إعلان
إعلان

الرسوب الطبقي.والبديل الثالث _ بقلم: محمد فياض

#سفيربرس _ القاهرة

إعلان

علمونا أن السياسة فن الممكن..لكن هذا الممكن يرتبط بغايات نبيلة أحياناً..وخبيثة في أحايين أخرى.ومنذ أن صار العالم قرية صغيرة اعتقدَت الطبقة الشعبية أن أدوات التواصل والإتصال المتطورة والٱخذة في التطور المستمر جسّدَت خدمة العلم للبشرية.لكن تناست الشعوب أن السيد نوبل عندما اخترع الذرة كان يعتقد أنه قد أسهم في خدمة جليلة للبشر..يمكن استخدامها في البحث العلمي والتقدم التقني لإسعاد العالم وإحداث نقلة نوعية في الطب والعلاج..ولم يكن يعرف أنه أيضاً قدم أسباب فناء الكوكب وتدمير الشعوب..ويحضرنا سؤال: هل سعادة البشرية تجلّت في الاستخدامات المتنوعة للذرة ؟؟!
الإجابة: لا ..
لأن هذه السعادة التي كانت مُفترَضة أثبتت الأيام والسنوات الثقال أنها كانت في البدايات الأولى وهماً..مجرد وهم..وسرعان ما باتت كوابيساً وفزعاً.. دماراً وتخريباً ودماً.
أين يحدث ذلك كله ؟؟
يحدث في الطبقة الشعبية وفقط.
أما الجانب الآخر للخدمات الذرية فكانت لطبقة المال..وفي سبيلها للسيطرة على مقدرات الشعوب قد استخدمت طبقتين لتنفيذ مشروعها لقيادة العالم.طبقة الأجهزة الإستخباراتية للتخطيط والطبقة العسكرية للتنفيذ..ومن هنا ربما ينمو في وعينا كشعوب قدرةً على المجاهرة بالحقيقة التي وصلَتنا وحَفَرَت في أذهاننا الإدراك الوعيوي بالحقيقة الحقيقية لنعلن أن إستخدام أفراد طبقة المال للعلم إنما للقضاء على أسباب الحياة على هذه الأرض.ظانين بالجهل أنهم ينأون بأنفسهم خارج اللعبة الكونية.
ووفقاً لما تقرره حكومة البيلدربيرغ المجتمعة بشكل دوري شبه منتظم لإدارة العالم خارج الملفات التي نَعلَم والتي تَعلَم حكومات الأمم والدول أعضاء الجماعة الدولية.
ولتعتقد الشعوب والتي تتشكل منها الجمعية العمومية للكوكب الأرضي أن السياسة فن الممكن.
ولتترك بسذاجة مقصودة وتعيها.. لطبقة المال أن تجهز وتستعد وتنفذ كل مشروعات الخُبث في كل الأحايين عدا حينٌ واحد تتركه للشعوب تُخَدِّرُ نفسها أن السياسة فن الممكن وأن الممكن هو دائماً لغاياته النبيلة.
مساحات شاسعة من الحمق يمارس فيها الجبناء فلسفة السطو على مقدرات الحمقى..وإن أعطى هؤلاء الجبناء خمس دقائق في بلادنا كل خمسة سنوات لممارسة الحرية وحق الزعيق والنقد والصراخ..وربما حق النهيق..وفي بلاد أخرى يعتقدها الكثيرون متقدمة..ناهينا عن مظاهر التقدم..معاييرها ومقياسها..يتكرم الجبناء فيها بمنح الشعوب وقتاً أطول يمتد لعدة أسابيع ربما لممارسة كل ماسبق ممنوحاً لمثل شعوبنا..هذه المنحة كل أربع سنوات ربما أو أكثر قليلا ..
عندما يأتي يوم الإنتخابات العامة.
ليقف المستبدون في طبقة المال بتخطيط طبقة الإستخبارات وبحماية الطبقات العسكرية يخطبون في المحافل والميادين ويُساق لهم الشعوب كالقطعان يستمعون إلى أحاديث ذات نبرة واحدة في كل العواصم..في العالم الأول والعالم الثالث..عن الديمقراطية والتي ماهي في يقين طبقة المال إلا مجرد منشفة ليلية يضطر القادة الكاذبون والكذابون بامتياز لاستخدامها لغاية مسح القبح من على وجوههم أمام الجماهير..المفعول بها في كل العواصم..والأزمنة..
وتظل غيبوبة الشعوب قاطع طريق بين قدراتها على حكم أنفسها وبين ماهية السياسة..
هل هي حقاً فن الممكن ؟؟
أم كما يعتقد متدينو رأس المال.
بأن السياسة تفسير لمنطق: كل شيء مباح مادامت هناك القوى اللازمة لتحقيقه.
وفي حالنا الإقليمي هل يتغير المُعتقَد ؟
بالقطع لا…الذي يتغير فقط هو درجة ولاء طبقة المال لمشروع حكومة البيلدربيرغ وفق أيلولة وجودها في مدارات تقترب أو تبتعد قليلا عن مركز القيادة..لا بمعنى أنها في حالة موقعها القريب مشاركةٌ في القرار..لا..بل في تلقي الأوامر بسخونتها وبرودتها.
وبقدر السخونة والبرودة يتم السماح بمساحةٍ لأكذوبة الوطنية والإنتماء كرافعة أخرى ذات أهمية كبيرة في منهج تخدير الشعوب وأداة لصناعة القائد الإقليمي أو الشعبي..
وفي حال الإقتراب رويداً رويداً من المشهدية الوطنية في بلادي نرى عجباً..
حزمة من التساؤلات تفرض نفسها على الطاولة..في دواوين العمل والمقاهي والشوارع وجلسات البيوت المتسخة بالكٱبة القاتلة.
إن كانت مصر هي وطننا وهذا ليس منحة من أحد..أي أحد..
وليس بمقدور أي شخص أو أي جهة مهما بلغت قوتها أن تنزع عنا مصريتنا.وإن كنا جادين في السعي لصناعة الغد..
هل..؟.. تناقشنا..حَلِمنا..إتفقنا أو توافقنا عن هذا الغد .على ماذا نريده..وكيف..؟!
إن التاريخ الإنساني كله لم يقدم لنا أمارة واحدة أن إستيراد الفكرة والقُدرة والشخوص والتعليمات التي يضحكون علينا ويسمونها الخبرات قد أنتجت مجتمعاً متناغماً سالماً وعفياً..
لم يدخل بنك النقد الدولي وروشتات علاجات الإقتصاد وتعليمات البيت الأبيض بلداً إلا وأنتجت فيها كل مبررات السقوط.ولم تصفق الدول الدائنة وتَصدُر تقارير المنظمات الدولية بالإشادة لمسارات الإلتزام بفواصل دعم إنهيارات حالّة.. وأخرى مؤجلة تسعى وتنشد وتشد على أيدي قادة الدول لتسريعها…إلا تأكيد مطلق للقضاء على أسباب البقاء.
ولم ينجُ مجتمعاً استسلم لصندوق النقد وسلّم له واستورد خطط المأسوف عليها التنمية وفق غاياته.
وأسئلة كثيرة لاتطرح نفسها بقوة بل تفرض نفسها على مجتمعها بعنف الغضب مما ٱلت إليه ..كمٱلات الشعب المصري العظيم..
هل يعتقد القادة وأعضاء مجلس إدارة الحكم الأشاوس في مصر أن حالة من الرضا يمكن قياسها شعبياً على أي نحو..؟!
وهل يُصَدِّق هؤلاء أن صندوق النقد الدولي غير نشاطه واتجه إلى الأعمال الخيرية العابرة للحدود لنجدة فقراء الشعوب وحمايتها من العوذ وإقالة فقراءها من الجلوس للتسول على الأرصفة ؟! .وأن أعدادهم التي باتت في إزدياد مؤلم ومؤشّر خطر على السلام والأمن ومفهوم الدولة الوطنية.وأن هذا يقلق السادة المانحين الدوليين..؟!
بالقطع لا..
هل يفهم القادة أن الإقتراب من قوت الفقراء هو قدس الأقداس وأن شعب مصر لن يتخذ قراراً بالهروب من مواجهة التحديات والأزمة وأنه لن يقبل دون المحاسبة والمراجعة..؟!
هل تعي الحكومة أن نزع قدرة المصريين من الحصول على فومها..وعدسها..وبصلها..
إنما هو نُذُر خطر لن تسامح فيه مصر حكامها ولو كانوا من بيت سيدنا يعقوب..؟! ..وهل يعتقد نظام الحكم أن شخوصهم يمكن أن يتعللوا _ وقد نسينا الحوت وما أنسانيهِ إلا الشيطان وأن الشعب سيتسامح معهم لاعتبارهم كل منهم فتى موسى..؟! هل من فرصةٍ للمراجعة والعودة فوراً عن مشروع تجويع مصر لسبب منطقي وبسيط هو أن مصر لن تجوع….ولن تقبل..؟!
ولن تجوع لأنها لسبب ٱخر جبهوي أنها لن تسمح بتجويعها وإن كان نظامها سدنة فرعون..؟
هل ندرك ذلك..ونحمي وطننا من كُلفة خوص الصراع بين التجويع وحق الحياة..؟!
هل تتعامَى الحكومة ومجلس إدارة (التوهة) .عن قدرة مصر وخصوصيتها ووفرة كل شيء فيها.من أسباب الغذاء إلى قدرة إسقاط الإمبراطوريات…ألم تقرؤون التاريخ..؟! ..أليس لديكم وقتاً لخوض محاولة القراءة والتعلُّم ..؟!
إن شعب مصر العظيم من الجاهزية أن يمنحكم أجازة تكفي للقراءة والتعلم والتدريب…ومن عبقرية المصريين التي يتفردون بها دون سائر شعوب الأرض فنحن من الجاهزية لأن نُبقي على كراسيكم في الحكم شاغرة حتى الإنتهاء من القراءة والكتابة والتجويد واجتياز الإمتحانات اللازمة.
مع الوعد بالإدارة الذاتية لكل مناحي الحياة في الداخل ولدينا جيشاً عظيماً نثق في قدرته على حماية الدولة القُطرية وأمنها القومي…
ربما كان ذلك أمراً صعباً وخطيراً..وربما كان مستغرباً وجديداً..وصادماً للتفكير العام..
لكننا لن نقبل أن يتحقق في مصر كل مخططات الرسوب الطبقي..ولن تقبل مصر الشعبية مبررات الحرب بين روسيا وأوكرانيا..وحجم التضخم في واشنطن..وقرارات المركزي الفيدرالي الأمريكي بزيادة الفائدة الربحية..كل هذا غير مقبول..استديروا في إنحيازكم تنجو مصر..
فليس في بنيوية الإستقرار مفهوم أن يبقى ثلة إستدرار كنوز مصر وخيراتها على ( وش القفص) ..
وأن يبقى أصحاب هذا البلد تحت عجلات السياسات الفاشلة تدعم الفساد وإن أرادت وأعلنت أنها تحاربه..ونرى فقرها المدقع لأدوات هذا النوع من الحروب ولهذا تفشل المساعي حتى الآن..
إن محاولات تهيئة مصر للنموذج الرأسمالي منذ العام 1975 ولمدة تقترب من نصف قرن لم تنتج ثمة تقدم مباشر أو غير مباشر على الحالة المصرية..في حين أن تجربتنا غير المستوردة من 1960 وحتى 1965 أثبتت غير ذلك وأنتجت ما تحيا عليه الحكومات حتى اليوم كلما أصابت الأنيميا تفكيرها ذهبت إلى التصرف في أملاك الشعب التي بناها في ذلك الحين..كتصرف الوارث الفاشل في تركة المورث…
أبها السادة.
بُحّ صوتنا من أجل مصر..لن نهمس في أذنكم لأننا فقدنا الكثير من الهيبة الإجتماعية في بلادنا بسبب عنف الإجراءات الإقتصادية الريعية غير المنتجة التي كنست كل أسباب الإستقرار الطبقي وتناغمه الذي كان..وكنا ننشد تطويره..
حشرت الحكومة نفسها وعقولها في نموذج الليبرالية الجديدة بعفونتها وشِرعتها المعتدية على على حق الشعوب في إنتاج أفكارها ومايناسبها وفق موروثها الثقافي والحضاري ودورها في دورة التناول الدولي والإقليمي والمسؤوليات التي تفرض نفسها عليها..
وبين إستئساد غير مسبوق على البنيوية المجتمعية للمصريين إلى حد حالات الحرج التي طالت رب الأسرة المصرية وقدرته على صلة الأرحام..
أتفهمون..؟؟!
أتعلمون أن الطبقات الإجتماعية تتٱكل بسرعة تنذر بأخطارٍ جمة..؟!
وأن الليبرالية ليست قدرنا..وأن ثلة رجال المال أدوات حكومة البيلدربيرغ ليست سوى أحزمة ناسفة بالجسد المصري..وأن إلتفات الدولة الرسمية وإخراجها ( وليس تخارجها) من التخطيط للإقتصاد الوطني وقيادته يوصم الحكومة بانتمائها للصندوق..ولرجال المال وأدوات البيلدربيرغ..وينزع كل الأغطية عن الوجه الٱخر لقبح الخطاب الديمقراطي ووزن الشعوب في مواسم الانتخابات.
هناك بديل ثالث…
أن تعود الدولة…ربما نفلت من قسوة عقاب السياسات وتنجو مصر.

#سفيربرس _ بقلم:  محمد فياض _ القاهرة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *