إعلان
إعلان

قبلَ أوانِها.. بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

أوقاتٌ ذائبة في لقاءاتٍ وهمية..
كلّما هربتْ منها عادت تلاحقها..
وحدَه وجوده كان وقايةً ضدّها..
أوقات ولحظات يظهر ضمنها الآخرون، لفترة، بلبوس “مُنمّق”..
وكعادتها في سحب كلمة “مُنمّق” للدلالة على أشياء أقرب إلى التصنّع..
لم يبدُ لها بهيئةٍ مصطنعة أو مُنمّقة..
مع أن موسم اندفاعاته تلاشى قبل أوانه..
تتمسّك بتلك اللحظة التي تُظهِر لهفةَ الآخر..
تأثُرها البدايات..
ويعلق طويلاً في ذهنها ذاك النوع منها الذي تُكتب نهايته حتى قبل ملاحظة توقيت البداية فيه..
حينها تصبح البداية كندبةٍ في الذاكرة.. يصعب التئامها.
الآن..
تتذكّر البعض منها بشيء من فرح..
لكلّ واحدةٍ بصمةٌ مميزة تشبه صاحبها..
ويبدو أن بصمته هو يتعثّر موعدُ نقشها..
إذ لم يحن أوانُها.
علينا أن لا نستعجل النهايات لأن موسمها قادم مهما تأخر أو تباطأ..
وحتى ذلك الوقت، جميلٌ لو نتقن صنع لحظاتٍ من سعادة..
اختراق الزمن بالكثير من القدرة على اجتيازه وإهمال لحظاته.
كلّما خفت بريق حضوره، تذكّرت لحظة البداية..
لحظة أرادها فارقة.. واثقة.. واضحة وجريئة..
كأنه ضَمِن رهان جاذبية تشعل برودة الوقت.. والبعد..
فخلال أوقات قليلة اختصر أشياء كثيرة..
الزمن.. والمسافة.. وكل الفروقات..
ومع ذلك لم تكن لحظة اللقاء مطابقة أو مشابهة للحظة البداية..
لم تتشابه مع اختصاراته أو أي من اندفاعاته..
وبقيت شاردةً منها إيماءةُ العين التي لا تكذب.
تدرك تماماً أن الكثير من الأشياء تحمل بذور فنائها..
هكذا كان استعجاله واندفاعه مقتلاً لحقيقية مشاعر كان يمكن لها أن تصيغ أجملَ بدايةٍ.. لا يهم متى يحين موعد نهايتها.

# سفيربرس _ بقلم :  لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *