إعلان
إعلان

الإعلامي والكاتب والمترجم “شادي رزق ” لسفيربرس : في الوقت الذي كان يلهو به بعض الناس, كنت أصنع مجداً”

#سفيربرس _ حاورته :" رهف مروان فرج "

إعلان

الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة في داخلهم هي: الإرادة والحُلم والرؤية، كيف لا وبطلنا قدم عشر سنوات من عمره في خدمة بلده سورية في ظل الحرب والأزمة التي تمر بها، ولم يمنعه هذا من السعي والإصرار لتحقيق طموحه وأحلامه وتطوير مهاراته، هو صحفي ولديه العديد من المقالات النقدية والتحليلية والمترجمة في عدة مجالات في الصحف العربية والمحلية، وعضو اتحاد الصحفيين في سورية منذ عام ٢٠٠٦، بالإضافة لكونه كاتب سيناريو ومعد برامج ومدرب معتمد في مجال الدوبلاج (الإعداد الدرامي والتعليق الصوتي) وفي مجال إعداد وتقديم البودكاست لدى أكاديمية (كن) الرائدة على مستوى الوطن العربي والإقليمي، حاصل على جائزة من مجلة الرافد الإلكتروني في كتابة المقال الصحفي في الشارقة ٢٠٢٢، حاصل على جائزة المتميزين لعام ٢٠٠٥ كأفضل كاتب مسرحي في سورية، كتب العديد من الأفلام والمسلسلات وأخرج أفلاماً روائية ووثائقية عديدة، حاصل على إجازة في الآداب قسم اللغة الإنكليزية جامعة دمشق ٢٠١٠، وعلى شهادات في فنون الترجمة (EA) الدكتور محمد توفيق البجيرمي ٢٠٠٣، مترجم لدى العديد من المؤسسات والشركات، و حاصل على شهادات في تدريب المدربين المحترفين وإعداد وتقديم البرامج الإذاعية، ولديه العديد من الخبرات والجوائز بعدة مجالات، كما أنه كان من بين المبدعين الكثيرين الذين حصلوا على الإقامة الذهبية فئة (المبدعين من أهل الثقافة والفن) طويلة الأمد، الإعلامي والمدرب الشاب شادي رزق من سورية محافظة السويداء،
و سنتعرف عليه أكثر في حوار خاص:
1☆أخرجت عدداً من الأفلام الروائية القصيرة منها (دمى), وفيلم وثائقي بعنوان (أناندا مارغا طريق السعادة) للمركز الإذاعي والتلفزيون السوري في السويداء حدثنا عن هذه التجربة، وما هي أدوات المخرج للنجاح برأيك؟
من خلال عملي كصحفي كان هناك شيئان ضروريان يلازمانني باستمرار وهما الكاميرا بنوعيها (الفوتوغراف والفيديو) والمسجلة الصحفية, واللذان أصبحنا نستعيض عنهما اليوم بجهاز خلوي احترافي, كنت التقط الصور في عدة أماكن أجوبها بحثاً عن المعرفة وحب الاستطلاع في المناطق التي قلما يزورها الآخرون أو المهتمون, وكنت أوثق كل تلك القصص في فيلم الكاميرا ذي الستة وثلاثين صورة, إلا أن أعود إلى تحميضها ومن ثم الاحتفاظ بها ضمن أرشيفي الخاص والكتابة عنها, بالإضافة إلى تصوير الأفلام الوثائقية التي كانت تثير اهتمامي وفضولي كالفيلم الوثائقي “أناندا مارغا” أي طريق السعادة والذي أنتجته وصورته وأخرجته من حسابي الخاص باللغة الانكليزية ومترجم إلى العربية, ليتم تصويره عبر مرحلتين في عام 2005 وأواخر عام 2008 في مدينة السويداء, فعرضته على المركز الإذاعي والتلفزيوني في السويداء حينها, ولم يتم التجاوب مع مادة الفيلم الذي كان يتحدث عن مجموعة أشخاص من معظم أنحاء العالم مثل (كندا, هنغاريا, تركيا, إيطاليا, والهند وغيرها..), يجوبون الأرض ويعتمدون على نشر فكر اليوغا عبر مدارس ومعتقدات خاصة, وبرأي الشخصي كانت سبباً في ضياع قسم كبير من الشباب الذين لم يكونوا قادرين على التحكم بعقلهم وعواطفهم واتجاهاتهم الفكرية, فلم يعودوا إلى ما كانوا عليه قبل انضمامهم لها, ولا استطاعوا أن ينخرطوا بها فيما بعد, لعدم وجود آلية عمل أو خطة صحيحة تضمن استمرارية مشروعهم وتمويلهم, الذي كان يعتمد في الغالب على المعونات وما تقدم لهم المنظمات الإنسانية من دعم لوجستي ومادي, فأصبح وجودهم في تلك المدرسة ملاذاً يحققون من خلاله التوازن الروحي جراء الضغط النفسي والمادي الذي يعيشه الفرد في مجتمعاتنا, ونسوا في المقابل أن اليوغا مجرد ممارسة سلوك لحياة طبيعية اعتيادية تمارس من خلالها مجموعة رياضات لتحقق السلام الداخلي, ولتعود من بعدها لممارسة حياتك الطبيعة من علم ودراسة وعمل, وللأسف لم يستطع القائمون في تلك المرحلة على الإذاعة من فهم طبيعة المادة المقدمة والتي كانت تعتبر سبقاً صحفياً حينها, إلى أن تم تصوير مادة أخرى عن المدرسة نفسها وفي السويداء ولكن هذه المرة بعد اثنتي عشرة سنة وليبقَ فيلمي طي الكتمان!
وأخرجت فيلماً وثائقياً بعنوان “الدلافة وشجرة الأماني”, في منطقة الرشيدة في جبل العرب, تلك المنطقة التي شهدت حرباً دامية مع حرب داعش المعروف باسم يوم تموز الأسود, وكان هذا الفيلم يتحدث عن نبع الماء الصافية الموجودة بقلب الوادي السحيق, والذي كنا ننزل إليه عبر درجات حجرية وعرة لا تقل عن 160 درجة صخرية, حيث تشرب ماءً زلالاً عذباً صافياً بارداً حتى الصيف, وشجرة الأماني (شجرة التين) التي كان الأشخاص الذين يعرفونها يأتون إليها من كل حدب وصوب, لتعليق محرمة عليها في أول مرة, وعندما تتحقق أمنيتهم يأتون إليها في المرة الثانية فينزعوها من الشجرة, وليباركهم الله في ذلك عبر مقام “للسيدة ساره” رضي الله عنها ضمن تجويف المغارة نفسها.
أما عن فيلم (دمى) فكانت عبارة عن تجربة سينمائية ضمن المسرح ضمن مشاركاتي عام 2004, فكانت تجربة جميلة مع مجموعة من الأطفال وقدمنا من خلالها إسقاطات سينمائية على العرض المسرحي, كنت أعمل في تلك الفترات كممثل, وتارة في الصوت, وتارة أخرى في التأليف المسرحي, حيث حصلت على جائزة “المتميزين” لعام 2005 عن مسرحية (تاهيتا) المرتبة الثانية على مستوى سورية كمؤلف لها.
2☆حصل الفيلم القصير(براءة)على جائزة أفضل سيناريو عن فئة الواقع الراهن ٢٠٢٠ ضمن مسابقة السيناريو في المؤسسة العامة للسينما في سورية ،ومع ذلك لم يأخذ حقه ليطرح كفيلم مهرجانات حتى اللحظة، هل هناك أي تفاصيل جديدة؟
أما بالنسبة لفيلم (براءة) وهو الأغلى على قلبي فهو نتيجة مراهنتي عليه كلوحة في البداية, عندما طرحته للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي بدمشق عبر مشروع “خبز الحياة”, والذي قدمت لها بمعدل 12 لوحة درامية مكتوبة أخذت مني وقتاً ثميناً من حياتي, وتم الموافقة على ثمان لوحات وتم اعتمادها من قبل مدير المؤسسة حينها زياد جريس الريس, لنفاجئ أن المشروع قد توقف بسبب عدم توافر الميزانية الكافية لإنتاج المشاريع ! مع العلم أن الدفعة الأولى من كتاب السيناريو في ذلك المشروع قد تم تصوير أعمالهم وعرضت على الشاشة السورية وأخذوا استحقاقاتهم المالية بالكامل, ولكن من حسن حظنا نحن أنه لم يتم تصوير أعمالنا لسبب بسيط كي لا تحسب على السوية الرديئة التي قدمت على الشاشة في تلك الفترة, والتي أثارت سخط وزارة الإعلام وأوقفت المشروع بالكامل, وضاع جهدنا سدىً دون أي تعويض أو أي حقوق معنوية أو مادية فكان هذا الخذلان الأول لي مع المؤسسة ! بعد ذلك لم أتوانى لحظة واحدة عن الدفاع عن أفكاري التي كتبتها, فسحبت لوحة (براءة) من المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وقدمتها كفيلم إلى المؤسسة العامة للسينما بدمشق, حيث نال المرتبة الأولى كأفضل سيناريو عن فئة الواقع الراهن لعام 2020, وقبضت مستحقاتي المالية عنه بعد عام كامل على مضي الجائزة!
وكنا بصدد تصويره حينها ضمن خطة المؤسسة ولكنهم عمدوا إلى تصوير الأفلام القريبة من قلوبهم خاصة بعد جائحة كوفيد-19, فقابلت مدير المؤسسة السيد مراد شاهين ووعدني بأن يأخذ الفيلم فرصة تصويره ولكن على يد مخرج أكاديمي يتبع للمؤسسة ! بحثت عن ذلك المخرج كثيراً والوعود قائمة إلى الآن بإنتاج الفيلم وتصويره لحساب المؤسسة ضمن خطة 2022 وها نحن ننتظر, وما زلت أراهن عليه حتى اللحظة رغم العروض الكثيرة التي أتتني.
3☆ما هي معايير تقييم (السيناريست) الناجح وهل هي موهبة بالفطرة أم بالممارسة لدرجة الاحتراف؟
الفكرة هي أساس كل شيء, فعندما تكون الفكرة جيدة وغير مستهلكة تكون المدخل إلى قلب شركة الإنتاج أو المخرج أو المؤسسة التي ستتبنى الفكرة, وهي موهبة بالطبع ويتم صقلها مع الأيام والخبرة والتجارب, قد يحتاج المرء دورات في ذلك الشأن لكي يصقل مهاراته في الكتابة, لكن عن نفسي أقول أن التجريب والكتابة عشرات المرات والمحاولات والمسودات هي التي تصقل مهاراتك لدرجة الاحتراف.
☆هناك إشكالية يعيشها ويتحسسها الكاتب بالغالب وهي أن مادته المكتوبة لا تترجم على الشاشة بنفس التفاصيل الدقيقة والأحاسيس التي خبرها (السيناريست) وتفاعل معها أثناء الكتابة، هل وجدت هذه الإشكالية في أعمالك؟
لطالما كان هناك مخرجون يتجاهلون ما بين الأقواس والرؤية الخاصة بالكاتب والأمثلة كثيرة, إلا من رحم ربي أولئك الذين كلمتهم كالرصاص فلا يمكن لأي مخرج أن يغير محتوى أو إحساس كلمة أو مشهد ما كالكاتب سامر رضوان, لأن المخرج على يقين أنه لا يمكن له أن يلغي شيئاً من حواراته ووصفه , فإما أن يكون مبدعاً ويزيد من حلاوة وعظمة الإحساس بالمشهد, وإما أن يبقيه على حاله دونما تغيير, أما أنا فقد طرحت أعمالاً قد قضّت مضجع معظم أصحاب الشركات بحجة أنني اقتربت من المحرمات الثلاث أو من الفكر العميق, لأرى بعد ذلك أن أهم المنصات العالمية تحدثت عن فكرة شبيهة نوعاً ما كما حصل مع مسلسل (المنصة), والذي عرض عام 2020, حيث كنت قد تقدمت عام 2018 بفكرة مسلسل للعديد من الشركات تحت اسم “الحرب الناعمة” والتي نعيشها اليوم بالفعل, أو المسلسل الرائع الذي كسر (حاجز الثالوث) كما في (شارع شيكاغو), والذي كتبه وأخرجه محمد عبد العزيز حيث نعود هنا للرؤية الواحدة للعمل, ولا أنكر أن هناك من المخرجين الذين يحاولون استعراض موهبتهم أمام تجربة الكاتب, فيحاولون تجريد العمل من أي فكرة إبداعية كي يضعوا بصمتهم, ويقولوا أنهم غيروا مسار العمل بحجة ركاكة المشاهد أو ما شابه, ولم يحصل معي إلى الآن, ولكن حصل معي ذلك في مقال صحفي لاذع ضد فرقة “إنانا” سابقاً, فقد كتبت مقالاً ناقداً ساخطاً عن التشويه التاريخي الذي قدمته “إنانا” في إحدى عروضها الراقصة من خلال السيناريو المكتوب, فقد تناولته جزئياً وحرفياً وانتقدته بشكل قاسٍ جداً, لأفاجأ أن المقال منشور في جريدة (الثورة) وقد اجتزأ منه الكلام السلبي بحق العمل (جوليا دمنا), وقد تم اختزال المقال دون سؤالي بالفعل, وذلك لما يناسب سياسة الجريدة المتبعة, فما كان مني إلا أن عدت لنشر المقال بصحيفة أخرى لا بل وزدت عليه نقداً أكثر!
4☆بصفتك كاتب سيناريو وصحفي ناقد كيف تنظر للأعمال التي تقدم على الساحة الفنية الدرامية حالياً وخصوصاً بموسم رمضان؟
كانت جريدة البيان الإماراتية قد عقدت اجتماعاً مؤخرا عبر منصة (التويتر), لمناقشة هذا الموضوع بالذات تحت عنون “دراما رمضان في قفص الاتهام”, وقد شارك فيه العديد من أصحاب القلم والممثلين والمخرجين على حد سواء, ملخص ما جاء فيه وهو ما أتفق معهم عليه “أن المحطات هي التي تفرض حاجتها للأعمال التجارية عن سواها, لما يحقق لها من منفعة مادية كبيرة في عصر (السوشال ميديا), والتي تقوم شركات الإنتاج بتنفيذ ذلك حرفياً دون أي شروط مسبقة, لأنها المستفيد الأول من تلك الصفقات من خلال الإعلانات أيضاً”, ويأتي هنا دور معظم المخرجين ومدراء الإنتاج في اختيار طاقم العمل من فنيين وتقنيين وكتاب, بناء على العلاقة السائدة بينهم, والتي تحكمها إلى الآن طابع “الشللية”, حيث أن لكل مخرج منهم ورشة خاصة بكتابة السيناريو, ولذلك ليملي على الكاتب ما يتوجب عليه أن يقول في السيناريو وبأجر بخس, “مركزين على أهمية دور مؤسسات الإنتاج التلفزيوني لإعادة دورها كما كانت في السابق, لتأخذ مكانتها ولتنتقي مادتها بعناية, ليس فقط في موسم رمضان وإنما على مدار السنة, ولعودة إحياء المادة التاريخية الحضارية للأمة العربية”, ومما لا شك فيه أن مصلحة شركات الإنتاج فوق كل اعتبار ولا يوجد هناك شركة تعنى بالمادة التي ستقدم أو ستعرض, سوى أنها حققت لها نسبة متابعة وأجراً ماديا مجزيا من المحطات التي بدورها تطلب ما تريد بناء على جمهورها الذي يتابعها, لذلك أصبحنا نرى استنساخاً بشعاً لكل الأعمال التي تعرض, سواء من ناحية الأفكار البالية أم من ناحية الدراما المكررة التي تحاكي فظاعة الواقع, والذي لم يعد يخفى على أحد أن هناك من الفساد والجرائم ما يكفي ليعيشه المرء في حياته اليومية, وليس من خلال تكريس ذلك حتى في الدراما, فأصبحوا يعتمدون على نسبة متابعة الجمهور لهم ويبقون النهايات مفتوحة والتصوير مستمر لآخر لحظة, لكي يتمكنوا من إضافة جزء آخر للعمل بناء على تلك المعطيات المطروحة, ولكي تتعاطف الناس معهم ليقولوا أنهم وضعوا إصبعهم على الجرح وأنهم فضحوا الفاسدين وقد لقي المجرم جزاءه, ولكنه مع الأسف مازال في الواقع حراً طليقاً, فإذا كان هدفهم هو كشف المستور فأقول لهم صح النوم!
5☆لديك برنامج إذاعي سياسي بعنوان (فوكس) فكرة وإعداد وتقديم على إذاعة أرابيسك، حدثنا عنها وعن فكره هذا البرنامج؟
كانت تراودني أفكار كثيرة حول مواضيع شائكة تتعلق بالعالم الواقعي والافتراضي الذي نعيش بهما في آن معاً, وكان ذلك منذ عام 2017, فكتبت مسلسل “الحرب الناعمة” وأخبرتك ما حدث بشأنه من قبل شركات الإنتاج, في بداية عام 2021 كانت فكرة البرنامج الإذاعي تتصدر أولى اهتماماتي, فكان لنا لقاء مع الأستاذ سالم الشيخ بكري في إعداد وتقديم البرامج الإذاعية بالتعاون مع المركز الدولي للإعلام وإذاعة أرابيسك, وهو ما وجدته أفضل حل للخروج بحل لنصي المكتوب, فقدمت اقتراح برنامجي ذات الحلقات المتنوعة وقمت بتحويل وإعداد السيناريو التلفزيوني “الحرب الناعمة” ليأخذ اسم الحلقة الأولى من برنامج “فوكس”, حيث قدمت فكرة “الحرب الناعمة” في الفقرة الأولى و”الانترنت المظلم والعميق” في الفقرة الثانية, وشاركني في التقديم زميلاتي في المركز الدولي.
6☆تم التوقيع على سلسله تدريبية تفاعلية على المنصة الخاصة بأكاديمية (كن) في الإمارات العربية المتحدة / دبي أول سلسله تدريبية في إعداد وكتابة سيناريو البودكاست من تقديمك، ما مستوى الاستفادة من هذه الدورات وما نصيحتك للمهتمين بهذا المجال؟
طرحت العديد من المبادرات والأفكار التي يمكن لها أن تعطي تطورات إيجابية للكثير من المؤسسات التعليمية والمراكز الإعلامية في سورية, ولكن مع الأسف هناك من يريد الانتظار والتفكير, وهناك من هو ليس صاحب قرار ويريد الاستشارة, وهناك من يرى أن الموضوع مكلف من الناحية المادية وغير مناسب للوضع المعيشي للناس, ومبررات كثيرة لا معنى لها سوى أنها مماطلة لا تجدي نفعاً, في وقت أن الدول جميعها تسبقنا بأفكارها وعقولها وإمكانياتها, فعندما طرحت فكرة أنني سأقدم خبرتي في مجال كتابة وإعداد السيناريو والتي فاقت الثلاثة عشر عاماً لأكاديمية “كن” “Kun Academy” عبر منصتها الرائدة على مستوى الوطن العربي والإقليمي والدولي, وهي تعتبر ابنة أكاديمية (فوكس), لذا كان هذا الاتفاق والتعاون فيما بيننا في طرح سلسلة دورات تدريبية تفاعلية, وكانت أولها إعداد وتقديم سيناريو البودكاست, خاصة وأنني مدرب معتمد وحاصل على شهادات في تدريب المدربين المحترفين, وكان لي ورشة تدريبية مع المتدربين من مختلف أنحاء الوطن العربي عبر تطبيق الزوم, لحوالي ثلاث ساعات متواصلة حول الدورة ومميزاتها, الأمر الذي شجعهم أكثر ليدركوا أهمية (البودكاست) كمنصة تنقل أفكار وهموم الأشخاص لمستمعيهم, فكانت فكرة أن يكون لديك إذاعة خاصة بك (منصة) تطرح أرائك وأفكارك دون حذف شيء أو تعديل آخر بما يناسب سياسة المحطة وغيرها, أفضل من أن يستجدي المذيع أصحاب القرار بمنع أو تصريح هذا البرنامج أو ذاك!
7☆لكل شخص بدايات وخطوات أولى كانت حجر الأساس لنجاحاته، كيف بدأت مسيرتك ، وما هي أكثر المواقف التي أثرت بك وساهمت في دفعك للاستمرار بطريقك؟
في البداية كنت أحاول أن أتعرف على جميع أنواع الفنون بدءاً من المسرح (أبو الفنون) ومروراً بالسينما (الفن السابع) إلى أن وصلت إلى عالم الإذاعة والتلفزيون, ولن أنسى أن بداية طريقي نحو كل تلك الفنون هي الصحافة والترجمة, فمنذ اللحظة الأولى التي دخلت بها كلية الأدب الانكليزي عام 2000 في جامعة تشرين ومن بعدها في جامعة دمشق, أحسست أن طريقي ليس مقتصراً على التدريس وحسب, وإنما كان الأفق مفتوحاً والمجالات واسعة جداً في هذا المضمار, خاصة أنني تتلمذت على يدي كبار الأساتذة والدكاترة المخضرمين كالبجيرمي رحمه الله, والدكتور يحيى العريضي, والدكتور نايف الياسين وغيرهم ممن أثروا حصيلتي في مجالات الترجمة والمسرح والرواية والشعر وغيرها.. فكنت أترجم المقالات الغريبة والملفتة عن الصحف الأجنبية كالـ ( Herald Tribune, Newsweek , The Times The Independent) وفي عدة مجالات سواء أكانت سياسية أم ثقافية أم طبية أم مواضيع جدلية, وأنشرها في الصحف العربية والسورية ك (الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب, والثورة, والنور, والاتجاه الآخر العراقية والصدى وغيرها من المنصات الالكترونية), ومن بعدها انتسبت إلى اتحاد الصحفيين السوريين عام 2006, بعد إن كان هناك لدي حصيلة من الأعمال الصحفية والحوارات والمقالات النقدية, التي جعلت الخط البياني للكتابة لدي في حالة تصاعد مستمر, خاصة بعد النقد الإيجابي البناء الذي كنت أتعرض له حينها ما دفعني للاستمرار بانتقاء مادتي التالية بعناية فائقة, إذ ليس كل ما يمر أمامي من موقف عابر يمكن الكتابة عنه فيصبح اتجاهي “الثرثرة”, وإلا كان اسمي مستهلكاً منذ زمن فأنا أعتمد على الكيف وليس الكم وهذا ينطبق على الأفلام والمسلسلات التي أكتبها.
فكان أول مقال صحفي لي في جريدة الثورة التي كنت أحاول مراراً وتكراراً العمل لديها سواء على صعيد التحقيق الصحفي أم على صعيد الحوارات والمقالات النقدية, وقوبلت بالرفض لمدة عام كامل بعد الكثير من المحاولات وبعدة حجج, إلا أن تم نشر أول مقال لي وبدأت سلسلة المقالات المثيرة والمشاكسة تتأرجح حولي وكان علي التقاطها في دار الأوبرا والمسارح والسينما والمهرجانات, ومازال مهرجان دمشق السينمائي الثالث عشر عام 2003 حاضراً أمام عيني الآن, وكيف لا و”دمشق تحتضن العالم” وكان ذلك شعارها حينها, وكانت نخبة من نجوم العالم حاضرين في دمشق الثقافة والحضارة, بدأت أتنقل بين الفنون من (مسرح وسينما) تارة, وبين الصحافة تارة أخرى, وفي كل مرة كنت أضع بصمتي الخاصة, سواء في العروض المسرحية التي جبنا فيها القطر, أم في المقالات والكتابات النقدية التحليلية في الصحافة, خاصة في جريدة الأسبوع الأدبي حيث كانوا يرونني أنني ذلك الشاب الجامح والذي يذكرهم بشبابهم, فكانوا يوكلون إلي بتحقيقات صحفية وحوارات نادرة كان إحداها لقاء مع المحامي أبو رياض جاد الله عز الدين, الذي عايش أحداث الثورة السورية الكبرى عام 1925, وحدثني حينها عن المعارك التي حدثت ضد المستعمر الفرنسي وكيف تحقق الجلاء فيما بعد, والأمر المحبب لدي في ذلك المقال أن والدي رحمه الله هو من اختار لي عنواناً مناسباً للمقال فكان “تاريخ أبطال في ذكريات وطن”, وكوفئت على مقال ترجمته وكتبته لهم عن رائعة جي كي رولينغ “هاري بوتر”, بعد أن قمت بتوليفة لطيفة بين الرواية وفيلم “المملكة العاشرة” التي تم عرضه على القناة الثانية الأرضية لسورية في ذلك الوقت, إلى أن قررت العمل في مجال إعداد السيناريو المدبلج في بداية عام 2009, وهي الانطلاقة الأولى لي في عالم الفن عبر شركات الإنتاج, فقد توظفت في شركة سامه للإنتاج الفني وبدأت بترجمة وإعداد المسلسلات والأفلام الأجنبية, وبدأت خبرتي تتبلور شيئا فشيئاً, إلى أن تم استدعائي لخدمة العلم في عام 2011, فانقطعت عدة سنوات عن العمل, وهذا ما أثر على غيابي عن الساحة الفنية والصحفية, وصعد الكثير من الكتاب في تلك الفترة, والذين أخذوا مكانتهم بناء على ظرف البلد الذي نعيشه, بينما نحن كنا نواجه الموت كل يوم في متراسنا, ولكن لم أنقطع عن الكتابة والتأليف, فقد كنت أقوم بواجبي تجاه وطني على أكمل وجه فكان سلاحي بيد وقلمي باليد الأخرى, حيث توجت نهاية خدمتي بتقديم قصصاُ وحلقات مكتوبة كسيناريو عن أروع البطولات والتضحيات, التي قام بها عناصر الجيش العربي السوري في العديد من المناطق, حيث أعلنت وزارة الإعلام عن إطلاق مشروع كتابة سيناريو لتجميع القصص والأحداث الحقيقية التي مرت بالجيش أثناء حصاره, وعن حجم المعاناة التي كابدها, وكنت حينها في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية, فتواصلت مع مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني هناك, وأعطاني التعليمات اللازمة للتواصل مع نائب وزير الإعلام للاجتماع مع اللجنة, والتي كان هو من ضمنها بالإضافة إلى زياد الريس والمخرج نجدت أنزور والكاتب محمود عبد الكريم الذي أوكلت إليه مهمة تجميع القصص وسردها بشكل منطقي, قمت بتسليم الحلقات والقصص التي مررت بها طوال خدمتي وفي أغلب المناطق الساخنة, دون تفكير مني أين ستكون حقوقي المعنوية كوضع اسمي في ناصية العمل, أم كحقوقي المادية.
8☆ وهنا يرادوني سؤال عن دور المسؤولين في المؤسسات و كيفية تعاطيهم مع متل هذه المواقف ؟
كان هذا الخذلان الثاني لي مع المؤسسة! ولم نحصل على نتيجة من هذا التعاون الرنان سوى كلمة واحدة على لسان المسؤولين من المركز الإذاعي والتلفزيوني في السويداء ووزارة الإعلام والمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي بدمشق “نحن موظفون وقد قمنا بعملنا وهنا انتهت مهمتنا”, و”إذا تبين أن هناك شيئا من الحلقات أو القصص التي قدمتها قد ظهرت على التلفاز, يحق لك حينها أن ترفع دعوى على كاتب العمل”, ولكن بالطبع أي كاتب مبتدئ هذا الذي سيأخذ تجارب وقصص الكثير من العالم التي ساهمت في إثراء المسلسل من حيث الجوهر والوقائع والمصداقية والأحداث, دون أن يغير شيئا منها ويلتزم بأمانتها فكان هذا هو الخذلان الثالث, وأنا أعتبر كتاباتي تلك إهداء مني للتضحيات التي قدمت, فهي أثمن من قضية رفع دعوى للمطالبة بحقوق كتابة أحرف كان اللون الأحمر هو مدادها فكان “أقمار في ليل حالك”!
9☆ بالإضافة لنشاطاتك التي ذكرناها حققت نجاحات كبيرة في مجال الدوبلاج كمعد سيناريو ومعلق صوتي لأكثر من ١٣ سنة لدى كبرى شركات الإنتاج السورية والعربية ، كيف حافظت على هذا النجاح ؟
بالنسبة لأعمالي في إعداد السيناريو المدبلج وغيرها, فقد بقيت على تواصل مع باقي الشركات حتى لو باتصال, إذ عدت إلى العمل بشكل فعلي وأقوى من السابق خاصة في عام 2016, ولم أستسلم لفكرة أن الفرص قد ضاعت مني, بل على العكس أثبت أنه لا يمكن له الغنى عن تجربتنا ولو أننا غبنا لبعض الوقت, حيث قمت بإعداد أهم الأعمال والدبلجة مع (مجموعة تنوير) وأشهرها (سلسلة “كوكبنا العجيب” على قناة ناشونال جيوغرافيك, مسلسل “صرخة حب” على قناة زي ألوان, مسلسل كرتون “بويستر” على قناة Walt Disney الناطقة بالعربي, مسلسل “أسرار الفندق الكبير” على قناة DMC المصرية.. وغيرها الكثير من الأعمال مع شركة ABC), وكان لي مؤخراً (مسلسلي “وصفة للحب” و “Face to Face” على منصة شاهد وقناة MBC) مع شركة سامه للإنتاج الفني, وفي كل مرة كنت أسأل نفسي ماذا بعد!؟ لقد أصبحت أستاذاً في هذه المهنة التي لم تعد تعطني ما أريد, خاصة وأن حجم التطور الذي يمكن أن أحصل عليه هو ضئيل جداً إذا ما قورن بالمستوى المعنوي والمادي, بعد احتكار شركات الإنتاج لتلك المهنة والتحكم بالأسعار, لذا قررت أن أصبح مدرباً معتمدا في هذا المجال وهو الأول من نوعه على مستوى سورية, حيث أمنح شهادات رصينة ممهورة ومعترف بها, وانتقلت بتلك الفكرة إلى الإمارات العربية المتحدة/ دبي بالإضافة أنني أمارس عملي كصحفي لدى الصحف والمجلات الإماراتية وكتابة المسلسلات.
10☆ طريق النجاح لا نصله بسهولة فلكل شخص ناجح عقبات واجهته من بداياته وحتى هذه اللحظة، ما هي المشاكل والعقبات التي مررت بها وكيف تخطيتها؟
بالنسبة لي أعرف أنني دائماً على احتكاك مباشر مع الصعاب, لأن المهام التي أوكل نفسي إليها تحتاج وقتاً وصبراً وجهداً وكداً وتعباً كبيراً, “في الوقت الذي كان يلهو به بعض الناس, كنت أصنع مجداً” أحب هذه المقولة وأحاول أن أستفيد من الوقت ما استطعت, لأن الزمن لا أمان له ويسرق العمر منا, ونحن ما زلنا ننتظر على قارعة الطريق, في كل مرة كنت أتحدى ذاتي لمجرد أن أختبر قدراتي, وليس بالضرورة أن أستفيد بشكل مباشر من تلك التجربة, فقط أقول لنفسي إلى أين المغامرة الآن ؟ وما هي الخطوة التالية؟ هذا ما يجعلني أتحمس للوصول إلى أي هدف أصبو إليه وأحققه, بفضل إرادتي وعزيمتي وإصراري للوصول إليه من خلال نجاحاتي, وأذكر مثالاُ عن فرصة حصولي على منحة لإكمال دراسة الماجستير, وقد حصلت عليها بالفعل ولكن الوقت لم يكن يسمح لي بذلك فقد اختبرت قدراتي في الوصول إليها ونجحت.
11☆لطالما أثبتت العقول السورية إبداعها وحضورها وحققت العديد من النجاحات في كافة فعاليات الوطن العربي، وكنت أنت من أحد أبرز الشباب السوريين الذين أثبتوا مكانتهم و بوقت قصير، برأيك ما الذي نحتاجه في سورية لتنمية ودعم هذه العقول والخبرات لخدمة بلدنا؟
لا يمكن لأحد أن ينكر دور هذا البلد الكبير بعطائه اللا محدود, وأنه المكان الذي يعتبر مختبراً حقيقياً لمعركة الحياة, فيه تختمر تجاربك ويشتد عودك, ولكن كما غنى (سيد درويش) “تلوم علي إزاي يا سيدنا وخير بلادنا ما هوش بإيدنا “, “أهو ده اللي صار”, لطالما حاول السوريين إيجاد الفرص البديلة والمناسبة, التي تعوضهم عن ضياع أحلامهم بين أزقة الماضي وأسرّة الواقع ضمن مستقبل مجهول, فكان عليهم ليس فقط التفكير للأمام وإنما القفز بخطوات متباعدة لإدراك العالم واللحاق بهم ضمن سباق العلم والمعرفة والحضارة, وأنا هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة أقوم بتطوير نفسي لأستطيع أن أجاري بأفكاري أبعاد وطن رسمت حدوده المريخ عبر مسبار “أمل” علنا نستطيع أن ننقذ بلدنا مما هو عليه الآن, ولا أعتبر أن هناك هجرة للعقول والخبرات من سورية, طالما أنها أتت إلى دولة الإمارات التي احتلت المرتبة العاشرة على مستوى العالم في “القوة الناعمة”, والتي استقطبت جميع تلك الكوادر لتبقى تحت جناحي طائر الصقر, فمن طائر الصقر الإماراتي إلى طائر العنقاء السوري الذي سينبعث من رماده يوماً ما وليعود وينفض جناحيه كما كان في السابق.
12☆حصلت مؤخراً على الإقامة الذهبية في دولة الإمارات العربية فئة “المبدعين من أهل الثقافة والفن” ماذا أضاف لك هذا التكريم؟
هي فرصة لامتطاء صهوة الخيل والجموح نحو المستقبل الواعد في بلد ذو حضارة عريقة وأصالة وإرث تاريخي, لا يمكن إلا الوقوف باحترام أمام عظمة شعب آمن بحب بلده والافتخار برموزه الأصيلة, ليثبتوا للعالم أجمع أن خمسين سنة كفيلة أن تكون في مصاف الدول العظمى, من خلال الإنجازات والعلم والمعرفة والإنسانية وحب الآخرين واحترام آراءهم والتعايش معهم, فلكل قطرة تعب حفاوة ولكل جهد تتويج ولكل إنجاز تقدير.
13☆لكل شخص أحلام وطموحات لم يحققها بعد ما هي هذه الأحلام والطموحات التي تسعى لتحقيقها و تتمنى أن تحققها؟
في بلد اللا مستحيل أستطيع أن أرسم ملامح مستقبلي وأولادي من بعدي لأن المجالات واسعة والأفق واعد ولا حدود للطموح ما استطعنا إليها سبيلا..
بختام حوارنا الممتع والمميز معك نتمنى لك كل التوفيق والتألق الدائم أينما حللت .

#سفيربرس _ -حاورته الصحفية” رهف مروان فرج “

وهذه مجموعة روابط لبعض مقالاته وأعماله:
https://arrafid.ae/Article-Preview?I=SH0X2cLy04M%3d&m=vF8qXhonlDQ%3d
https://lnkd.in/d9w5DiQb
http://archive.thawra.sy/_print_veiw.asp?FileName=71672352220050508185841

http://archive.thawra.sy/_archive.asp?FileName=71064564720060607135437

https://theaterars.blogspot.com/2021/06/x.html

https://shahid.mbc.net/ar/series/%D9%88%D8%B5%D9%81%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85-1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-1/episode-917848
https://www.facebook.com/icsycom/videos/877702969619271

https://www.facebook.com/100002072003704/videos/202042178484780/

https://www.facebook.com/100002072003704/videos/276466237210983/

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *