إعلان
إعلان

“نازك خانم” للكاتبة لينا هويان الحسن …تختزل صناعة الجمال

#سفير برس- ناريمان نصار

إعلان

نازك خانم رواية تختزل صناعة الجمال بالمعنى الحرفي والدقيق إضافة إلى أنها تؤرخ حقبة مهمة من تاريخ دمشق من مطلع الستينات حتى السبعينات هي سيرة عارضة أزياء دمشقية سحرها حلم الحرية فذهبت بعيدآ إلى جامعة السوربون التي لم تكن سوى محطة لتجد نفسها عارضة مهمة على مدارج دور الأزياء مختالة بقامتها وببياضها…..

نازك خانم التي يشاع أنها تعرت أمام بيكاسو لم تكن امرأة جميلة فقط كانت أنثى بفكر حر…وكانت ذواقة للفن أدبآ ورسمآ..كانت ظبية يجب أن تجد طريقها في الغابة بعيدآ..

انتهت حياة نازك خانم بعد أن أدركتها رصاصة من مسدس زوجها كمال بيك الذي كان يحبها بقلبه ويخافها وينبذها بعقله..

كل المتطرفون بشكل أو بآخر يخافون الأنثى الحرة..

وهنا أيضآ في تلك الحقبة الزمنية في بلاد غارقة بالدم لأنها جميلة..

من دمشق التي كنت تعرف رئيسها القادم عبر واجهة محل تصوير مصور أرمني..من دمشق التي بدت تعرف الاشتراكية كأوكسجين، إلى دمشق التي بدأت نساؤها يخلعن الفستان و الدانتييل ويتشحن بالجلابيب…

طوال الوقت كنت أشتم رائحة نازك خانم رسمتها في مخيلتي وربما ضحكت لي في المنام أو توهمت بفعل الشغف لكل ما تكتبه لينا…

لكن لا يمكن أن يقرأ أحد هذه الروية ولا ينبهر أيضآ بشخصية رجل الأعمال إيراني الأصل مجيب شان..رجل رأى أمه ترجم لأنها اتهمت بالزنا لم يكن يعرف أنها أمه..رأى جلباب أسود يرشق بالحجارة..

طار بعيدآ في باريس عاشر أجمل نساء الأرض..عشق اللون الأحمر..إنه حكيم…داهية… متذوق جمال صرف بدون منازع…

مجيب أرضى شغفي تجاه الرجل الذي يحرك دماغي…

وهنا بعض السطور التي رتبتني وبعثرتني عبر قلم لينا:

كل البشر فانون، لكن الجمال سريع كغزالة وهو يجتاز العتبات القليلة نحو الزوال.

الجمال أمر يتناقض مع الوفاء.

إذا، لولا الجميلات لكان التاريخ سمجآ وسخيفآ وذكوريآ.

جاء الزمن الذي تنكس في النساء أنوف كل الطرزانات..فالتاريخ دائم الانخداع بالمرأة التي خلقت لتخدع الفردوس والرجال.

القدر مرتبط بالدم، والدم لونه كلون القدر

القدر يشبه النساء، يمكن لكل رجال الأرض أن يشبهوا رجلآ واحدا، لكن النساء لا يشبهن إلا أنفسهن، والقدر كذلك.

ثمة نساء نرى جمالهن مباشرة، تكفي لفتة لتحديد مستوى حسنهن، لكن هنالك نساء لا بد من تكبد عناء قطع مسافة ما،حتى يمنحن حسنهن للبصر.

إن الأثرياء هم الزبائن الحذرين، يبحثون عن الشيء الذي يبعدهم عن العموم.

اخترعت الأزرار والمشابك والبكل والأبازيم لتناور الرجل

وجدت المجوهرات لتمتحن همم الرجال وهم يبذلون كل أحلامهم في سبيل اقتلاع تلك الحجارة من بطن الأرض وتجد سبيلها إلى النساء.

ليس مصادفة أن الجميلات من نصيب الأثرياء.

لا يخلو اسم من طين ووحل،ما الخطأ في أن يمزقنا الحب ويطهرنا الحرمان؟!

فما انتشار دور الأزياء بذلك الشكل الكبير إلا دليل على أن ثمة أزمة حقيقية تعيشها المرأة بشأن ثقتها بنفسها.

كان الجمال ينقذه الرخام لهذا مرت كل تلك السنين بينما جمال الأولين محفوظ..معزز..مكرم..بعناية المرمر

العري،هو الجسارة الأولى في عالم التفكير.لهذا فهم الأقدمون أسرار العري وقدسوه،مقدسين بذلك الجسد البشري الفاني.

أجمع الجميع على أن الجاذبية تتضمن الغموض،فيما الجمال يكون واضحآ ومباشرآ.

عندما نقرأ تتغير ذائقتنا للجمال.

يمكن للجثث أيضآ أن تكون جميلة

كونوا واقعيين واطلبوا المستحيل

امرأة لا تلقي بالآ لعطرها،فإنها متهالكة ومشوشة وغير ممكنة التفسير.

نتبع كل الطرق المتعرجة لنعثر على الطريق المستقيم

الشجعان تخصهم الحياة بعداوتها.

الحقيقة المرة بالنسبة لكل النساء،أنهن لسن سواء،فبعضهن خلقن ليلمسن الحجر فتضيء مصابيح العالم.

ربما من المنطقي أن تعد العواطف ملونة!لون الحب أحمروالخيانة صفراء،كذلك الكره والحسد.ولون التصوف أخضر والإخلاص أبيض والأسود لون أزلي للسيادة.

الأثرياء أكثر تصديقآ للبصارين من الفقراء.فلا أشياء كثيرة لدى الفقير ليخشى فقدانها،بينما حال الثري ليست كذلك.

إذا لم تتصالح المرأة مع أنوثتها،ومع حقيقة أنها أجمل بكعب عال وطلاء الشفاه والأظافر فإنها ستقف في مهب الشك فقط

#رواية_نازك_خانم

#سفير برس- ناريمان نصار

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *