رجل يبحث عن فتون .. بقلم : المثنى علوش

أول أيام الربيع في جبلة، و الأرض بدت كسجادة خضراء تنتشر فوقها قطعان الماشية من خراف و أغنام كي تملأ بطونها بأطايب العشب .
كان منظرها مغرياً بما يكفي كي تبدأ معدتي باشتهاء لبن الغنم الغني بالدسم و الكوليسترول، فهو يختلف كلياً عن باقي المنتجات، و يتميز بقوامه السميك المتماسك و طعمه اللذيذ.
كان بين الماشية بعض النسوة يقمن برعي الغنم و توجيهه إلى العشب الأكثر نضارة و نداوة، و هذا بحد ذاته ( معلمية) لا يستطيع أياً كان القيام بهذه الحرفة .
لماذا لا نسميهن فتيات الغنم بدل البدو، أسوة بزملائهم في الشرق الأمريكي ( كاو بوي) صبيان البقر حرفياً.
هل كان صبيان البقر أكثر حنكة من نظرائهم البدو في جبلة؟..لا أشك بذلك.
لذلك قررت المضي باتجاههن و سؤالهن عن إمكانية شراء بعض اللبن الطازج، لتجيب إحداهن بأن اللبن سيتم تصنيعه هذا المساء و بإمكانك الحضور إلى مضاربنا و شراء أي كمية أنت بحاجتها، و أنا من جهتي سأدعمك جيداً بالكمية لأنك لطيف و خفيف الظل.
لقد سارعت فتون في مغازلتي و كأني في الشرق الأمريكي ..فلا عقبات و لا جدران تمنعها من بوح حلو الكلام و رقيقه . لقد استمتعت بدعوتها كأنما ربحت تذكرة سفر إلى بلد بعيد يغص بالمفاجٱت.
عند حلول الظلام كانت فتون بانتظاري عن أول الطريق كيما تصحبني إلى والدها ذيبان العايف الذي يشغل منصب معاون رئيس القبيلة تقريباً .
تزوجت من فتون أول أيام العيد، و قد اعتاد الربع أن تتم مراسم الزواج لمدة أسبوع كامل تحت وطأة الطبل و المزمار. و أنا من شدة لهفتي هربت مع فتون إلى طريق مقطوع و بدأنا التهام ما حرمنا منه طيلة حياتنا بلا حياء ولا استحياء .. كان المضحك في الأمر أننا نحتاج إلى بروفا غرامية، لكن الوقت قد فات و انطلقت صافرة الحكم..
أما المدهش أنها تراني كباريسي حلّ في القبيلة و أنا أراها فتون البدوية.

#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش