الخطاط علي مقاري ينثر عبق التاريخ وأصالته في معرض الخط العربي الثاني

نحو ثلاثة وسبعون لوحة عكست حالة من الإبداع اللامتناهي من أعمال الفنان علي مقاري وضمت أعمالا فنية متنوعة من خط عربي وحفر ورسم على الزجاج و رسم على الخشب وغيرها من الفنون الشرقية الإبداعية، وكان ذلك في المعرض الذي أفتتح أمس بالتزامن مع افتتاح مركز العلاج الفيزيائي لأطفال الشلل الدماغي بحضور شخصيات رسمية وأهلية واسعة.
الخطاط علي مقاري رئيس مجلس أمناء مؤسسة مساواة لتمكين ذوي الإعاقة ورئيس أكاديمية نادي الإسراء الرياضي أكد على أن الخط العربي مهنة وحرفة لا تعوض لكنها تتعرض للاندثار في ظل التكنولوجيا وتقنيات الكمبيوتر الحديثة ولذلك من واجب الجميع الحفاظ عليه من خلال توريثها للأجيال وتعليمها هذا الفن الأصيل عبر إقامة دورات متعددة من قبل معاهد او مدارس تعنى بالخط العربي وإيجاد آليات لتطويره.
وبين مقاري أن لوحاته في المعرض كتبت بخط اليد وبعضها مزيج من العمل اليدوي مع تقنيات الكمبيوتر لافتا للإقبال الكبير على هذا النوع من اللوحات الفنية الشرقية من قبل شرائح متعددة في المجتمع وهذا برأيه يدل على أهمية النوع من الفنون والتي تحتاج جهد وعمل كبير موجها نداء للمعنيين والجيل الشاب بأن هذا التراث هو هويتنا وهو أمانة يجب الحفاظ عليها.
وفيما يخص مؤسسة مساواة أوضح أن شعارها “لأجلكم نحن هنا ” هي مؤسسة تقدم خدمات متكاملة لذوي الإعاقة عبر مراكزها التي تعمل بتصنيع الأطراف الصناعية وتقدم خدمات لجرحى الحرب مجانا، بالإضافة إلى ما يقوم به مركز العلاج الفيزيائي الذي يضم احدث الأجهزة مع فريق طبي متخصص وايضا مجانية لجرحى الحرب واسر الشهداء والعائلات المحتاجة وبأسعار رمزية للعموم. إضافة لمركز تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة الذي يضم نحو ٦٠ طفلا وفيه خدمات متكاملة مع التركيز على موضوع دمج الأطفال مع روضات ومدارس حيث حققت المؤسسة قصص نجاح كثيرة بهذا المجال.
وكشف مقاري عن نية المؤسسة بالتشبيك مع الجامعات الخاصة للتدريب بمجال العلاج الفيزيائي وإقامة دورات لأهالي ذوي الإعاقة والجمعيات التي تعمل بنفس المجال .
وأشار نائب محافظ ريف دمشق جاسم المحمود إلى أن المركز يضم أحدث الأجهزة التي تقدم العلاج لأطفال الشلل الدماغي من قبل اختصاصيين بهدف تأهيلهم ذهنياً وعقلياً واجتماعياً وبدنياً، بينما يضم معرض الخط العربي لوحات تراثية مزخرفة بمختلف أنواع الخطوط، داعياً إلى تعليم الأطفال وتدريبهم على كتابة الخط العربي وترسيخ اللغة العربية لديهم.
وكان لموقع بانوراما سورية لقاءاً خاصاً مع الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة السيد طلال ناجي الذي أشاد باللوحات المعروضة التي أحيت التراث الذي يحاول العدو الصهيوني تغييبه وسرقته من خلال الادعاء الكاذب أن كل ما في فلسطين له بدءا من اللباس التراثي إلى الخط وصولا إلى المأكولات الشعبية، مؤكداً على أهمية هذا النوع من المعارض لأنها تحيي التراث العربي الأصيل وتسهم في توعية الجيل الجديد كونها تظهر له جانبا من تاريخنا المضيء والمدعوم بانتصارات أبطالنا على ارض فلسطين من خلال التصدي للاحتلال ومنعه من تحقيق أهدافه، لافتاً إلى أن المقاومة ليست فقط بالبندقية، وإنما بالثقافة والتربية والعلم لنقول للعالم هذا هو شعبنا وتاريخنا العريق وامتنا العربية.
بدورها أكدت مؤمنات اللحام على اهتمامها بالمبادرات التطوعية كونها مسؤولية الجميع تجاه المجتمع لتقديم الخدمة والدعم وفق الإمكانيات المتاحة، ولفتت إلى أهمية المعرض الذي ضم لوحات للخط العربي بمنتهى الإبداع ، مشيرة إلى أن اللغة العربية والخط العربي هما حضارة وثقافة مجتمع وهما من ابرز مكونات هويتنا الثقافية ويجب الحفاظ عليهما ونشر هذه الثقافة بين أبناء هذا الجيل للحفاظ عليهما.

#سفيربرس _ عبادة عبدالله محمد