إعلان
إعلان

(الحضور الفلسطيني) من النكبة إلى سيف القدس – الجزء الأول في حوار مفتوح مع الدكتور محمد البحيصي – رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية :

#خاص سفيربرس

إعلان

الجزء الأول من حوار مفتوح أجرته سفيربرس مع الدكتور محمد البحيصي – رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
تمر علينا هذه الأيام ذكرى نكبة فلسطين ذكرى مريرة أليمة مشحونة بالأوجاع، وهي لم تقتصر على شعب فلسطين وإن كان شعب فلسطين هو أعظم من دفع ثمن هذه النكبة في طول هذه الأمة وعرضها؛ لأن طبيعة هذه النكبة طبيعة عابرة للحدود، وعابرة للأقطار، عابرة للبلدان من خلال أن المشروع الصهيوني مشروع إحلالي توسعي طبيعته توسعية، وعندما رفع شعار من النيل إلى الفرات كجغرافية لهيمنة الكيان الصهيوني كان هذا يعني أن فلسطين إنما هي الخطوة الأولى التي يعقبها خطوات.
نكبة فلسطين بمقدار ما نُكب بها الشعب الفلسطيني إلا أنها خدمت أطرافاً عدة في حينه ولا تزال، خدمت المشروع الغربي الذي عاش المسألة اليهودية وأزمة الوجود اليهودي في الغرب، فكان الحل الأمثل للمشروع الغربي لهذه المسألة هي إخراج اليهود من البلدان الغربية -أقصد أوروبا تحديداً- وبالتالي حل أزمة أوروبا مع اليهود على حساب منطقتنا على حساب مصالح شعوبنا.
وعليه فالطرف الأول المُستفيد في حينه كان الطرف الغربي، والطرف الثاني المُستفيد من نشأة الكيان الصهيوني كان أطرافاً عربية ربطتها علاقات وجودية مع الإنكليز، وهنا لا أريد التسمية؛ لأن علامات ومظاهر هذه الأنظمة واضحة وأوضح من أن تُسمَّى، وكان جزء من الصفقة إنشاء هذه الأنظمة الوظيفية الموافقة على دولة يهودية في فلسطين.
إذاً الطرف الثاني له مصلحة في تأسيس الكيان الصهيوني كان بعض الأطراف العربية، وكانت هذه الأطراف حريصة على غياب الكيانية الفلسطينية، فكان ممنوع على الفلسطيني -بخلاف بقية شعوب المنطقة- أن يتأطَّر في كيان سياسي، وخاصة بعد تقسيم سايكس بيكو السوريون بات لهم إطاراً سياسياً، اللبنانيون خُلِق لهم إطار سياسي في جغرافية اقتُطِعت من سورية الكبرى، والأردن حُدِّد له كيان سياسي، الذي لم يُحدَّد له كيان سياسي هو فلسطين مع أن فلسطين من حيث الكيانية السياسية والهوية الشخصية السياسية أعرق من لبنان أو الأردن، لكن كان لابد ضمن سياق تأسيس الدولة اليهودية من تغييب فلسطين وهذا متضمَّن في قرار الانتداب الذي تبنته عصبة الأمم، ومن ثم الأمم المتحدة في قرار التقسيم كان هناك تغييب للهوية الفلسطينية، قرار التقسيم تحدث عن دولة عربية ولم يقل فلسطينية حيث كان محظور أن يُقال فلسطينية؛ لأنه وفق الخطوة التالية -وهي تأسيس الكيان الصهيوني- لا يوجد شيء اسمه فلسطين، فلو كان هناك كياناً فلسطينياً لمَا جاز أن يكون هناك كياناً إسرائيلياً أو صهيونياً أو يهودياً.
هذا الطرف الثاني العربي لازال يتمتع بذات المواصفات، ولازال يقوم بدوره في حماية المشروع الصهيوني والحيلولة دون إنشاء كيانية فلسطينية، ومن أراد أن يتأكد فليقرأ موقف بعض الأنظمة العربية ولاسيما النظام الأردني من حكومة عموم فلسطين، والتي جاءت بعد الهيئة العربية العليا في فلسطين حيث كان النظام الأردني أشد الأنظمة رفضاً لهذه الحكومة، (هذه الحكومة كان يُفترض أن تعلن دولة فلسطين في الضفة وغزة بعد النكبة، فإذا ما أعلنت فمعنى هذا أن الضفة التي ضمَّها الأردن إليه بات ضمها غير شرعي) كان مناوئاً لهذه الحكومة وهذا كلام يطول.. لكن حقيقة الطرف العربي كان له مصلحة في إنشاء الكيان الصهيوني؛ لأنه ما كان ليكون بعض هذه الكيانات العربية لولا إنشاء إسرائيل، فلأجل إنشاء إسرائيل أُنشِئت كعامل رديف لإنشاء إسرائيل.
وكانت هناك حرب شعواء على الهوية الفلسطينية، كان مطلوب تذويب الهوية الفلسطينية عبر حتى الإقليمين اللذين في فلسطين (الضفة وغزة) كانا في محاولة تذويب من خلال التوطين، كما كان مشروع التوطين في سيناء في الخمسينيات وأُفشِل، أو الضم والإلحاق ومنح الهوية الأردنية لفلسطينيي الضفة، لقد كانت حرباً على الهوية ولا تزال ولكنَّها أخذت أشكال مختلفة، ثم كان ميلاد منظمة التحرير الفلسطينية، والثورة الفلسطينية، وفصائل الثورة الفلسطينية، والعمل المسلح تحديداً بعيداً عن العمل السياسي؛ لأن العمل السياسي لم ينقطع من فلسطين منذ عشرينيات القرن الماضي، وكان أشبه بعملية الكذب والتكاذب فالشعب الفلسطيني كلما خاض وانشغل في غمرات السياسة كلما خسر، هذا الدرس الذي يجب أن تتعلمه الأجيال كلّما تحوَّلت قوى الفلسطيني إلى أدوات سياسية (مفاوضات – حوارات – بيانات – زيارات – إقامات في فنادق هنا وهنا) كلما خسر الشعب الفلسطيني، وكلما تحوَّلت إلى أداة فعل نضالي مسلح كلما كسب الشارع الفلسطيني. فلسطين ضاعت في لحظة لم يكن ينقص فلسطين أحزاب سياسية كان فيها أحزاب سياسية كثيرة، لكن للأسف الشديد هذه الأحزاب كانت متشتتة، متشرذمة، منقسمة، وتعطي ولاءاتها إلى هذا الفريق المعادي للكينونة الفلسطينية وذاك الفريق، والتاريخ قاسٍ ويعيد نفسه بشكل مأساوي.

#خاص سفيربرس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *