كتبت دكتورة إلهام التهامي ” المدرب الجدير “مقال بعنوان: “مغفرة الذات.. نقطة البداية للتحرر”
#سفير_برس _ الكويت
في أعماق قلوبنا، نحمل جميعًا جروحًا وندوبًا من الماضي. أخطاء ارتكبناها، فرصًا ضاعت، وقرارات ندمنا عليها لاحقًا. هذه الجروح تنزف في صمت، مُغرقة إيانا في بحر من اللوم الذاتي واليأس. نسجن أنفسنا في زنزانة الألم والعذاب، ونحرم أرواحنا من الحرية والسلام.
لكن هناك طريقًا للخروج من هذه الدوامة المدمرة، طريق المغفرة والتجدد. سامح نفسك على كل أخطاء الماضي، توقف عن التأنيب واللوم الذاتي القاتل. فكلنا بشر نخطئ ونصيب، ولا أحد منا كامل. كما قيل: “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.” نحن لسنا ملائكة، ولديك الحق في أن ترحم نفسك وتسامحها على هفواتها.
الندم والشعور بالذنب هما سمان قاتلان للروح، يقتلان الأمل والطموح ويحبسان الإنسان في دوامة من المعاناة والحزن الدفين. هما كقيود ثقيلة تكبل قدراتنا وتحد من طاقاتنا الكامنة. لا تدع أخطاء الماضي تحدد مستقبلك وتقيدك بقيود الماضي السوداء.
تعلم من أخطائك، استخلص الدروس المناسبة، ثم تخلص منها واستعد لمرحلة جديدة في حياتك، مرحلة مليئة بالفرص والإمكانات الواعدة. ابدأ صفحة جديدة مع نفسك، واسمح لها بالتطور والنمو. أنت تستحق السعادة والسلام الداخلي، فسامح نفسك واطلق العنان لقدراتك الكامنة التي كانت مكبلة بسلاسل الندم واللوم.
اجعل من مغفرة الذات نقطة البداية للتحرر من قيود الماضي. احتضن نفسك بكل محبة ورحمة، واسمح لها بالتطهر من آلام الأمس. استغل كل لحظة واغتنمها، واعمل على تحقيق أحلامك وطموحاتك بكل ثقة وإصرار. لا تدع الماضي يكون عائقًا أمام تقدمك وازدهارك، بل استخدمه كنقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل، مستقبل تسوده السعادة والنجاح.
كن قويًا وواثقًا في نفسك، وثق في قدرتك على تجاوز العقبات والتغلب على التحديات. فالحياة قصيرة جدًا لنضيعها في الحسرة واللوم الذاتي المدمر. علينا أن نتعلم من أخطائنا ونستخلصها كدروس قيمة، ثم نتقدم إلى الأمام بقلوب مليئة بالأمل والتفاؤل والطموح.
سامح نفسك واستعد للحياة، فالمستقبل ينتظرك بذراعين مفتوحتين، ملئ بالفرص والإمكانات الواعدة. اترك وراءك ماضيك المؤلم وانطلق نحو آفاق جديدة، نحو حياة أفضل وأكثر سعادة. لا تسمح للندم والشعور بالذنب أن يعيقا تقدمك، بل استخدمهما كدوافع للتغيير والنمو الشخصي.
مغفرة الذات هي المفتاح لتحرير روحك من قيود الماضي المؤلمة. فقط عندما تسامح نفسك وتطلق سراحها من سجن اللوم الذاتي، يمكنك حينها أن تنطلق نحو المستقبل بحرية وسلام داخلي. احتضن نفسك بكل رحمة وحنان، فأنت تستحق ذلك وأكثر.
في النهاية، الحياة رحلة مليئة بالمنعطفات والتحديات، لكن بالإرادة القوية والثقة بالنفس والمغفرة الذاتية، يمكننا تجاوز هذه العقبات وتحقيق النجاح والسعادة التي نستحقها. فلنسامح أنفسنا ونبدأ من جديد، لنكتب قصة جديدة مليئة بالأمل والإنجازات والحرية الحقيقية.
#سفير_برس _ الكويت _ بقلم : دكتورة إلهام التهامي
