إعلان
إعلان

هجرة العقول … إلى العقول .بقلم: شارلوت القاضي

# سفيربرس

إعلان

لم أجد صعوبة في كتابة عنوان لمقالي هذا، ضحايا أعداء النجاح … سيطرة المحسوبيات والفقاعات على أماكن فضفاضة عليهم … تهجير الخبرات والكفاءات… الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة… غربة في الوطن ونجاحات في المغترب…

حقيقة كلها عناوين تصلح لهذا المقال، بعدما أفرزت الحرب على سورية نتائج مؤلمة على مختلف الأصعدة سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية، وكثرت تصنيفات الشعب بين مؤيد ومعارض لمن بقي بالبلد ولمن لم يغادره، كما كثر جلد الآخر لمجرد أنه خارج البلد بالحكم عليه بالمعارض والخائن. ولكن هل حقيقة كل من خرج من سورية ليس وطنيا؟ وهل كل من بقي فيها وطنيا؟؟
ومن يمتلك صك الوطنية كي يحصره بنفسه، أو يوزع شهادات على مزاجه؟
كثيرون تقاعسوا وباعوا أنفسهم لأعداء وطنهم بأسعار بخسة، ولصق بهم عار الخيانة، نعم هذا صحيح وواضح، ولكن بالمقابل هناك الكثير ممن هرب من ظلم القربى وهو الأشد ألما.
وإذا ما أردنا تفنيد أسباب الهجرة السورية التي ازدادت خلال الحرب فهي :
بعضهم من هرب من الخدمة الإلزامية ونسبة كبيرة منهم لما وصفوا بالمعارضين، ومنهم من هرب لكونه معيل لعائلته الفقيرة.
البعض هرب من الوضع الاقتصادي والفقر الشديد.
البعض هرب خوفا من المجهول والمستقبل الغامض.
البعض والكثير من هذا البعض هُـجر (طفش) لأنه حُـورب من أعداء النجاح، في زمن كثرت فيه المحسوبيات والوساطات على حساب الكفاءات والخبرات. وهنا بيت القصيد، أسماء سورية و وطنية لمع نجمها في الخارج، في حين كانت مهمشة ومحاربة في بلدها، وما إن بدأت هذه الأسماء تشغل حيزا متقدما في سماء الغرب الذي تلقف هذه الكفاءات وأدرك وقدر قيمتها، حتى تعالت أصوات البعض من الداخل بغية التقليل من أهمية إنجازاتٍ سوريةٍ دُفنت في الموطن، بسببهم وأقصد هنا الفاشلين والفارغين والفاسدين، للتغطية على عيوبهم واستغلالهم لمناصبهم، فسارعوا لإلقاء تهم الخيانة والمعارضة جزافا بحق هؤلاء.
على سبيل المثال لا الحصر نذكر أسماء ذي قيمة علمية وخبرات ومهارات رياضية:
د. “عفيف محمد عفيف” طبيب الجراحة العصبية المجهرية والوظيفية، مقيم في مدينة ليون الفرنسية، والذي يقول عن عودته إلى سورية خلال أعوام 2005-2008-2011، حيث أصبح عضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق: «عدت إلى بلدي بهدف الاستقرار وأسرتي، وقدمت مشروعاً للجراحة العصبية الوظيفية لوزارة التعليم العالي ومؤتمر المغتربين في دمشق، والذي من شأنه أن يكون أول وحدة للجراحة العصبية الوظيفية في الشرق الأوسط؛ وهو ما يعكس فوائد كثيرة على البلد من مردود مادي وصحي وسياحة طبية وفائدة علمية، كما أنه أمل لقسم كبير من الذين تعرضوا لإصابات عصبية في الحوادث وبسبب الأمراض وفي هذه الحرب، وكفيلة هذه الجراحة أن تعيدهم إلى أشخاص فاعلين في المجتمع وتزيل عنهم صفة الإعاقة؛ من خلال شفائهم أو التخفيف من إصاباتهم، لكن لم تتم دراسة المشروع، وعدت إلى “فرنسا”».
نور الدين حمزة – مدرب كرة قدم في مدرسة ريال مدريد في ألمانيا، ومدرس تربية رياضية في مدرسة في برلين، تخرج من معهد التربية الرياضية للمعلمين بدمشق عام 2010 و كان من الأوائل على دفعته .. تابع دراسته في كلية التربية الرياضية في جامعتي البعث و تشرين، سافر إلى ألمانيا عام 2015 بعد معاناة من الاصطدام بجدران صماء منعته من تحقيق حلمه الذي وجده في ألمانيا.
مجد الدين غزال رياضي مقيم في سورية، حاصل على ذهبية آسيا بالوثب العالي والذي رفع علم سورية وسط قطر، وبفضل إيمانه بقدراته وإرادته ومساعدة مدربه عماد الدين سراج تمكن من تحقيق حلمه بشق الأنفس بعد محاربته من أعداء النجاح.
لا يقل الأمر شأنا في مجال الفن والإعلام، فأكثر الإعلاميين نجاحا على الشاشات العربية هم سوريون.
لدينا كفاءات ومؤهلات وخبرات محلية في مختلف المجالات تجعلنا في مصاف الدول المتقدمة علميا، فيما لو تم احتضان واستقطاب هذه الكنوز بعيدا عن المصالح الشخصية للاستفادة منها في تطور البلد وإعطاء صورة حضارية عنه بدلا من تقديمهم على طبق من فضة للعقل الغربي الذي يجيد التعامل والاستفادة من هذه العقول والكفاءات خدمة لمصالحهم وأوطانهم.
المطلوب تذليل العقبات أمام الكفاءات وعدم تعويم الفقاعات وفارغي الرؤوس من المحسوبيات. وعدم إصدار الأحكام المسبقة على الآخر بالتنظير والمغالاة.

# سفيربرس . بقلم:  شارلوت القاضي 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *