جـــــــــــــــوع – بقلم : ناديا داوُد
سفير برس

على بابه
قطط وكلاب وأشباه إنسان
تتجمع كل يوم
لتنصت السمع
طقطقة الملاعق
ترسم للباب أذنان كبيرتان
يسيل اللعاب
من الشقوق
ويتسلل الضوء على رؤوس أصابعه
ليتحرّى جريمة الأكل
يرتطم بهيكل طفل هزيل
ويطبع ظلّه على الجدار المقشر
كوحش فقاري
يلعب لعبة الشبع
المفضّلةِ لديه ولا سواها
يعدّ الملاعق فيهتز الباب
يملؤها بدموع الجائعين
يشربها
يقضمها
أسمع عويلاً للصحون
***
مع الوقت
ينبت للباب آذاناً وأنوفاً وعيون
وترتسم عليه وجوهاً كثيرة
فيتكيّف مع الوجوه الملتصقة المطبوعة
ويحفر ملامحها
يوماً إثر يوم
*****
الباب الباكي الذي
وُضع كمزار
في حدائق أحد المتاحف
بات يقصده السياح بالمئات
لالتقاط التذكار
يحكى ..
أن الحمام كان يتسلل ليلا
على رؤوس أصابعه
ليضع أرغفة الخبز على أعتابه للجائعين
لمحتُ دموعهم تسقط كالماس
على وجوه الباب
يُذكر أنّ ذاك الباب
قد أصبح منجماً للملح
************
سفير برس – بقلم : ناديا داوُد