريب كأسلوب يطمح من خلاله إلى كسر رتابة السرد التقليدي، فقد قطّع الرواية إلى مشاهد متنوعة أطلق عليها أسماء متشابهة توحي أكثر مما تقول، فأحياناً يُسمّيها: هامش، وأحياناً تذييل، أو توضيح، أو ومضة، غير أن الهوامش احتلت المساحة الأوسع من العناوين الداخلية، وكأنّ الكاتب يريد من خلال هذا التقطيع منح نفسه حرية الحركة والتنقل بين الأزمنة والأمكنة، فهو يتقافز بين الماضي والحاضر برشاقة لافتة ليشرح أصل وفصل ما يدور في تلك القرية، وليرسم الشخصيات ويُلوّنها بما ترتئيه ريشته المبدعة، وقد اعتمد في رسم شخصياته الطريقة التحليلية حيناً والتمثيلية حيناً، فتارة نراه يتحدث عن الشخصية بضمير الغائب مُحلّلاً دوافعها وتصرفاتها ومشاعرها، وأحياناً يترك الشخصية تتكلم لتبوح بما عندها وتعبّر من خلال سلوكها وأعمالها عن مكنوناتها.. قد يكون لأشباه الأميين فلسفتهم ورؤاهم الثاقبة المقنعة أحياناً، لكنْ ليس من المعقول أن يكون لهم هذا الأسلوب المؤثر في الكتابة..
وفي موضع آخر تقول الرسالة: (حين قررتَ أن تكون بطلاً تراجيدياً في حبك الجديد، كنتَ تظن أنك تحرّر نفسك، لذلك آثرت الهروب مُخلّياً ساحةً كنت في يوم من الأيام سيدها، ليأتي بعدك عشرون طفيلياً يلتهمون ضوء قمرك. ألست أنت من سمّاها قمر القرية حين كان بصرك معك أيها الأعمى..؟) فهل يصدر هذا الكلام المؤثر الكبير عن شخص وصفه الكاتب على لسان صالح بأن كتابته كخربشة الدجاج، وأشبه بخط طفل يتعلم الكتابة حديثاً..؟ أظن أن الرسالة كانت لغة الكاتب شخصياً وتحمل رؤاه هو، لا رؤى فاعل الخير ذاك الموصوم بضحالة الثقافة، وهذا مطبّ يقع فيه الكثير من الكتاب حيث يُنطقون بعض الشخصيات لغة لا تتناسب مع تكوينها النفسي ولا الثقافي، فيأتي الرداء الذي خلعوه عليها فضفاضاً تضيع فيه كينونتها.
غير أن هذا العمل رغم ما أشرتُ إليه من ثغرات بسيطة عملٌ فنيّ ماتع، استطاع أن يمتلكنا من الكلمة الأولى إلى آخر شهقة فيه، بما يحمله بين جنحيه من عناصر التشويق والإمتاع، وبما حفل به من مزج بارع بين الأصالة والتجديد، فكم من فكرة عريقة تليدة رأيناها تختال مباهيةً بحداثة ثوبها وأناقته.. كما تمتاز الرواية أيضاً ببعدِ النظر في الفكر والرؤى والفلسفة، وبالهروب من سطوة المسطرة ومحاولة التفكير خارج الصندوق، وهذا يدلّ بشكل جليّ على إتقان الكاتب لأدواته الفنية، وامتلاكه ناصية الثقافة واللغة الخصبة العذبة، وقدرته على الاستعانة بالموروث الشعبي أثناء السرد والحوار بطريقة انسيابية تجعلك تشعر وكأنك تجالس الشخصيات وتقاسمها همومها.
***
الهروب إلى الزمهرير / قراءة في الواقع .. أم ضياع في المجهول والكاتب إياد مرشد
يرى الكاتب إياد مرشد في مدخلته أن الكاتب سمير عدنان المطرود يقتحم ميدان الرواية حاملاً معه تجربة غنية في الكتابة المسرحية، ومحاولات جادة لاقتحام عوالم الشعر، متزوداً بقسط وافر من تجربة الحياة، فهو ابن الريف بكل ما فيه من براءة وأصالة وانتماء، كذلك هو مخلص للمدينة التي قضى فيها ردحاً من حياته متنقلاً بالعمل الوظيفي ما بين الإعلام والثقافة وكل ذلك جعله وثيق الصلة بالريف والمدينة معاً وبالكلمة والحياة ثانياً.
تصوّر الرواية القرية السورية في أصعب مراحل انتقالها من الحياة شبه البدائية حيث يتجلى فيها الفقر والتخلف والعادات والتقاليد الاجتماعية الصارمة مغلفة برداء من الحب الواهي والتضامن والتكافل الاجتماعي الذي يبدو قوياً في الظاهر والذي أصابه العث في العمق فتمزق أمام تغير النزعات وتطور الحياة وغلبة المصالح الشخصية على الروح الجماعية.
هل كانت هذه القرية على استعداد لتقبل التغيير؟ وهل الجديد كما صوّرته الرواية لم يكن سوى شيوع الحياة الاستهلاكية وانفتاح الفرصة أمام الشباب للهجرة من القرية سواء باتجاه المدينة أو باتجاه الخليج العربي للمحظوظين منهم؟
هل أغفلت الرواية عمداً أي دور للمتعلمين الجدد من الشباب أو حتى للأحزاب السياسية في تغيير مفاهيم المجتمع؟ أم للقناعة بغياب دورهم الحاسم في التغيير أو رغبة في تحاشي توصيف الدور الذي لعبته سلباً أم إيجاباً.
ومن خلال هذا التجاهل أراد الكاتب أن يصوّر أننا كنّا في غفلة لأننا لم نحتكم للعلم وأهله أو للأفكار السياسية الصاعدة آنذاك وبقينا نحتكم للعباءة وفروض المضافات التي راح أصحابها يضيقون بمصاريفها فأصبحت الفسحة أمام دكان فرس إبليس مسرحاً للقاء وتبادل الأحاديث.
وكأني بالكاتب يريد أن يقول إننا نعيش على المستوى الاجتماعي في إطار كذبة كبيرة، وأن الظاهر الذي نقدّره ما هو إلاّ المزيف بأبشع صوره؟ والرواية تصوّر أمراضنا الاجتماعية وتبرزها عبر مشاهد متتالية، حيث بينت وبوضوح أن وجود فتاة لدى أيّ أسرة كان بمثابة الهم على أسرتها حتى تتزوج، فلا حب قبل الزواج وأي فتاة ترتبط بعلاقة حب يكون مصيرها القتل كما فعل خليل مع أخته سمر وكما فعلت أمه مع أخته سعادة التي دسّت لها السم، أو كما فعل صاحب اللحية البيضاء الذي ذبح أخته أمام زوجها إلخ، رغم أن كل ذلك يتناقض مع القيم الأخلاقية والإنسانية حتى أنه يمثّل خروجاً على التعاليم الدينية التي كرّمت المرأة.
الرواية تريد أن تقول إن تخلفنا مرتبط بالحصار الذي نفرضه على المرأة وعلى الحب كشعور إنساني أساسي لبناء التواصل الروحي السليم. فحينما خسرت قمر القرية حبها وتحررت بقوة المال الذي أغدقه عليها خليل جعلته أسيراً لها رغم أنه قاتل وثري وكذلك فعلت بصبحي صاحب التجارب الذي اشترته بنفوذها وجمالها وصار تابعاً لشهواتها.
ينهزم العلم أمام المال من خلال صالح الباحث عن العلم والمستقبل المشرق بعيداً عن القرية والهارب إلى المدينة إشارة من الكاتب إلى أم أنه أراد أن يقول إن الجميع شركاء في الفشل لأنهم كلهم فاشلون في الحب. فجاء ذلك تعبيراً خفياً أراد من خلاله أن يكرس مقولة مفادها بأن كل مجتمع يطفئ جمرة الحب يخسر إشراقة المستقبل. وأن المجتمع المأزوم عاطفياً والمتآكل بعلاقاته الرثة غير القائمة على أسس سليمة ذاهب نحو خسارة هويته.
وإشارة الكاتب إلى هزيمة حزيران قبل نهاية الرواية بقليل جاء ليؤكد أن الهزيمة العسكرية والسياسية نتيجة طبيعية للهزيمة الاجتماعية والوجدانية التي نعيشها. وهي نتيجة حتمية لسيادة الجهل على حساب العلم الذي تاه من خلال بطل الرواية أو من خلال سيطرة المال وعلاقاته القذرة.
إذن شاء المطرود أن يسخر تجربته المسرحية عبر تقديم الرواية من خلال مشاهد منفصلة تتكامل مع بعضها لتشكل جسداً سردياً واحداً. الرواية تشير إلى انسحاق الحب أمام العادات والتقاليد ومن ثم أمام المال والشهوة، قد تكون الرواية تحمل الكثير من سمات الواقعية ولكنها لم تحمل في متنها أو خاتمتها أي أمل، بل جاءت الإشارة إلى حرب حزيران كمرجع زمني للأحداث الدائرة وبالتالي أغلق الدائرة من كل جهاتها على أي رجاء بالتغيير الإيجابي.
وعلى العموم فالرواية لم تعط الزمكان حقه فكانت المشاهِد المتتابعة أكثر حضوراً وتمكّناً منها رغم امتلاك الكاتب الأدوات التي تمكّنه من إنجاز ذلك وتقديم وصف حسي لطبيعة القرية، كما أن الزمان بقي مبهماً حتى جاءت الإشارة إلى حرب حزيران والنكسة. ولغة الرواية سلسة سايرت الأحداث وطبيعة الشخصيات وإن اختلطت بالصياغة الشعرية
الرواية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في / 113/ صفحة، هي التجربة الروائية الأولى للكاتب سمير المطرود، وهي تستحق القراءة والتكرار لاحقاً بأدوات أكثر عمقاً وتبصراً بأدوار الشخصيات ومسارها النهائي لبناء رواية تمثل جزء من الحياة.
وقد عبّرت عن جرأة منه لاقتحام عوالم الرواية بنص جميل فيه الكثير من عناصر التشويق كما فيه رصد لتحولات الريف السوري في فترة زمنية مضطربة، لقد كان له شرف المحاولة واستطاع بتكثيف ذكي أن يقدم رواية توخى فيها تركيزاً شديداً للأحداث وتقديم نماذج مختلفة من الشخصيات، مكرساً ثيمة أساسية أن المجتمع الذي لا يتقبل الحب ولا يكرّس الصدق لا يمكن له أن يتطور وسيبقى عاجزاً عن معانقة الحياة
.***
الهروب من الزمهرير من الفضاء المسرحي إلى الفضاء الروائي والناقد أحمد علي هلال
يرى أحمد علي هلال في مداخلته أنَّ الرواية تأتي بوقائعها ومحكياتها وبيانها السردي بوصفها استئنافاً لعمل مسرحي هو (آلام قمر القرية) وسيبدو هذا العمل كنص مسند إليه، بحسب الناقدة البلغارية جوليا كريستيفا، وعلى مستوى الشخصيات سنرى ابدالات لها ما خلا (قمر القرية) وهي الشخصية الرئيسة في مسرحية آلام قمر القرية، فضلاً عن العديد من الشخصيات القروية التي ستتبادل الحكاية على نحو صريح، في مواجهة جملة من الأنساق المجتمعية القارة (العادات والتقاليد)، وأنماط التفكير فضلاً عن المتغيرات التي تمس القرية (الخشنية)، وهي من قرى ريف القنيطرة، ينطلق الروائي إلى خصوصية جنس إبداعي آخر مطبقاً تلك الشخصيات في فضاء قروي بخلفية عمله المسرحي (آلام قمر القرية).
على الرغم من النزوع الكلاسي للرواية، إلا أنَّ ثمة ما يستدخله الروائي من توزيع علاماتي يخص المنصات وعبر عنوانات تعتمل بشعرية الحداثة، من مثل البداية، ومضة، هامش، لابد منه، تذييل.. ليعود إلى البداية الثانية، عبر ذاكرة استرجاعية دائرية تشظي الزمن وتكسره، ربما استبطاناً لتشويق محتمل يظل خلفه راوي سارد ضمني أو مؤلف ذمني، يعيد توشيح بيانه السردي، وكل ذلك ليستدخل القارئ في النص،وسينتهي العمل المسرحيحينما يذهب الروائي هنا وبخاصية تزييف السرد، وأرضنة محكيات الرواية التي تنفتح على مونولوج البطل صالح، العاشق لـ قمر القرية، ما يؤول إليه ذلك المونولوج الافتتاحي. وستبدو ثيمة الحب التي تقاربها الرواية على غير مستوى لاسيما علاقة الرجل بالمرأة، كما المعايير ومفارقات الوعي المجتمعي وكل ذلك ماقبل حرب 1967م، نكسة حزيران، أي جملة المضمرات النسقية المجتمعية التي تقاربها الرواية في محكي شخصياتها الجديدة، وغيرها من الشخصيات الثانوية التي تعضد محكيات الفضاء السردي بأمثولاتها ومستوياتها وطبيعة أدوارها في السياق الروائي العام، والأدل مرة أخرى في ما يوظفه الرواي بتقنية التقديم والتأخير والحذف والإضمار، إسهاماً في كشف صيروراتها، وستبدو قمر القرية علامة أيقونية من النص المسرحي إلى النص الروائي، لكنها في جدل أنوثتها بوصفها المرأة الحلم، لا تتطير الرواية إلى سيرنة الشخصيات ووظائفها في مضمار التنامي الدلالي للرواية بقدر ما يعضدها الراوي الضمني بوظيفته الانتباهية، أي في العلامات النصية، بما يعني فتح آفاق متخيل الشخصيات عبر ولوج مثلث رغباتها.
والحال أن لغة الرواية هنا التي تعتمل بشعرية السرد، لاسيما على مستوى مونولوجات الشخصيات صالح أنموذجاً، تتقاطع فيها أصوات ومنها صوت المؤلف الضمني أي الروائي سمير عدنان المطرود ..
تشغلنا الرواية وفق متخيل أحداثها وبما يقوده الروائي من عملية توزيع بصري عبر العلامة والتعليق والتدخل بالمستويات الكاشفة لأبعاد العلاقة بين الرجل والمرأة، استبطاناً لتلك النوازع والمركبات بدلالاتها السسيولوجية والأناسية، وعلى المستوى الفني التقني لا يتوضع ذلك الراوي الذي يقف خلفه المؤلف الضمني كبديل تقني فني بقدر ما يسهم في تعدد الأصوات وبناء الشخصيات وهي بطبيعة الحال ليست شخصيات إشكالية بقدر ماهي حواملها، وبالتالي سيصبح لها حوارها الدفاعي عن الذات ليكون سؤال الرواية هنا سؤالاً عن روائية الحكاية التي ترويها الرواية، بصفتها بنية تنزاح إلى التاريخ والمهمشين والمسكوت عنه.. فضلاً عن الحياة ستبدو في رواية الهروب إلى الزمهرير سلسلة من الوحدات السردية المتصلة والمنفصلة بأن وفقا لتقطيع الروائي وتعضيد اللغة وهي بالمناسبة ليست كما يرى اللسانيون والتوليديون مجرد انبثاق يطفر طفراً وبمعزل عن المجال المرجعي الذي تحدده اللغة. أخيراً.. لماذا يجب على الإنسان أن يقتل كي يحقق شرطه الإنساني تلك المقولة التي تجعل من خليل في الهروب إلى الزمهرير، أو شريف بيك في آلام قمر القرية محض قائلين غسلاً للشرف المزعوم، بقدر ما هي قيم الذكورة في تبديات العلاقة الروائية، كما قيم الجسد الأنثوي والذات التي تتسع لأكثر من الأنوثة، وهنا من المسرح إلى الرواية، ومن التشكيل بالجسد إلى التشكيل بالسرد، نستبطن مساراً دلالياً معرفياً لحركة اللغة الدرامية وملفوظ الشخصيات في إيقاعاتها الزمنية المختلفة.

#سفيربرس _ ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *