صراعاتٌ صغيرة..بقل : لميس علي
#سفير_برس

بدأت اللغة تمارس عليها نوعاً من الثقل لم تختبره سابقاً، لا سيما حين تظهر ببعدٍ تضليلي أثناء حواراتها مع الآخر.
ثقل اللغة ذكّرها بثقل أشياء كثيرة من حولها.. معها تتحوّل النقاشات إلى ثقل إضافي.
نسيتْ أفكار الآخر وآراءه، وبدأت تتأمل أفكارها ولغتها التي تحملها.
هكذا تنشأ صراعات بينها وبين مجموع أفكارها.. وتخال أنها نجحتْ بطرد بعضها وكتم صوت بعضها الآخر..
لتعود تظهر لها بهيئة كلماتٍ أخرى.
لا تتزعزع تلك الأفكار من قعر دماغها.. ثابتةً.. مقيمة..
مع أنها تؤمن بما قاله (إميل سيوران) يوماً: “لا يملك قناعات إلا ذاك الذي لم يعمق شيئاً”.
وتقتنع أن الثوب أفكارها وجب تغييره، كما تتغير وتتجدّد بعض خلايا أجسادنا.
وبنفس الوقت، ألا تمثل بعض الأفكار/القناعات بصمة خاصة بنا..؟
ألا تبدو تماماً مثل بصمة العين أو بصمة الصوت، تميّزنا تماماً كما تميّزنا جيناتنا الوراثية التي نحملها..؟
أرادت أن تنسلخ فعلياً من التصاق بعض الأفكار بها.. وصولاً إلى ضفة (الآخر)..
أن تقشر جلد كينونة سابقة بجلد ثانٍ يمنحها نفَساً جديداً.
وكأن لأفكارنا روتينها القديم.. الذي نعتاد عليه فيصعب تبديله بآخر.. أو تعديله.
“روتين”.. الكلمة المنفّرة.. لكنها الآمنة أيضاً..
التي تجعلنا نستثيغ “المعتاد” و”الاعتيادي” في دوامة “اليومي”.
وكما لو أن تجديد بعض “قناعاتنا” و”أفكارنا” ينحصر أحياناً، بالأحداث التي نمرّ بها.. أو بحضور آخرين استثنائيين وجدد في حياتنا..
إذاً هو أمر ليس ذاتي الصنع بطريقة محضة، ويحتاج إلى عامل خارجي.
الرداء “المعنوي” الذي نرتديه دون أن يلحظه أحدٌ لحظ العين المجردة، يحتاج قوة خارجية لتبديله لكن بقرار ووعي ذاتي.
حين وصلت إلى هذه الفكرة الأخيرة تساءلت: هل حضور اللغة التي نستخدمها حتى لو كانت مراوغة وذات تضليل لا نعيه مباشرة، هل هو حضور مفيد وضروري..؟
وكأنها تضللنا عن بعض فقر أفكارنا لإبصار غنى أفكار الآخر.. وربما كان العكس.
#سفير_برس _ بقلم : لميس علي