إعلان
إعلان

التنمية الذاتية في قفص الاتهام ضيف الحوار: المدربة الأستاذة بنان بيبرص

#سفيربرس _ إعداد وحوار: هبة الكل

إعلان

هل فعلا التنمية البشرية تمتلئ بعدد من الخدع النفسية والعاطفية…!
في مقال بعنوان “لماذا فقدت إيماني بتوني روبينز؟”، يسرد الكاتب “جاسون كونيل” تجربته مع التنمية البشرية، والتي مرّ عليها من خلال كتاب “القوة غير المحدودة” (Unlimited Power) لتوني روبينز المذكور، فيقول إن التنمية البشرية تمتلئ بعدد من الخدع النفسية والعاطفية الحادثة على عدة مستويات، تتباين من المؤهلات المزيفة أحيانا لدى بعض المدربين، وبين الديباجات المحفوظة والبدهية التي لا تضيف للمرء شيئاً مجهولاً.!
ويندرج تحت البرمجة اللغوية العصبية عدة مصطلحات، منها : التنمية الذاتية، التنمية البشرية، التخطيط الاستراتيجي، تنيمة مهارات ذاتية…. الخ.
وتحت هذه المصطلحات هناك عناوين رنانة جذابة، منها: هل تريد إعادة حبيبك بخمس خطوات؟.. كيف تصبح مليونيرا بعشر خطوات؟ .. كيف تقنع مدير الشركة بتوظيفك من أول نظرة؟…. وهكذا.
حواري اليوم مع ضيفتي أبعد ممّا سبق من عناوين .. وأقرب للمنطق والعلم والقوانين… فهل التنمية الذاتية وهمٌ أم علم؟؟ هل فعلا تقدم منفعة أم مجرد مكسب مادي واحتيال على الناس؟؟..
وغير ذلك من المحاور التي سنناقشها الليلة..
أهلا وسهلا أستاذة بنان … بداية:
س: لنحدد مفاهيم عامة، هل هناك فرق بين التنمية البشرية والتنمية الذاتية؟
ج: طبعا هنالك فرق كبير بينهما، فالتنمية البشرية تعني أنتَ والمحيط حولك، سواء محيط العمل، الدراسة، العائلة.. أما التنمية الذاتية فهي: أنتَ مع أنتَ، من حيث تنمية مهاراتك الذاتية، كمهارات إدارة الوقت وتحديد الأولويات والقيادة الذاتية والتحكم بردات الفعل.. أما التنمية البشرية فهي تنمية لمجموعة.

س: هنا يطالعني سؤال: كيف يمكن تحديد الأولويات وتعميمها على كافة المتدربين ، والناس متفاوتون بالقدرات والمهارات، ناهيك عن الفروقات الفردية والاجتماعية والوراثية؟
ج: لا يوجد لدينا ما يسمى: افعل 1، 2، 3 تصل إلى مطلوبك! لدينا افعل 1 على طريقتك، وافعل 2 على طريقتك وهكذا… نحن نقدم طرق وخيارات واختيارات وأنت تختار ما يناسبك.
واليوم للأسف لدينا فجوة بين أن ندرّب بطريقة منهجية أكاديمية وبين أن نقوم بعمل نسخ لصق من على الانترنت .. دون ترتيب للمعلومات وترتيب أهميتها.

س: ما القاعدة أو الأسس التي تستندون عليها في ورشات التنمية الذاتية؟
ج: مجموعة كورسات تدرّس من قبل خبراء ومتخصصين كبار.. ولكن وللأسف لا توجد جامعات أكاديمية حول العالم تدرّسها إلا ما نذر.. ولكن توجد كتب ومراجع متخصصة في ذلك.. وأحب أن أضيف أنه كلما كان المدرب متمكنا من نفسه، كان ناجحا أكثر.. والتمكين يعتمد على المشاهدة والتجربة والجهد الشخصي وثقافة المدرب.

س: وردني سؤال من الشاعر أكثم علي ديب: هل تتعاملون مع الشخص كزبون أم كمشروع للتطوير؟
ج: (مع ضحكة) بالنسبة لي ليس زبونا ، أنا أتعامل معه على أنه نفخة من روح الله، إنسان مقدّس، له خطؤه، جاء إليّ ليصحح ويبني ما اعتراه وفق المنهجية التي يتقبلها .. فهو ليس بمشروع بل إنسان يحتاج إلى تطوير مهاراته.

س: ما هي أغرب حالة صادفتها؟
ج: من يأتي ويريد أن يتعالج وهو لا يريد أن يحرك ساكنا، يعرف أن لديه مشكلة ويريد أن أحلها له!! … (تضحك) نحن لسنا مصابيح سحرية، مهمتي أن أعطيك خيارات وطرق وعليك العمل.

س: هل هناك علاقة بين التنمية الذاتية وعلم النفس، لا سيما أن علماء النفس والأطباء على وجه الخصوص يهاجمونكم؟
ج: كثيرا ما يهاجموننا، القضية الرئيسية هي أن الطبيب النفسي يبيعك دواء فقط، فاعتماد الطب النفسي في سورية على الدواء فقط!، أما الأخصائي السلوكي والمعرفي يعتمد على ما نعتمد عليه من التشخيص والأسئلة الدقيقة وإفراغ الكأس ثم وضع الحلول.. لكن يوجد أخصائيين نفسيين تنتهي مهمتهم عند إفراغ الكأس، هنا يأتي دورنا لنقدم الحلول، ولهذا نهاجم.

س: إذاً، هناك ضرورة أن يكون مدرب التنمية الذاتية مطّلعاً على كلٍّ من الطب النفسي والصحة النفسية؟
ج: طبعا وضروري، لأنه إن لم يكن لديه مبادئ لفهم النفس البشري فمن الممكن أن يعطيك حلولا لكن دون ديمومة لها، ولا يُطلعك على جذر المشكلة.. مهمتنا أن نرجع إلى جذر المشكلة، لذلك في علوم الطاقة يقولون: إن أي مرض منشؤه نفسي .

س: هل تتعرضين كمدربة لمعوقات؟
ج: مهاجمات نعم أتعرض، أما معوقات فلا ولله الحمد.

س: هل تتعرضين لمعوقات كونك أنثى؟
ج: كوني امرأة أتعرض أحيانا، ولكن قوة الشخصية والإرادة، وقوة ما تؤمنين به يجعلك لا ترين هذه المعوقات إطلاقا، حتى أحيانا لا ترينها لأنك مشغولة بما هو أهم وأثمن.

س: تتهم التنمية الذاتية أنها تحوي على الكثير من الخيال والشطحات، وأنها غير واقعية تبيع وهماً، ما رأيك؟
ج: في هذا العلم لا بد من الاعتماد على الخيال، لأن الخيال في علم الطاقة واقع، فاللاوعي لا يفرّق بين واقع أو خيال، فنحن نعتمد على “أين تريد أن تصل” فنرسم له صورة ذهنية، ولكن هناك من يبالغ في استخدام الخيال، ورسم الصورة الذهنية والاعتماد عليها فقط.

س: يرى البعض أن في التنمية الذاتية مخالفة لمفهوم القضاء والقدر، فمثلا مكتوب لشخص أنه فاشل، كيف ستغيرون من هذا القدر؟
ج: الجواب بسيط جدا: هل اطلعتم على اللوح المحفوظ وعلمتم أنه ناجح أم فاشل!

س: صدقتِ ولكن هناك أيضا بعضا من الأفكار التي تطرحها التنمية الذاتية تخالف العقيدة والشريعة، ما رأيك بها؟
ج: أي علم غربي أو حتى عربي عندما تريدين إسقاطه على الشريعة تسقطينه بالطريق الصحيح، لا شك أن هناك شطحات وهذا موجود في أي علم.. ولكن هل أنا مجبور أن آخذ من أي علم كان كلَّ شيء بحذافيره ؟؟
حتما الجواب لا، آخذ ما يناسبني ويناسب معتقداتي، وهنا يبرز دور العقل البشري.

س: كيف تتعاملين مع الملحد الذي يبحث عن ذاته؟
ج: سأصدمك بما سأقول.. من يأتي إليّ يظن أنه ملحد وهو في الحقيقة لا.. تكون عبارة عن ردات فعل معينة تكونت لديه نتيجة تجربة تعرض لها.. وأتعامل معه بعيدا عن أي معتقد ديني ولا أسمح له بالمساس بالذات الإلهية.

س: هل ترين أنه أصبح من الضروري أن تدرّس التنمية الذاتية كمادة أو منهاج في المدارس والجامعات؟
ج: طبعا وبشدة أتمنى أن تصبح منهاج لأنها أسلوب حياة، فإن لم يكن لديك مهارات التواصل فكيف ستحصل على وظيفة أو عمل؟ كيف ستبني علاقاتك الاجتماعية ؟؟ كيف ستربي أبنائك؟؟؟

س: من أين تستمدين الطاقة الروحية اللازمة لهذه الورشات والمعالجات؟
ج: طاقتي الروحية استمدّها من الله الخالق.

س: هل هناك أوقات أو حالات تأثرت بها نفسيا؟
ج: لا أبدا، أشعر بالسعادة لأن نهاية الطريق أراها وهي النجاح.

س: يسأل الأستاذ أكثم: أيهما يأتي أولا: التجربة أم المعرفة؟
ج: بداية المعرفة تختلف عن الإدراك، فأنا على سبيل المثال أعرف أن هذا كأساً لكن الإدراك يكمن في نوع الكأس، فالمعرفة تأتي أولا ثم الإدراك الذي يأتي من التجربة، فأنت لا تدرك شيئاً قبل أن تجربه.

س: هل لديك فكرة مشروع لكتابة مؤلف حاص في التنمية الذاتية؟
ج: إلى اللحظة لا.
س: لم؟
ج: ليس من اختصاصي التأليف والكتابة، اختصاصي التحدث مع الآخرين.
س: ولكن، ومن خلال مسيرتك المهنية هنالك حالات وتجارب تستحق الكتابة عنها عسى أن تفيد القارئ يوما ما؟
ج: إن كان كذلك فأنا بحاجة إلى مجلدات كبيرة لا كتاب.. لأشرح فيها كل حالة بحالتها من ناحية التشخيص والأسباب ومجريات الأمور والطرق والحلول.. لكن أعود وأقول أن الطرق تختلف بين شخص وآخر.

س: نصيحة من حضرتك لكل مدرّب؟
ج: سأنصح نفسي أولاً: أن يستمر على أن لديه رسالة سامية وليس فقط علم، أن يستمر في القراءة والدقة والوعي.. أن يفصل بين بيته وعمله، بين حالة وأخرى، أن يبقى على قدر عال من الروحانيات.. أن يعطي حلولا وطرقا لا حلّاً واحدا وحسب دون إجبار أو سلب لحرية الآخر.. فأنت أيها المدرب حامل أمانة وهي حياة إنسان سلّمك إياها لتصوّب له ما أخطأ وما يلزم.

س: نصيحة لكل متدرب؟
ج: اقرؤوا قدر المستطاع عن كل ما يُحكى لكم، فكّروا، لا تأخذ الكلام على أنه كلام مقدس وعلى الفور تقوم بتطبيقه، لا يوجد ما يسمى ” غيّب عقلك” لأن فلانا تكلم ذلك، لا بد من التفكير حول “هل الذي تكلم به المدرب صحيحا” ؟؟ فلا للتطبيق الأعمى.

س: ماذا عن الحالات البشرية التي تؤدي إلى تعلق المتدرب بشخص المدرب؟
ج: من ذكاء المدرب أن لا يسمح بحالة تعلق شخصي، وهناك تقنيات لذلك.. فنحن بالنهاية أصدقاء يجمعنا الحب لا التعلق.
في الختام لا يسعني إلا أن أشكرك أستاذة بنان على لطف حوارك وعمق أجوبتك العلمية .. دمت بخير، والتوفيق حليف لك ولكل من على منهجك.
____________________________

#سفيربرس _ إعداد وحوار: هبة الكل

لمتابعة اللقاء كاملا أعزائنا القراء .. يمكنكم الضغط على الرابط التالي أدناه:
https://www.facebook.com/100003925855349/videos/3157366307811843/

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *