إعلان
إعلان

أقنعة في عصر العولمة بقلم : هدى زوين

#سفيربرس _ بيروت

إعلان

في عصر العولمة، أصبح ارتداء الأقنعة – سواء بالمعنى الحرفي أو المجازي – سمة أساسية للحياة المعاصرة. فالعولمة لم تقتصر على الاقتصاد والتكنولوجيا فحسب، بل امتدت لتشمل القيم والثقافة والعلاقات الاجتماعية، مما دفع الأفراد والمجتمعات إلى التكيف بطرق مختلفة، أحيانًا عبر ارتداء “أقنعة” تخفي حقيقتهم أو تعيد تشكيل هوياتهم لتتناسب مع التوقعات العالمية، ومع ازدياد التفاعل الثقافي، يجد الأفراد أنفسهم مضطرين إلى التوفيق بين هوياتهم الأصلية والصورة التي يجب أن يُظهروا بها أمام العالم. فالكثيرون يخفون لهجاتهم أو يغيرون أنماط حياتهم لتناسب النمط السائد في مجتمعاتهم أو أماكن عملهم، مما يجعل الهوية شيئًا مرنًا وقابلًا للتحول حسب السياق،وايظا وسائل التواصل الاجتماعي عززت مفهوم “الأقنعة الرقمية”، حيث يختار الأفراد تقديم نسخ محسنة من أنفسهم، تخفي عيوبهم وتظهرهم بصورة مثالية. هذا التضارب بين الواقع والصورة الرقمية أدى إلى ضغوط نفسية واجتماعية، حيث باتت الحياة تُقاس بعدد الإعجابات والمشاركات، لا باللحظات الحقيقية.

اما على الصعيد السياسي، تستخدم الدول والمنظمات أقنعة الأيديولوجيا والدبلوماسية لتبرير مواقفها وتحقيق مصالحها. فالخطاب السياسي غالبًا ما يكون مموهًا بمصطلحات براقة مثل “حقوق الإنسان” و”التنمية المستدامة”، بينما تختبئ خلفه مصالح اقتصادية وسياسية معقدة.ومن هنا يأتي السؤال

هل يمكن نزع الأقنعة؟

رغم أن بعض الأقنعة ضرورية للحياة الاجتماعية والسياسية، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى اغتراب الفرد عن ذاته الحقيقية. لذا، فإن تحقيق التوازن بين التأقلم مع العالم والانتماء للهوية الأصلية هو التحدي الأكبر في عصر العولمة.

ما رأيك؟ هل ترى أن هذه الأقنعة ضرورية أم أنها مجرد زيف يجب التخلص منه؟.

#سفيربرس _ بقلم _هدى الزوين _ بيروت

كاتبة وإعلامية

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *