إعلان
إعلان

صلاة الغائب.ودمشق.والخرائط الصاعدة__بقلم: محمد فياض

#سفيربرس _ القاهرة

إعلان

في جامعة الدول العربية غالباً تفشل المباحثات..واللقاءات واجتماعات القمة.ذلك إذا ماوضعنا في غاية الميثاق المشروع القومي العربي..فَتَحْتَ راية النظام العربي الإقليمي تكسَّرَت عظام أمتنا.تقطعت وتمزقت أواصر الإنصياع للمصلحة العليا لشعوبنا إنصياعاً لمشروعٍ بديل..ليس عربياَ وإن كان مستعرباً أو يتم تعريبه.
تنازلت المنظمة العربية الإقليمية عن مفردات تلوكها أعضاء جماعته‍ا في الخطاب الرسمي لها مثل..ضرورة الحفاظ على سيادة الدولة ووحدة أراضيها..إستقرارها وسلامتها الإقليمية.تشديد الإلتزام بمبدأي السيادة وعدم التدخل. ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية بما يحفظ على الأمة العربية قوتها وهيبتها الإقليمية وسط مناخٍ يعج بالمشكلات والصراعات العرقية والإثنية الدينية والطائفية..
عدم الإنخراط في نعرة تفجير الخلافات الحدودية البينية للتركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية وحجز الزاوية..
كل هذه العبارات المُكررة..والمقررة مضافاً إليها حقوق الإنسان وحق تقرير المصير..كل هذا تنتجه الدولة الرسمية العربية باحتراف يتفوق على نظيره في كل بقاع المعمورة.
وتعتدي عليه النظم القُطْرية الرسمية باحتراف وفخر منقطع النظير..
فللتاريح حقيقة وللحقيقة الحڨيقية حقيقة أخرى..ولما كانت الجغرافيا صانعة التاريخ والأمجاد في كل التكتلات المناطقية في العالم..فقد كانت مبدعةً في زرع الألغام وتفجير الحدود وتشظّيها لخلق بيئة ملتهبة تحمل غبائية الديمومةفي بلادنا ..ولم تنس أنظمة الحكم ممارسة غواية قارئة الفنجان وهي تردد على شعوبنا المتحملة وحدها فشل السياسات وناتج إصابة طبقات الحُكم بالأنيميا الحادة في التفكير .. فتَطْرَبْ لسماعها..” وسترجع يوما ياولدي مهزوماً مكسور الوجدان..وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان..”
وتَغدٖق على شعوبنا فتح الطريق لممارسة الديموقراطية لخمس دقائق كل خمسة أعوامٍ يمسح فيها الطغاة قبحهم بمنشفة الحقوق المهدرة _ ليلاً_ ..والتغني بقطارات التنمية والإنجازات وعبقرية الفردية المطلقة..
كثيرة هي الثوابت الوطنية والقومية في مشروعنا العربي.
وعظيمة هي تفرُّد أنظمة الحكم لدينا وتخصصها في صياغة الثوابت وإعلانها الإلتزام الجماعي بها وتحت رايتها ولدينا أمثلة كثيرة في لبنان والعراق وسورية واليمن وليبيا والسودان (1).والسودان كلاكيت (2)..وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا…
تحقق الخراب بالتخريب العربي لهذه البلدان لوأد المشروع العروبي إفساحاً لمشرعات بديلة.
ولعب النظام العربي الإقليمي دور المحلل الحرام..وبينما هي مساحات شاسعة من الفرقة والتمزق بدأتها النظم الرسمية مبكراً وتنامت واستخدمت فيها الخطاب الإعلامي الموجه لتهيئة شعوبنا العربية لممارسة الكراهة المتبادلة تماشياً مع أنساق المزاج الرسمي..ورغم كل ماحدث في الساحة الرسمية إلا أنهم فشلوا..ويبقى الشعب العربي الواحد قابضاً على جمرة الرغبة في الخروج من النفق إلى الغاية النبيلة في مشروعنا العروبي والذي هو حصن هذه الأمة مصل تعافيها ذهاباً إلى مستقبلٍ نعوزه ونتوق إليه..
وبح صوتنا وخاصةً منذ قمة العرب في القاهرة بعد دخول صدام حسين إلى الكويت..والتي كنا ومازلنا نراها أسرع قمة في تلبية الحضور واتخاذ القرارات وتنفيذها..تلبية للنداء الأمريكي..ونرى بأم أعيننا توابع ذلك حتى اليوم.
ومثلها يحضرنا قمة القاهرة في 12نوفمبر تشرين الثاني عام 2011 تلبية عربية لنداءٍ أمريكي لم يعد سراً..لتتخذ الجامعة العربية قرارها بتجميد عضوية الجمهورية العربية السورية في النظام الإقليمي العربي والذي كانت دمشق من أول العواصم المؤسسة له في اربعينيات القرن الماضي..ويتولى رئيس الوزراء القطري تلاوة البيان.
وصدر بيان الخارجية العرب في حينه أيضاً من أجل سلامة الدولة السورية ووحدة أراضيها والمصلحة العيا للشعب السوري الشقيق.
ثم تذهب النظم الرسمية العربية إلى أبعد من ذلك تحت راية النظام العربي الإقليمي فتأتي وفي قمة في القاهرة أيضاً بالمدعو أحمد الجربا ليجلس على مقعد الجمهورية العربية السورية ويتم وضع علم الإنتداب الفرنسي على سورية في المنصة أمام مقعدها الذي يجلس عليه العميل الجربا وبنداء أمريكي أيضاً..ورأينا كيف أدارت واشنطن تشغيل الإرهاب ضد سورية وتوزيع المنظمات الإرهابية لإدارتها وتمويلها ودعمها اللوجستي بتمويلات الخليج وخاصة الثلاثي القَطَري والسعودي والتركي بقيادة مخابرات الناتو وبتشغيل من واشنطن..
لأكثر من 12 عام تم فيها إدارة الحرب الكونية على سورية..ودفعت سورية ثمن الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها ثمناً غالياً ليس دفاعاً عن أرضها وفقط بل مواجهة المشروع المواجه للمشروع العربي..ودفاعاً براجماتياً في حقيقته عن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ونظامه الإقليمي.ذلك إذا ماعرفنا أن دمشق واجهت صفقة القرن وقطعت عليها الطريق..واجهت تثبيت أركان النظام العالمي أحادي القطبية وهزمته على أراضيها.دافعت عن القضية الفلسطينية وأحاطتها بسياج البقاء في دائرة الفعل المقاوم وتجاوزت بسرعة عن أخطاء الصغار في غزة.قادت دمشق لغشرات السنين ومنذ إتفاق الهدنة في 1974 مع العدو الإسرائيلي مشروع الإنهاك اليومي بقذف العدو ولو بطلقةٍ واحدة على جبهات المقاومة الممتدة.
دمشق التي لم تُسَلِّم ومن أجل عروبتها..ودمرتها الأموال العربية في أقذر حروب التاريخ وستكشف الايام الأهم من أسرارها في القادم للأجيال القادمة..
كل هذا تلبية للنداء الأمريكي.
ولست مصفقاً للقرار أو البيان العربي الصادر في 7 مايو الجاري عن مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية بالقاهرة من ذات زاوية أن سورية عادت للنظام الإقليمي العربي..وأن عودة سورية هو إضافة لقوة الجامعة..
بل أراه انتصاراً لإرادة الجمهورية العربية السورية شعباً وقيادة وفي القلب من هذا جيشنا الأول..
وإغلاق ملف الفوضى الخلاقة وثبوت عدم جدواه وترحيله إلى جغرافيا بديلة..في السودان الشقيق..
وأد مشروع صفقة القرن من البوابة السورية التي اعتاد الأعداء الدخول منها إلى منطقتنا عبر التاريخ..
وضع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا العجوز في مربع عفرين في مواجهة عسكرية ومقاومة سورية طول الوقت وعاريةً من ثمة مشروعية لاعتبارها قوات إحتلال ستخرج لامحالة.ومنهزمة لا جدال في ذلك..
ووضعت دمشق أمتها في ميدان المواجهة مع المشروع العثماني الجديد وواجهته وحدها..ومازالت وستجبر أنقرة على العودة إلى حدودها وتعديل إتفاق أضنة بالإملاء العربي السوري..
إننا نفرح وتملؤنا غبطة الفرح الحذر..!!
للقرار العربي بعودة النظام الإقليمي إلى دمشق..هذه هي الحقيقة..في أي صراع..المنتصرون يتم الذهاب إليهم.
وتعود العلاقات الدبلوماسية العربية الرسمية بين العواصم ودمشق..
وتغضب قليلاً واشنطن والغرب.
لكن هل نحتفل بصوابية موقفنا الداعم من اليوم الأول للجيش العربي السوري والشعب الشقيق ونظامه السياسي..؟!
لا… بل ننتظر.. فللعودة أو الإستعادة ممارسات..حقوق وواجبات..فالجندي العائد من الميدان منتصراً لأكثر من عشرة سنوات متواصلة حقق فيها نصراً ساحقاً أغلق المرور من بوابة الشام إلى المنطقة.. وأجبر العدو الصهيوأمريكي على تقديم إنسحابات كبرى وأربك مشروعه المسمى بصفقة القرن..وحال دون ثمة إنتصار إقليمي لعدو على حساب المشروع العربي وأعطى بدمه كل الفرصة للمراجعات العربية البينية وانزياحات كبرى إقليمية ودولية ومناطقية إسهاماً جاداً في تدشين نظام عالمي متعدد القطبية لاتهزمه حتى الآن ٱلام الولادة.. ونثق في ميلاده.
هذا الجندي العربي السوري له حقوق.
هذا الشعب العربي السوري له في رقابنا حقوق..البيوت العربية السورية التي دمرتها تمويلات عربية فاقت الثلاثمائة مليار دولار.
المشافي والمدارس والجامعات.الشوارع والبنى التحتية..المعامل والمزارع..الشعب ملايينه التي خرجت جبراً إلى بلاد أخرى.. الأسرة السورية التي تمزقت أواصرها وتوزعت أفرادها إلى بلدان يصعب عليهم اللقاء أو الإلتقاء..
فاتورة باهظة..في القلب منها الشهداء والجرحى..سورية الحضارة التي جاوزت التسعة آلاف عام.
قاسيون الذي يشهد وتدمر التي سجلت ووثقت حجم الٱلام وشراسة التضحية والفداء..وعبقرية الصمود ويقين الإنتصار وذكاء طبيب العيون في إدارة الملف لتحقيق وعده الذي وعد في خطاب الأزمة بأن الحرب ضد سورية ستستمر لأكثر من عشرة أعوام ووعد بالنصر..وانتصرت سورية وهزمت المشروع لصالح المشروع القومي العربي..لمن يريد أن يفهم..!!
هذا الجندي وهذا الشعب وهذا الوطن له استحقاقات كبرى تليق بما جرى..
بنتائج ماتحقق من خرائط جديدة تتصاعد..من ترتيبات مغايرة كل ماتبحث عنه واشنطن فيها أن يكون لها مقعد..خرائط إقليمية ودولية ومناطقية تفسحتفسح الطريق لمن يملك شجاعة الإقدام..يعود المقعد السوري منتصراً مزهواً بصوابية موقفه وحتمية المواجهة للحفاظ على ثوابتنا القومية..يتم استعادة التمثيل السوري في منظمات النظام الإقليمي العربي.. يتم تثبيت كاميرات الإعلام العربية والعالمية على قطعة قماش هزمت واشنطن وحلفها وأدواتها..علم الجمهورية العربية السورية..
هل ستذهب جامعة الدول العربية إلى جرأة وشجاعة الإنصات وتتخذ قرارات كافية لترميم الجدار العربي في بوابة طوروس.؟!!
هل تغتسل من إملاءات طبقة المال العربي وهل الأخيرة استوعبت الدرس بما يكفي للتخلي عن السيطرة على القرار الجمعي الرسمي للنظام الإقليمي ويتوافق الفرقاء ويستحضرون الشعب العربي ممثلاً شعبياً جنباً إلى جنب مع التمثيل الرسمي..؟؟
وهل يملك القادة العرب براجماتية عربية تكفي لإتخاذ القرار بتعديل ميثاق الجامعة ليتماشي مع غاية نظامنا الإقليمي تطويراً..وتلبية لطموحات الشعب العربي..؟؟
أم سنتوافق جميعاً لأداء صلاة الغائب ترحُماً على جامعة الدول العربية.؟؟!
ننتظر…لنرى.

#سفيربرس _بقلم: محمد فياض _ القاهرة 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *