الدسك الرقبي التشخيص والعلاج : د غياث محمد العاسمي

قد يكون الفحص السريري هو كل ما يحتاجه أخصائي العلاج لتشخيص الإصابة باعتلال الجذور العصبية العنقية؛ ومن الفحوصات المستخدمة فحص يسمى Spurling maneuver ويقوم فيه الأخصائي بالضغط على أعلى الرأس في حين التفافه للجهة المصابة ، فإن نتج عن هذا الضغط نفس الأعراض التي يشتكي منها المريض كالألم والخدران والتنميل فهذا يدل على وجود ضغط على الجذر العصبي.

وهناك فحوصات أخرى يمكنها تشخيص حالات انضغاط الجذر العصبي كصور الرنين المغناطيسي ، والصور الطبقية المحورية ، أو إجراء تخطيط كهربائي للعضلات( (electromyography (EMG)) ، وعند تشخيص حالتك بوجود ضغط على الجذر العصبي فعندها يبحث الطبيب عن الأمور التحذيرية كوجود ضغط على النخاع الشوكي ، أو علامات وجود عدوى معينة ، أو السكتات الدماغية ، أو السرطان ، أو بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تسبب نفس الأعراض كي يستثنيها.

العلاج

يتم غالباً علاج انضغاط الجذور العصبية العنقية بالعلاج التحفظيّ ، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للإلتهاب كالـ ibuprofen ، والمسكنات الأفيونية ، ومضادات الإكتئاب مثل(Effexor (venlafaxine ، وقد تساعد مرخيات العضلات مثل (Flexeril) وخصوصاً في المراحل الأولى من الإصابة. وأحياناً يتم استخدام الستيرويدات لكن ليس كعلاج طويل الأمد نظراً لأعراضها الجانبية المحتملة. ويعتبر العلاج الطبيعي مكملاً للعلاج الدوائي ، وفي بعض الحالات يتم استعمال حقن الستيرويد في العنق.

ان آخر المحاولات لعلاج الديسك هي الجراحة وهذه لا يتم اللجوء اليها الا اذا فشلت كل طرق العلاج الاخرى واصبحت المؤشرات تنبئ بخطر الاصابة بالشلل، وذلك لا يكون الا بعد ان يقطع المريض شوطا طويلا جدا من الطرق العلاجية التقليدية .. هذا الى جانب الحمامات الحارة والصدمات الكهربائىة والرياضة الخفيفة التي تقوم بدور العامل المساعد .

علاقة ديسك الرقبة بالدوخة

الاستقصاءات الطبية والبحوث العلمية لم تجد اي تفسير علميّ واضح لوجود علاقة بين الأمرين، فالدوخة عادة ما تكون ناجمة عن إصابة بالرأس، أو انخفاض في مُعدل ضغط الدم، أو التهاب في الأذن، أو النهوض بشكل مُفاجئ، أو مُشكلة في العينين مثل طول النظر أو قُصره، ويعتقد بعض الأطباء أنّ الدوخة هي مُؤشّر على حدوث مُشكلة أخرى في الجسم ليس لها علاقة بديسك الرقبة. وعلى الرغم من هذا، فهناك أشخاص عانوا من الدوخة يُرافقها صداع قوي، وبعد عمل التحاليل اللازمة والتأكّد من أنّ الشخص لا يُعاني من المشاكل التي ذكرناها سابقاً، اتّضح أنّ سبب الدوخة هو الإصابة بديسك الرقبة، أو وجود تصلُّب في الرقبة. وليس غريباً أن تحدُث الدوخة بسبب ديسك الرقبة، ذلك أنّ ديسك الرقبة يُسبّب ألماً في مُؤخرة الرأس، وهذه هي من أكثر المناطق التي إذا ما أصيبت بأي نوع من الألم تُعرِّض الإنسان للشعور بالدوخة أو الدوار، وحتى لو كان للمرض أعراض مُعينة فقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وهذا ما يُفسّر معاناة البعض من الدوخة المُصاحبة لديسك الرقبة، والبعض الآخر لا.