إعلان
إعلان

ظاهرة التنمر في المدارس.. بقلم : الدكتورة رولا الصيداوي

#سفير_برس

إعلان

التنمر Bullying ظاهرة قديمة موجودة في جميع المجتمعات منذ زمن بعيد لدى أفراد الجنس البشري حيث يمارسونه بأشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة ، وتظهر عندما تتوافر الظروف المناسبة ، وعلى الرغم من أن السلوك التنمري موجوداً في المجتمعات البشرية منذ القدم إلا أن البحث في هذا الموضوع حديثاً نسبياً ويُعد السلوك تنمراً عندما يشمل هجوماً نفسياً ولفظياً وبدنياً غير مستثار على الضحية Victim ، ويبدأ هذا السلوك في عمر مبكر من الطفولة في حوالي السنتين تقريباً ؛ حيث يبدأ الطفل في تشكيل مفهوم أولى للتنمر ينمو تدريجياً ويستمر حتى يصل إلى الذروة في الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية ويستمر خلال المرحلة الإعدادية ثم يبدأ في الهبوط تدريجياً مع نهاية المرحلة الثانوية ، وقلما يوجد السلوك التنمري في المرحلة الجامعية باستثناء حالات السخرية . ويعد السلوك التنمري سلوكاً مكتسباً من البيئة التي يعيش فيها الفرد ، وهو سلوك يأتي بنتائج وخيمة على جميع الأطراف المشاركين فيه ؛ حيث يمارس طـرف قـوى ( المتنمر ) الأذى النفسي والجسمي واللفظي والاجتماعي … الخ تجاه فرد أضعف منه في القدرات الجسمية ( الضحية أو المتنمر عليه ) ، ويؤكد ذلك علماء النفس (حيث يروا أن التنمر المدرسي بما يحمله من عدوان تجاه الآخرين سواء كان بصورة جسدية أو لفظية أو نفسية أو اجتماعية أو إلكترونية من المشكلات التي لها آثار سلبية على القائم بالتنمر أو على المتنمر عليه ( الضحية ) أو على البيئة المدرسية بأكملها _. ویری هياث وآخرون أن التنمر المدرسي يؤثر على البناء النفسي والاجتماعي للمجتمع المدرسي ، حيث يشعر التلميذ ضيحية التنمر بأنه مرفوض وغير مرغوب فيه كما أنه يشعر بالخوف والقلق وعدم الارتياح والانسحاب من الأنشطة المدرسية أو الهروب من المدرسة خوفاً من المتنمر ، وعندما يهاجمهم أطفال آخرون فإن رد فعلهم الشائع هو البكاء والانسحاب فهم نادراً ما يدافعون عن أنفسهم ويخافون من الذهاب إلى المدرسة باعتبارها مكان غير آمن يضاف إلى ذلك أن المنتمر يعرض نفسه للطرد من المدرسة ، وقد ينخرط مستقبلاً في أعمال إجرامية خطيرة.
إضافة إلى أن الشخص المتنمر عليه ( الضحية ) يعانى من الشعور بالوحدة ، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي ، وتدنى تقدير الذات ، والانسحاب الاجتماعي ، والخوف من الذهاب إلى المدرسة ، وتدنى مستوى التحصيل الدراسي ، وبالتالي يتأثر نموه النفسي والاجتماعي ، ولا تقتصر الآثار على الضحية فقط ، ولكن غالباً ما يكون لدى المتنمر أيضاً العديد من السلوكيات العدوانية والسلوكيات الفوضوية ، وسوء التوافق النفسي والاجتماعي ، والسلوكيات المعادية للمجتمع . ويعود البحث في ظاهرة التنمر إلى عقد السبعينيات من القرن الماضي في بعض الدول الأوروبية وخاصة الإسكندنافية التي قامت السلطات التعليمية فيها بدراسات استكشافية كثيرة حول ظاهرة التنمر في المدارس على أثر قيام ثلاثة مراهقين بالانتحار بسبب اضطهادهم وترويعهم من بعض رفقاء الدراسة ، وفي فترة الثمانينيات استحوذ التنمر في المدارس على قدر كبير من الاهتمام في اليابان : حيث أظهرت نتائج العديد من الدراسات التي أجريت حول هذه الظاهرة أن ثلث تلاميذ المدارس المتوسطة كانوا ضحية لهذا النوع من العنف ، وبحلول عام 2000 احتلت هذه الظاهرة درجة عالية من الاهتمام لدى الكثير من الدول.
وصاحب ذلك إجراء العديد من البحوث والدراسات التي أوصت بإجراء برامج للتدخل للحد . من هذه الظاهرة والقضاء عليها ( دي كروز . ( 2015 D’Cruz ویری سمیث Smith ( 2000 ) أن الاهتمام بتناول هذه الظاهرة يرجع إلى عدة أسباب منها : الآثار المترتبة على هذه الظاهرة وخاصة لدى التلاميذ مما دفعهم إلى الانتحار أو التفكير فيه . وعي الأهالي بهذه الظاهرة وضغطهم على المدارس لوقفه وعلى وسائل الإعلام للتوعية بها .. أن هذه الظاهرة مؤشر على تحرك السلوك الإنساني السلوك مشابه للمسلوك الحيواني في الغابة : حيث لا بقاء للضعيف ولا احتكام إلا للغة القوة دون مراعاة لخلق قويم أو سلوك فاضل . وهكذا ؛ يتضح أن التنمر المدرسي يُعد مشكلة تربوية واجتماعية وشخصية بالغة الخطورة ذات نتائج سلبية على البيئة المدرسية بصفة عامة وعلى النمو المعرفي والانفعالي.
ما هي الحلول المقترحة لمشكلة التنمر؟
الخطوة الأولى في سبيل المحافظة على سلامة أبناءنا سواءً على الصعيد الشخصي أو عبر الإنترنت هي:
١- التأكد من أنه مدركٌ لهذه القضية.

٢-تثقيف الأبناء بشأن التنمّر.

٣-التحدَّث بصفة منفتحة ومتكررة مع الأبناء.
كما يعتبر التحدث والتواصل مع إدارة المدرسة و المعلم الصف والموجه التربوي عاملاً أساسياً لتفادي أي مشكلة لدى الأبناء.

٤-مساعدة الأبناء على أن يصبحوا قدوةً إيجابية.

٥-مساعدة الأبناء في بناء شعور الثقة بالنفس.

٦- نحن قدوةً لهم.
ونعتبر أنفسنا جزءاً من تجربة الأبناء على شبكة الإنترنت.
٧-تعزيز دورهم في الفعاليات الاجتماعية والإنسانية والمبادرات التطوعية.

٨- مساعدتهم وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية وتنمية المهارات لديهم.
وأخيراً وبكلمة…
كل خطوة في طريق التربية يجب أن ترافقها خطوتان في معرفة احتياجات الأبناء.
فعملنا المُخلِص مع الأبناء
يأتي كـنورقادِرٍ علىٰ أن يُحدِثَ الفرقَ في حياتهم
يأتي لِـيأخُذ بِـأياديهم مِن وحدتهم إلى حدود الممكن ونور الأمل.

#سفير_برس _ بقلم : الدكتورة رولا الصيداوي
أختصاصية علم نفس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *