إعلان
إعلان

“تيكوباويين”… سقف كوثبان الإلهام … وسيف التارڨي المُسالم.

#سفيربرس _ إبراهيم حنصال

إعلان

شهدت الساحة الفنية الصحراوية الجزائرية، بزوخ فجر الأغنية التارڨية من جديد، والتي تحققت بأنامل وحناجر شباب فازوا بالمشعل، جيل تفنن و ساهم في التعبير الروحاني للأغنية والفن العالمي التارڨي، و بفضل أرمادة من الفنانين الذين نجحوا في إخراجها من تقوقعها التقليدي إلى العصرنة والحداثة الموسيقية، حيث خلقت “فرصةً مُتميزة” لمحبي هذا الفن العتيد للإستمتاع والرقص بطريقة عفوية وغير متناهية سادتها الأفراح والبهجة في مختلف ربوع الوطن وحتى في الخارج، زار موقع “سفير برس” فرقة “تيكوباويين” ب”إن صالح” وسط جنوب الجزائر، ويقصد بها بالتارڨية “السيوف” التي تحمي أصحاب الأرض من الدخلاء وأصحاب النفوس الشريرة، سيوف السلام والوحدة؛ حسب قول رئيس الفرقة، “بن خيرة سعيد”، والمعروف ب “سعيد تيكوباويين”، حيث تحدثنا عن كل ما يجول في خاطر الفريق من تطلعات فنية ثرية، إذ كانت أول انطلاقة له في الساحة الفنية عام 2016، بألبوم “ديرهان – الأمنيات” من إنتاج “جمعية إمزاد الثقافية”، وكعادته وفي أغلب أوقاته، حدثنا سعيد، أنه كثير الرفقة مع صديقه “حسين” في زوايا منطقتهم السياحية، ولم يجد أمامه إلا إبريق من الشاي للاستئناس معه، وسط جو هاديء للإلهام وكتابة ما يجول في خاطرهما من كلمات وألحان. وقد عمد ”سعيد” رفقة أعضاء فرقته الخمسة إلى تنشيط حفلاته على طريقة معاصرة، ونجح ”سعيد” في استنطاق آلة الڨيثارة بطريقته السحرية، التي تفنن بأنامله في مداعبة الأوتار، مؤديا أغانٍ مأخوذة من التراث الصحراوي الترڨي وتارة باللهجة العامية العربية، مترجما من خلالها الكرم الكبير الذي يتميز به سكان الصحراء ومن خلال باقة أغاني متميزة. لكن الفنان ”سعيد” بصحبة الزملاء: “جابر، هشام، حسين وأمين”، استطاعوا أن يحركوا الجمهور ويلهبون حماسه بعد أداء لأغانيهم في الحفل الأخير الذي كان بمناسبة المهرجان الوطني الثقافي لموسيقى الديوان النسحة 13، عين الصفراء بولاية النعامة، حيث جعل من خلالها كل الحاضرين يرقصون ويصفقون ويصرخون، مرددين معه الأغنيتين المشهورتين “ليغ آزمان” و”تينيري” بصوت واحد، وبعدها أدى أغانٍ تراثية عاطفية تحمل رسائل الحب والاحترام، حيث اكتشفنا أن الجمهور الصحراوي بالنعامة -الجنوب الغربي للبلاد-، أنه يعشق بشدة الموسيقى الترڨية الأصيلة والغناء الإفريقي بدليل تفاعله مع الأغاني وأدائهم لمعظمها بصوت واحد مع الفنانين. وتحت وقع آلات موسيقية عصرية وتقليدية كالڨيثارة الإلكترونية، الصولو، آلة التندي، وكذا الباتري. حيث استنطقوا آلاتهم الموسيقية خلق عدة طبوع تتميز بها الصحراء الكبرى. يُذكر أن الطابع التندي المستوحى من عمق الصحراء، ويستعمل فيه آلة الإيقاع، التندي التقليدي والمصنوعة من خشب شجرة إيغيراف، وتعزف عليها غالباً النِسوة، حيث يطمع الفريق في هذا الصدد إلى إقحام العنصر النسوي وإدماجها بالمجموعة الصوتية، كما أن الأغنية الترڨية بطابع التندي، وحسب قول المتحدث، ليست فقط لحنا قادما من الماضي ويتقوقع في التقليد بل هو لحن المستقبل متفتح على الحداثة. وإلى جانب “طابع إمزاد”، حيث تعتبر آلة إمزاد شبيهة بآلة الكامنجا، تملك شعرة واحدة وهي شعرة الحصان، وتختص في عزفها النسوة من التارڨيات و الاداء يكون فيها للرجل التارڨي. كما هناك طابع آخر، وهو طابع آسوف، بمعنى باللهجة المحلية الإنسان الوحيد أو من بدو الرحل، الذي يزور عدة محطات دون توقف. كما قام أعضاء الفرقة بإضافة توابل فنية و تحسينات حديثة للفن الترڨي العريق. وقد جعلت هذه الفرقة التي ذاع صيتها في الصحراء، كون أسلوبها الغنائي والموسيقي عصري ونص أغانيها من التراث الصحراوي “الترڨي”، إلى جانب كلمات من تأليف شعراء وكُتاب من العربية أيضاً. حيث نجح فريق “تيكوباويين” من “إن صالح” في تحريك الجمهور الجزائري، حيث أن هذا الأخير الذي ردد معه كل الأغاني من بدايتها إلى نهايتها ما يدل على الشهرة الكبيرة التي حققها ويعتبر من الفنانين الأكثر طلبا من طرف سكان الطوارڨ، ونادى الجمهور باسمه قبل وأثناء الحفل، إذ نجحت فرقة ”تيكوباويين” في إمتاع محبيه بتقديمه لوصلات موسيقية ومقاطع غنائية بطريقة مميزة نسجها بتلك الحركات الفنية الراقصة التي يقوم بها على الركح والتي تفاعل بها الجمهور بحرارة. حيث اعتبرها الفنان “بن خيرة”، الطريقة الجيدة للحفاظ على التراث الترڨي والتي تدعو إلى التضامن واللُحمة بين الشعب الواحد؛ كما إستهل المتحدث ل”سفير برس”، في قوله أن الخرجات المحلية أغلبها كانت في الأسابيع الثقافية، إلى جانب عروض من هنا وهناك من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام. أما المشاركات الدولية، فاقتصرت فقط في فرنسا وكندا.

كما حضرت الفرقة الأجواء التلفزيونية من خلال الظهور في برامج القناة الرابعة الأمازيغية التابعة للتلفزيون الجزائري، وحضور في جلسة فنية عبر برنامج Jow’Radio Live، وهو برنامج متلفز على قناة الجزائرية وان ويذاع عبر امواج إذاعة “جو”، إضافة إلى المشاركة في أحد برامج” قناة سميرة”، قبيل رمضان 2021، حسب تصريح كلا من “سعيد وحسين”، ل”سفير برس”. وأغلب أغانيهم باللهجة الترڨية الأمازيغية وبطابع التندي المعاصر تُذكّر كل المستمعين بالفنان القدير والراحل ”عثمان بالي”. وعلى ذكر الفنان الراحل ”عثمان بالي” رحمه الله، صرح “سعيد تيكوباويبن” أن بهدف الحفاظ على نهجه لأنه أوصل الأغنية الترقية إلى العالمية، واستطاع أن يجعلها اللسان الناطق عن أهل الصحراء والطوارڨ، أضف إلى ذلك أني تلميذ ”عثمان بالي” تأثرت به كثيرا وبالموسيقى التي يؤديها، ولمست إصرارا كبيرا فيه على جعل موسيقى أجداده عالمية ومسموعة من كل الجنسيات، لهذا، أنا أواصل على دربه، سأشجع الشباب على مواصلة نفس الطريق لتحقيق الأهداف إن شاء الله، كما ذكر لنا “سعيد” أن فرقته بصدد الإعلان عن ألبوم جديد سيكون مفاجئة العام القادم. كما فند ذات المتحدث، أن الأغنية الترڨية تتواجد في النهج الصحيح وطريقها مُعَبد، فهي استطاعت أن تفرض نفسها بقوة في الساحة الفنية بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي تواجه الفنانين من غياب الإمكانيات والدعم والتشجيع. حيث كسبت محبين وعشاقا في مختلف المناطق، وأنا جد متحمس لمستقبل الأغنية الترڨية فهي بإمكانها منافسة ومجاورة الطبوع والأنواع الغنائية الأخرى، وحسب تعبير المتحدث، أن الفرقة تحتاج إلى الدعم لتحقيق طموحاتها الفنية الراقية داخل وخارج الجزائر، ليكون الفريق سفير الاغنية التارڨية ويمثلها أحسن تمثيل. وعلى ذكر التمثيل الفني وطنياً ودولياً، لُوحظ في السنوات الأخيرة، كانت الفرق المحلية تنشط فقط على مستوى الصحراء والمناطق الجنوبية عموماً، الأمر الذي وضع الأغنية الترقية في رقعة جغرافية صغيرة، لكن الجيل الجديد إستطاع أن يحدث التغيير بعد اتخاذه الموسيقى المعاصرة للطابع التندي باستعمال الآلات الموسيقية الحديثة، كما أن الأسابيع الثقافية التي تنظمها هذه الفرق المحلية عبر ربوع الوطن وفي الخارج ساهمت في الترويج والتعريف بالأغنية الترقية، أضف إلى مشاركتها في مختلف المهرجانات الموسيقية.

#سفيربرس _ إبراهيم حنصال _ الجزائر 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *