إعلان
إعلان

الإعلام هو السلطة الأولى والحامل الرئيسي للمعرفة :بقلم محمود أحمد الجدوع

سفير برس

إعلان

الإعلام هو الحامل الرئيسي للمعرفة في العالم كله, والناس تستقي معظم معلوماتها منه، فنحن للآن نلبس ونشرب من خلال ما تطرحه علينا وسائل الإعلام على مختلف أنواعها .

كان يقال إن الصحافة بالمعنى الضيق والإعلام العنوان الأعرض هو السلطة الرابعة ونتيجة للتغير المعطيات والمفاهيم في ظل العولمة أنتقل الإعلام إلى المرتبة الأولى شاء من شاء وأبى من أبى , وهذه حقيقة تؤكدها الأحداث التي تدور في العالم والمنطقة على وجه التحديد .

والإعلام  الإلكتروني  أو ما يسمى “بالإعلام الجديد “جزء من المنظومة الإعلامية وهو صاحب عصى السبق في هذا العصر وإذا جئنا للحقيقة الإعلام كله أصبح إلكتروني بكل أشكاله وأطيافه.

لذلك يمارس الإعلام دوراً خطيراً في زرع أنماط جديدة من السلوك والمعرفة وهو موجه قوي لأفكارهم هذه الأنماط التي يزرعها في أذهان المشاهدين سريعة التشكل والتطور حتى أن تصل بالنتيجة إلى معتقدات لايستطيع التخلي عنها وتلعب دوراً كبيرا في سلوكه اليومي .

وبالنسبة للأخبار والبرامج السياسية والثقافية فهي أقل تأثير من البرامج المنوعة .

من خلال ما سبق نؤكد أنَّ الحروب لم تعد بحاجة لتحريك جيوش ودبابات وطائرات لاحتلال بلد ما, لأنَّ احتلال العقول أصبح أكثر تأثيراً وتدميراً للمجتمعات والبلدان وأقل تكلفة .

وهنا يأتي دور الحرب النفسية التي هي المحور الرئيسي الذي يلعب عليه الإعلام من خلال زرع الفتن وبث التفرقة بين أبناء المجتمع وترويع الناس الآمنين.

من خلال ما تقدم نجد أنه :

  • يعد الإعلام اليوم السلطة الأولى في العالم التي تسوق المفاهيم والقيم من خلال الصوت والصورة، وكلما كانت سرعة نقل الأحداث وتواترها كبير كان تأثيره أعظم وأكبر.
  • شعار “مكدنلد وبرغركنغ وكوكاكولا ” أشهر من أي شعار أو علم أي دولة في العالم وكل ذلك فرضه الإعلام من خلال ما يسمى العولمة, لأنَّ هذه الشعارات خلقت مجتمعات افتراضية وثقافة جديدة عند هذه المجتمعات المنتشرة على مساحة الكرة الأرضية والرابط الوحيد بينها ” الطعم الواحد والذوق الواحد والشكل, أي أنهم دخلوا عقول الناس من خلال معداتهم فسيطروا على تفكيرهم .

لذلك نحن حتى لو قدمنا لهم منتجات أفضل واطعم و أزكى من هذه المنتجات التي يقدمونها، سوف يرفضها الجيل وإن قبلها فعلى مضض، لأنَّ هذه الشركات أصبحت عابرة للقارات والثقافات والقوميات والأديان .

  • كل ذلك تم تعزيزه من خلال عالم الميديا أي الإعلام, وبالتالي لديها من القدرة والقوة ما يمكنها من إسقاط حكومات وزرع أخرى لتنفيذ أجنداتها .

مثال من الواقع على ما سبق :

قاد بوش حربين من خلال التضليل الإعلامي ليس حباً بشعوب هذه البلاد ( العراق وأفغانستان ) بحجة جلب الحرية لأهلها, وافتعل تلك الحروب من أجل تسويق سلعة والسيطرة على أخرى بنفس الوقت، كل ذلك كان من أجل شركات النفط ومصنعي الأسلحة التي يتوقف مصيرها واستمراريتها إذا لم تتم هذه الحروب المفتعلة .

النتيجة :

مما سبق نجد أن الحرب النفسية التي تعتبر وسائل الإعلام المروج الأسرع لها فهي تستخدم تكرار مشاهد الدماء على الشاشات حتى أصبحت نوعاً من الترفيه, مما يخلق بلادة حسية لدى المتلقي ولا يعود يكترث بالمجازر التي تحدث، وهذا ما شاهدناه أثناء العدوان على غزة ونشاهده اليوم ضمن الأحداث التي تعصف بالمنطقة , ولذلك أصبح ما يدور في العراق وأفغانستان أمراً طبيعياً .

  • كما أن الإعلام يستطيع أن يقزِّم أنظمة ودول عظمى، وبنفس الوقت يستطيع أنْ يعظِّم دولاً ويجعلها ممن يحسب حسابه حتى أن بعضها لا يكاد يرى إلإّ بالمكبرة على الخريطة .

مثال على ذلك :

لا أحد ينكر أن الجزيرة جعلت من قطر دولة اكبر من حدودها وكانت السبب الرئيسي في حصولها على استضافة كأس العالم, وأصبح لقطر دور إقليمي ودولي كبيرين .

كذلك يستطيع الإعلام أن يهمش قضايا كثيرة وكبيرة تدور فعلاً, ويخلق مشاكل لا أساس لها في الواقع, وهو ما يدعى بالتكثيف الإعلامي عن طريق الإلحاح والتكرار للمشهد الذي يربك الخصم وإطلاق صفات تشوه صورته ويجعله غير قادر على التركيز ” مثل دكتاتور سفاح مجرم ” ويرسخ هذه الصورة في أذهان الشعوب التي يطلق عليها أيضا صفات ” المقهورة والمسحوقة والفقيرة ” ليثير غضبها ويجعلها تنتفض، لذلك يتخبط الطرفان في اتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى إضعاف القيادات نفسياً , وشل تفكيرها وحركتها , وهذا ما حدث في مصر وتونس ويحدث في اليمن . ويجعلها تستلم لأمر أصبح واقعاً وهو بالحقيقة مفروض .

أهم مصادر المعرفة و المعلومة:

مصادر المعرفة اليوم تأتي من خلال التلفزيون والإنترنت والإذاعات ثم الصحف , فإذا أرادت هذه الوسائل أن تغيِّب شيئاً, تفرض حالة إعلامية على المشاهد أو القارئ والمستمع الذي سوف يصدقها مسلماً بأمر شاهده وسمعه وقرأه, وهذه الحالة بالأساس افتراضية, وبفضل وسائل الإعلام أصبحت أمراً واقعاً وهنا يلعب خيال المتلقي في نقلها وتحويلها ولن تخلو من التحريف والتهويل عند تناقلها .

الخلاصة :

نحن أمام حروب إعلامية افتراضية مفتعله خالية من الأخلاق والمهنية, تعتمد على تدمير الروح المعنوية وبث الفتنة والشقاق بين الأخوة, أصبح فيها الدم أرخص من الماء, نتمنى أن تتوقف ليتوقف سفك الدماء .

يقول المثل الروسي : إذا عكس القطيع اتجاهه تصبح النعجة العرجاء في المقدمة!

هذا حال من نراهم هذه الأيام ومصطلحات تتردد على أسماعنا, وهم بمثابة العمود الفقري لعملية التضليل الإعلامي الممنهج الذي تتعرض له سورية اليوم, ويعتبرون غذاء الروح للمحطات المسعورة التي تنهش بجسد الأمة على مدار الساعة دون رادع من ضمير, يحللون ويحرِّمون ويخترعون قصص كاذبة وملفقة لبث الذعر والخوف في نفوس الآمنين .

ناشط حقوقي :

مصطلح “حداثي”, أفرغ من مضامينه الأخلاقية والإنسانية الأساسية التي وجد من أجلها .

  • الشكل العام له إنساني وجوهره مبني على الكذب والتزييف الممنهج وقلب الحقائق .
  • أبطاله مجموعة ممن امتهن الدعارة الإعلامية المجردة من أي ذرة أخلاق ,وتخلو عن آداب المهنة وحس المسؤولية.
  • مكان تواجدهم مجموعة من وسائل الإعلام التي تعتاش على بث الفرقة وخلق الفتنة بين الأخوة .

شاهد العيان: وهونفسه شاهد ماشفشي حاجة !!

هذا المصطلح الذي أصبح رائج في هذه الأيام لاستقصاء الأخبار ونقلها, والذي يستمد مصداقيته من كونه متواجد في وسط الحدث ومشارك به, وقد يكون في الواقع جالساً بمكان والحدث بمكان آخر لم يشاهده أو تطأه قدماه طوال حياته , ولكنه من خلال بعض المعطيات والشواهد التي يحصل عليها أو تملى عليه  ويزود بها، يجود علينا بما تمليه عليه مخيلته وإذا نقصه شيء يكمله عنه محاوره الذي يعد أبلغ وأوسع منه مخيلة بحكم طول الممارسة .

وهنا يأخذ المشاهد البسيط العادي كلامه على أنه ثقة مطلقة لا يمكن إنكارها , وخصوصا إذا كانت ترافق شهادته بعض المؤثرات الحسية من ” صوت وصوره ” تدلان على المنطقة التي يدور بها الحدث, كأن يوضع صوت إطلاق رصاص ويقول الشاهد : الآن يطلق علينا الرصاص ولا استطيع الاستمرار بالحديث معكم,  ثم يقطع الصوت لتأكيد الواقعة, ولكن مع مرور الأيام وتكشف الحقائق وخيوط المؤامرة, ومن خلال تصدي وسائل الإعلام الوطنية المسؤولة لهذه الفبركات باتت هذه المعطيات لا تنطلي على أحد , والأيام القادمة سوف تبين وتكشف  بعون الله زيف هذه اللعبة واندحارها , ويأتي ذلك بفضل حكمة شعبنا وتماسكه .

وفي النهاية أود طرح السؤال التالي: أين كان هؤلاء المدللين إبان الحصار الذي فرض على سورية منذ منتصف الثمانيات عندما حوصر الوطن والمواطن السوري في طعامه وشرابه ودوائه ؟ .

 

 بقلم رئيس التحرر: محمود أحمد الجدوع

 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *