إدلب.. المعركة المؤجلة ـ بقلم : ميّادة سفر

تعود إدلب إلى واجهة الأحداث والأخبار مجدداً, وهي التي لم تغب أصلاً منذ اتخاذها مجمعاً للتنظيمات الإرهابية التي رفضت الانضواء تحت راية الجيش السوري والمصالحة مع الدولة السورية, تعود اليوم لكن من بوابة الاقتتال بين الفصائل المتواجدة فيها, وتحديداً بين هيئة تحرير الشام “النصرة” والهيئة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا.

كانت هذه الاشتباكات قد انطلقت من ريف حلب الغربي, لتمتد لاحقاً إلى جنوب مدينة إدلب والشمال الغربي لمدينة حماة, ولا يبدو ما يجري بين تلك الفصائل مجرد صراعات آنية وعقائدية أو سواها, بل إنه على ما يبدو الأمر يتجاوز ذلك إلى محاولة هيئة تحرير الشام فرض سيطرتها على نقاط استراتيجية هامة في محاولة لفرض نفسها بقوة في المعادلات العسكرية والسياسية, لاسيما أنها كانت قد رفضت كل المحاولات التركية للانسحاب من المنطقة العازلة التي اتفق عليها في سوتشي.

اللافت في الاشتباكات بين الفصائل الإرهابية في الشمال السوري, أنها تجري على مرمى نقاط المراقبة التركية المنتشرة في تلك المناطق, والتي كان قد أفرزها اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا في أيلول من العام الماضي, دون أن تحرك القوات التركية ساكناً أو تصدر أي تصريح من جانبها حول ما يجري, على الرغم من أن أحد أطراف الصراع “الهيئة الوطنية للتحرير” مشكلة بإيعاز تركي وبالتالي مدعومة منها, وهذا يعيدنا إلى فشل تركيا في تنفيذ تعهداتها في سوتشي مع الروسي, ولم تتمكن من إقناع الفصائل القاعدية الهوى من حل نفسها والوقوف تحت المظلة التركية, فهل ستتحرك تركيا وتقوم بأي رد فعل أمام تمدد هيئة تحرير الشام “النصرة”, التي يشكل تمددها عقبة أمام التفاهمات بين الدول الثلاث الضامنة روسيا وتركيا وإيران؟.

تراقب الدولة السورية وحلفاؤها ما يجري بين الفصائل الإرهابية في إدلب, بانتظار ما ستتمخض عنه المعارك الميدانية بين الفصائل, وهي تقوم بتدمير ذاتي سيكون بلا شك في صالح الجيش السوري, الذي يستمر بالحشد العسكري على تخوم مدينة إدلب إيذاناً ببدء المعركة, إن استمرار سيطرة هيئة تحرير الشام “النصرة” المصنفة إرهابية, سيزيل الحجة التي تتذرع بها الأطراف الدولية لمنع تحرير إدلب, وبالتالي ما يجري يمهد الطريق أمام الجيش السوري ومعه روسيا والحلفاء للتدخل, وانطلاق المعركة المؤجلة.

سفيربرس ـ ميادة سفر ـ مركز بيروت للأخبار