أسلاك شائكة .. بقلم : منى عثمان

هى لا تملك رفاهية الانهيار……
ولا ترف التوقف لالتقاط أنفاسها من لفح الخيبات……
عليها دائما أن تتجاوز تلك الاسلاك الشائكةالتي تكبل روحها……
محاولة أن تتقي أي جرح يصيبها
فجرحها يعني نزف لا يكف……
وهوة تبتلعها فلا تُبق منها شيئا
لذا…..
هى تلملم رذاذ الضوء المتناثر من فتات حلمها المسفوح قهرا…….
تلتقط كل شعاع لم يمسسه تيه وعتم……
وتسكبه في روحها ال تعاني شظف الأمنيات
تحاول أن ترمم شروخها المبعثرة ……
وترتق ذاك المزق ال يتسع من أثر الطعنات والخذلان
هى تردم بالأمل فجوات اليأس قبلما يتمكن منها……
كمحاولة أخيرة على قيد الحياة
وتعلق شمسا من قصاصات الفرح التي لم تكتمل ثوبا …….
اعتادت أن تتجاوز الأسوأ وحدها…..مدعية أنها بخير
وخشية من هبوب ريح سموم تخترق نوافذها…….
أحكمت التشرنق في داخلها…….
وأوصدت أبوابها في وجوه تتلصص على فراغ قلبها….
ظنا أنها ثمرة القطاف المشتهى
وحدها تقرأ قصائد الصبر…….
تنضح أبجديتها سلاف النداء والتمني…….
حلمها الغارب شتتته أرصفة الجليد…….
باعدتها عن خمائل الوهج …….
ومرغمة تتآلف مع صبار حاق بها
وعلى وجل….. يشب النرجس متلمسا غُرة الندى
يقاوم يباس اجتاح الروض على حين غفوة……
يحرض زنابق النبض على رقصة الشعف…….
مازلتِ الضوء البكر والعتوم سترتحل ……
مازلتِ الغيم ال يسكن سماوات لم يمسسها الضجر……
مازلتِ اللحن ال يحضن نغم الوتر…….
مازلتِ المنى……وهل للمنى غير الشغف
هكذا يهمسها قلبها كل ليلة…….
وهكذا تتدعي أنها تصدقه……
بينما الوسادة……شاهد على دمع وأرق
وستائر ليلها تعانق ظلها الهارب من شراشف باردة…….
وبالسقف…..
تعلقت عينها ترسم دوائر صمت يغرقها
وحده الورق……
يتشرب نبضها المضمخ بالوجع
والحبر …….وصيته الأخيرة !!

سفيربرس _ بقلم : منى عثمان