إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر: خفة بصرية…قد تطير الأفكار!

# سفير برس

إعلان

تحتاج إلى خفة تشبه أفكار بطل فيلم « كائن لا تحتمل خفته» وأنت تتابع المشاهد البطيئة الإيقاع، المثقلة بفلسفة الكاتب ميلان كونديرا، ربما الأفضل ألا تكون قد قرأت الرواية التي تحمل الاسم ذاته، لأن مقارنات فورية ستعبر ذهنك على غرار قوله «في اعتقادنا جميعا أنه لا يعقل لحب حياتنا أن يكون شيئاً ما خفيفاً دون وزن، كلنا نتصور أن حبنا هو قدرنا وأن حياتنا من دونه لن تعود حياتنا».
طيلة الوقت سوف تتساءل كيف ستتحول الفكرة إلى مشهد، والحدث الروائي كيف ستصوغه رؤية المخرج، بما يمكننا من فهم واكتشاف أبعاد ربما لم نعرفها حين قرأنا الرواية، وكيف ستحيي فضول من لم يقرأ يوماً.
تتفق الرواية والفيلم في أن كليهما يسعى إلى تشكيل وعي الأشخاص، مع اختلاف الأسلوبية في التعبير، إذا كانت الكلمات تنقلنا إلى عوالم لا تحدها رؤية بصرية، يمكن لخيالنا أن يصيغ فيلمه الخاص على هواه…لكن بانتقالنا من الرواية إلى الفيلم تتأطر الأفكار، وتصاغ بصرياً وتكتمل تحولات الشخصيات…
حين كانت بطلة الفيلم تيريزا «جولييت بينوش» تمسك بالكاميرا لتوثق مشاهد الحرب، شعرنا أننا أعرناها أعيينا، وتفهمنا كيف كانت تعبر سريعاً على نزوات زوجها الطبيب الشاب توماس « دانيال دي لويس» ومع تعارض فلسفة الزوجين، وثبات حبهما في الوقت ذاته ينقلنا الفيلم لمخرجه فيليب كوفمان، لقراءة الرواية بصرياً بأسلوبه الخاص.
وعلى الرغم من حصول الفيلم المنتج عام 1998على جائزة الأوسكار كأفضل سيناريو مقتبس، إلا أنه لم يعجب كونديرا وأكّد أنه لن يسمح مرة أخرى بتحويل إحدى رواياته إلى فيلم.
التاريخ:الثلاثاء24-5-2022
رقم العدد :1096

# سفير برس -سعاد زاهر- ملحق الثورة الثقافي 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *