إعلان
إعلان

الدكتور إمام غريب مؤلف كتاب جون كينيدي الأصابع الاسرائيلية فى لغز الاغتيال بحوار خاص

# سفيربرس ـ حاوره مصطفى عماره

إعلان

ـ  الموساد الاسرائيلي اغتال كينيدي بعد محاولته السيطرة على البرنامج النووي الاسرائيلي

ـ العلاقات بين الرئيس كينيدي والرئيس عبدالناصر تعمقت بفضل السفير الامريكي فى القاهرة جون بادو

ـ مصر لن تقبل التفريط فى أى جزء من التراب الوطني لاقامة وطن بديل للفلسطينيين .

على الرغم من مرور 56 عام على اغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي إلا أن الغموض لايزال يكتنف عملية الاغتيال خاصة فيما يتعلق بالأصابع الاسرائيلية فى عملية الاغتيال وفى محاولة لكشف الأسرار المتعلقة بتلك العملية كان لنا هذا الحوار مع د/ إمام غريب الباحث فى شئون الصراع العربي الاسرائيلي وصاحب مؤلف كتاب جون كينيدي الأصابع الاسرائيلية فى لغز الاغتيال والذى حقق أعلى مبيعات ضمن مجموعات الكتب السياسية الأكثر مبيعا لدى قطاع الثقافة بأخبار اليوم .

. – ماهى فى تقديرك الأسباب التى رجحت تورط اسرائيل فى عملية اغتيال جون كينيدي ؟

سفيربرس ـ إمام غريب

جون كينيدي كان من أكثر الرؤساء الأمريكييين تعاطفا مع القضية الفلسطينية وحاول إيجاد حل وعقب رحيله اكتشف الرؤساء الأمريكيين الذين خلفوه أن كينيدي كان لديه مشروع لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين كما وجدوا مشروع أخر بعقد قمة ثلاثية تجمع بين رئيس وزراء اسرائيل فى ذلك الوقت وعبدالناصر وجون كينيدي لإيجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي ورغم تعاطف كينيدي مع القضية الفلسطينية إلا أن اللوبي اليهودي اعتقدوا خطئا أنه سوف يكون تحت سيطرتهم ويملوا عليه سياستهم خاصة أنه بعد وصوله الى الحكم اختار عدد منهم كوزراء كنوع من رد الجميل ولذلك قاموا بدعمه وأعتقد أن السبب الرئيسي الذي دفع اسرائيل للتخلص منه هو محاولته السيطرة على مفاعل ديمونه الاسرائيلي فى الوقت الذى كان هناك مفاعل أخر تحت الأرض غير معروف وكشف كتاب سيمون هيرش الخيار شمشون أن الاسرائيليين الذين قابلوا الوفد الامريكي كانوا يقومون بترجمة كل شيئ باللغة الانجليزية وعندما كان يتحدث معهم الوفود عن أمور دقيقة تتعلق بالمفاعل كانوا يتحدثون بالعبرية وفى ظل محاولة الإدارة الأمريكية السيطرة على قدرات اسرائيل النووية أدرك اليهود أن هذا الرجل جاء للسيطرة على قدرتهم العسكرية فكان لابد من التخلص منه وهناك من يرى أن المخابرات الأمريكية المركزية كانت خلف عملية الإغتيال وهناك من تحدث عن دور للمافيا فى تلك العملية كما تحدث البعض الأخر عن دور شركات الأسلحة خاصة أن كينيدي قام بسحب القوات الأمريكية من فيتنام فيما تحدث البعض عن دور لشركات النفط وعن دور للرئيس الأمريكي جو ليندن جونسون فى تلك العملية إلا أن وجهة نظري والتي بنيت عليها رأيي فى رسالة الدكتوراه التى قدمتها أن الموساد الاسرائيلي بمشاركة الحركة الصهيونية كانت وراء عملية الاغتيال وهناك إشارات تؤكد ذلك فمثلا بن جوريون رئيس وزراء اسرائيل السابق كتب الى كينيدي قائلا أن لشعبي الحق فى البقاء وهذا البقاء أصبح فى خطر بسبب سياسات كينيدي والتى تحاول تقويض سيطرة اسرائيل العسكرية على المنطقة لذا فإنه على الولايات المتحدة توقيع حلف عسكري مع اسرائيل لطمأنتها فيما أكدت أحد المجلات الاسرائيلية أن اسرائيل ليست فى حاجة الى الاعتذار عن اغتيال شخصيات هددت بقائها كما كشف الكاتب الأمريكي مايكل سبيدر فى كتابه عن دور الموساد الاسرائيلي فى اغتيال كينيدي وعندما قام مركز زايد للدارسات السياسية والاستراتيجية بالإمارات باستضافة سبيدر لعرض هذا الكتاب فى ندوة أقامها المركز تم اغلاقه بعد هذه الندوة وعندما جاء روبري كينيدي الأخ الأصغر لجون كينيدي وأراد أن يبحث عن أسرار اغتيال أخيه تم اغتياله من قبل اللوبي الصهيوني لأنه كان سيكشف تورط هذا اللوبي بمشاركة الموساد فى عملية اغتيال كينيدي خاصة أنه كان مرشحا لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة كما تم التخلص من الرئيس الأمريكي نيكسون من خلال فضيحة وترجيت عندما طلب من مدير جهاز المخابرات الأمريكية الكشف عن عملية التجسس النووي الاسرائيلي على الولايات المتحدة فيما اعترف موردخاي فانونو والذي حكم عليه بالسجن 18 عام بسبب تسريباته عن امتلاك اسرائيل أسلحة نووية بعد خروجه من السجن أن الموساد الاسرائيلي اغتال جون كينيدي لرغبته فى السيطرة على المفاعل النووي الاسرائيلي .

– شهدت فترة حكم كينيدي تقاربا ملحوظا بينه وبين الزعيم الراحل عبدالناصر فما هى أسباب هذا التقارب ؟

عندما وصل جون كينيدي الى رئاسة الولايات المتحدة نظر الى خريطة العالم ووجد أن أكثر ثلاث دول مؤثرة هى مصر والهند ويوغسلافيا ومن هذا المنطلق اختار ثلاث سفراء لهذه الدول يكونوا على علاقة مع رؤسائها وكان مبدعا عندما اختار جون بادو ليكون سفيرا للولايات المتحدة فى مصر وكان لبادو دور كبير فى ذلك الوقت فى تحقيق التقارب بين مصر والولايات المتحدة حتى أن السوفييت كان ينظرون بريبة الى تقارب بادو من عبدالناصر كما أثار هذا التقارب غضب اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة وخرجت الصحافة الأمريكية الموالية للوبي الصهيوني لتهاجم قرار الرئيس الأمريكي بمنح مصر جزء من فائض القمح الامريكي طبقا لقانون 48 والذي خول الرئيس الامريكي اعطاء بعض البلدان جزءا من هذا الفائض وقالت تلك الصحف كيف يمكن اعطاء القمح الى ديكتاتور وان هذه المعونات سوف تمكن مصر من توفير الأموال لشراء اسلحة من الاتحاد السوفيتي وكان هناك العديد من المراسلات بين عبدالناصر وكينيدي وكان من اهم تلك الخطابات خطاب فى 13 مايو عام 1961 ارسله عبدالناصر الى كينيدي ذكره فيها بعبارة أعطى من لا يملك لمن لا يستحق كما أوضح له أنه رغم مبادئ ويلسون الأربعة عشرة والتى اطلقها عقب الحرب العالمية الاولى والتى تنص على حق الشعوب فى تقرير مصيرها إلا أن الإدارة الامريكية رفضت استقبال الوفد المصري الذى طلب مقابلة الرئيس الامريكي لمساعدة مصر فى الحصول على استقلالها من بريطانيا بينما ذكر كينيدي عبدالناصر أن الولايات المتحدة كان لها دور بارز فى وقف العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 واجبار الدول المشاركة فيه على الانسحاب وهناك خطأ وقع فيه السياسيين العرب وهو أنه رغم تعاطف كينيدي مع القضية الفلسطينية حتى من قبل أن يصبح رئيسا وهو ما كشف عنه فى كتابه استراتيجية السلام فى الشرق الأوسط إلا أنه كان يريد إحداث توازن بين العرب واسرائيل ولذلك فقد سعى لنوع من المقايضة مع الكيان الصهيوني عندما قرر منح اسرائيل صفقة صواريخ هوك الأمريكية فى مقابل التخلي عن مشروعها النووي وهو ما شرحه فى خطاب أرسله الى عبدالناصر مؤكدا له أن تلك الصواريخ دفاعية وليست هجومية وأنه قام باعطاء تلك الصفقة لاسرائيل حتى تتغاضى عن موضوع ملفها النووي .

– وما هى رؤيتك لكيفية مواجهة العرب للوبي الصهيوني فى اوروبا والولايات المتحدة ؟

فى العشرينات من القرن الماضي ارادات اسرائيل اقامة جامعة عبرية فى الاراضي الفلسطينية فساهمت عائلة روتشلد فى اقامة تلك الجامعة وعندما قامت دولة اسرائيل قامت تلك العائلة ببناء الكنيست الاسرائيلي وعندما ارادت الدول العربية بناء جامعة فى فلسطين لم يبادر سوى عدد قليل من الأثرياء العرب بالتبرع واذا كان هذا الوضع موجود فى الماضي فلا زال مستمرا حتى الأن وبصورة أكثر شراسة حيث اتسعت تلك الفجوة فالأثرياء اليهود يغدقون الأموال على الكيان الصهيوني وللأسف لا نجد فى الجاليات العربية الموجودة فى الولايات المتحدة واوروبا من يقوم بنفس الدور رغم علمي أن هناك عدد من الأثرياء العرب فى الولايات المتحدة يسعون الى اقامة هذا اللوبي من خلال دعم الشخصيات السياسية الامريكية فى محاولة لخلق هذا الكيان لمواجهة الكيان الصهيوني فى الولايات المتحدة .

– وما هى رؤيتك لإمكانية تطبيق صفقة القرن ؟

كما نعلم أن مهندس صفقة القرن هو زوج إبنة ترامب كوشنر والذى صرح أنه سوف يتم الاعلان عن هذه الصفقة عقب شهر رمضان كما جرى ذبح صدام حسين فى العيد وهذه كلها رسائل تشير الى سخريتهم منا كعرب وهنا أحب أن أشيد بالموقف المصري والذي عارض اقتطاع جزء من سيناء لاقامة وطن بديل فى غزة ومما يؤكد زيف الادعاءات حول موافقة مصر على هذه الصفقة اقامة مصر أربعة انفاق تربط محور قناة السويس بسيناء تمهيدا لتنميتها لذا فإن الخطة الأمريكية بخصوص هذه الصفقة ترتكز على الأمن مقابل الخبز حيث تتعهد حماس وحزب الله بمنع الضربات على الكيان الصهيوني مقابل ضخ مليارات لغزة من دول الخليج لاقامة مشروعات فى غزة والضفة الغربية من أجل وأد القضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي .

– وهل تتوقع قيام تحالف امريكي ايراني لضرب ايران ؟

سواء اتفقنا ام اختلفنا مع النظام الايراني تبق ايران دولة اسلامية فكيف تكون لنا علاقات مع الكيان الصهيوني ولا تكون لنا علاقات مع ايران واعتقد أن الولايات المتحدة لن تقدم على ضرب ايران واقصى ما يمكن أن تفعله هو فرض مزيد من العقوبات عليها واعتقد أن الأقلام الأمريكية تحاول تأجيج التخوف الخليجي من ايران حتى يستمر الصراع من أجل تدوير مصانع الأسلحة الامريكية .

– وكيف ترى تأثير الانتخابات الاسرائيلية على السياسة الاسرائيلية وخاصة على عرب 48 ؟

اعتقد ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية سوف يكون لها تأثير سلبي علينا لأن الحكومة الاسرائيلية سوف تفرض مزيد من الضغوطات على الفلسطينيين خاصة فى ظل التأيدد الامريكي الأعمى لها وعدم وجود رد فعل عربي خاصة من دول الخليج والتى بادرت دول منها كسلطنة عمان فى تطبيع علاقاتها مع اسرائيل والتى تسعى الى تنفيذ مخطط اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات من خلال الهيمنة الاقتصادية على دول المنطقة لذا لابد أن تكون لنا وقفة لمواجهة هذا المخطط .

# سفيربرس ـ حاوره مصطفى عماره ـ القاهرة

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *