إعلان
إعلان

تصرفات المراهقين.. أزمة هل يمكن تجاوزها؟ ـ بقلم : د. رولا الصيدواي

#سفيربرس

إعلان

تبدو بعض سلوكيات المراهق التي ترافقها في بعض الأحيان تصرفات عدوانية بعضاً من مظاهر أزمة المراهقة التي يواجهها الأهل، فغالباً ما نسمع أُمَّاً تقول حين تواجه مشكلة مع أبنائها: كبر الأولاد وكبر همهم، أو مشكلاتهم وأخرى تقول: يا محلاهم عندما كانوا أطفالاً، هذا الطفل ذو الوجه الملائكي بدأ بالتحول إلى راشد يرفض ويعارض ويتحدى سلطة الأهل، فهو لم يعد يرضى بأن يخطط له والده لعطلته الصيفية وهي لم تعد تقبل بأن تختار لها والدتها ملابسها وقد يتمنى الأهل لو أن أبناءهم لا يمرون بمرحلة المراهقة ويجنبوهم أزمتها. غير أنها مرحلة انتقالية ضرورية للعبور نحو مرحلة النضج كما يوضح التربويون واختصاصيو علم النفس، حين يجيبون عن هذه الأسئلة التي يطرحها الأهل.

 هل يمكن لمراهق عاش طفولة سعيدة أن يمر بأزمة المراهقة؟

– لا يمكن الإفلات من أزمة المراهقة أو تجنبها غير أن المراهق يكون أكثر استعداداً لمواجهتها، إذا كانت صحته جيدة، وكان لديه أصدقاء كثر، ويحب اللعب ولم يكن لديه أي مشكلة في الذهاب إلى المدرسة حين كان طفلاً.

وعموماً فإن التغيرات البيولوجية واكتشاف صورة الجسد الجديدة، وتغيير النظرة إلى العالم، ومحاولة تحديد هويته الذاتية التي ترتبط بمحاولاته المستمرة للحصول على الاستقلالية لا بد أن تسبب له بعض التوتر غير أن بعض المراهقين يظهرون هذه الأمور في شكل واضح في حين أن بعضهم يمرون بها في شكل هادئ.

كيف يواجه الأهل المراهقة؟

– نعم عندما يقوم المراهق بتصرفات عنيفة أو عدوانية، فهو يريد أن يثبت لنفسه أنه في إمكانه التخلص أو الإفلات من سلطة الأهل، وفي المقابل لا يجدر بالأهل القلق من هذا التصرف لأن المراهق يعلن أنه من الآن فصاعداً لا يريدهم أن يعاملوه كالطفل، فيحاول بشتى الوسائل إظهار رغبته هذه خصوصاً إذا أبدوا له عدم رضاهم على ميله إلى الاستقلالية.

منع المواجهات العنيفة

من الأفضل للأهل أن يبقوا على مسافة بينهم وبين أبنائهم المراهقين أي يمنحوهم بعض الخصوصية، مثلاً لا يجوز للأم أن تدخل إلى غرفة ابنتها فجأة بل عليها طلب الإذن، وفي حال توتر الأجواء بينهما يمكن للأم أن تدعو إحدى الصديقات لتلطيف الأجواء خصوصاً إذا كانت هذه الصديقة تتمتع بروح الدعابة، أما إذا نشب شجار عنيف فيجدر بالأهل أن يبتعدوا وألا يحاولوا إخضاع ابنهم المراهق لرغبتهم في لحظة الشجار بل عليهم الابتعاد قليلاً حتى يهدأ الطرفان وينظر كل منهما إلى الأمر بواقعية.

دليل دخول الشاب أزمة المراهقة

إشارات دخول المراهق في أزمة المراهقة عديدة منها الاهتمام بمظهره الخارجي كتغيير قصة شعره واتباع أسلوب معين في لباسه، وأحياناً يصاب المراهق بحالات من الاكتئاب النفسي والانطواء على الذات أو عدم الاهتمام بالذهاب إلى المدرسة وبعضهم يلجأ إلى التدخين، كما أن المراهق في هذه السن يدرك معنى الموت الذي سيأتيه يوماً ما مما يقلقه وأحياناً يحاول أن يجربه وهذا ما يفسر أحياناً ميله على المجازفة بحياته والقيام بأمور متهورة كقيادة السيارة بسرعة هائلة أو رغبته في قيادة دراجة نارية.

 كيف يمكن للأهل ملاحظة ما يقلق ابنهم المراهق؟

– تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على تصرفات المراهق فإذا قام بتدخين سيجارة لمرة واحدة أو قام بمجازفة فيها خطر على حياته لمرة واحدة ليس على الأهل أن يقلقوا، أما إذا قام بهذه الأمور في شكل متكرر فهذا مؤشر لدخوله في حالة من الاكتئاب. وفي هذه الحالة على الأهل استشارة اختصاصي نفسي وفي المقابل إذا امتنع عن تناول الطعام وأهمل مظهره إلى درجة يرثى لها، فهذه إشارات تعكس ألماً عميقاً يشعر به المراهق ولا يجوز إهمالها.

 ما الذي يحدث إذا حاول المراهق الإفلات من مرحلة الصراعات هذه؟

– تثير رغبة المراهقين في الاستقلالية الخوف عند بعضهم خصوصاً أولئك الذين على علاقة قوية بأهلهم إلى درجة أنهم لا يفارقونهم لحظة واحدة، أو أولئك الذين يصابون بالمرض في شكل متواصل وهذا النوع من المراهقين قد يواجه صعوبة في المستقبل في الانفتاح على الآخرين خارج محيطه العائلي أو تكوين عائلة. لذا من الأفضل للأهل مساعدة أبنائهم المراهقين على الانفتاح وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ورغبتهم في الاستقلالية.
بكلمة…
فترة المراهقة هي عبارة عن تحديد هويه واثبات الذات للمراهق فليحرص الآباء على الاعتناء بأولادهم منذ الصغر فهم أمانة الله تعالى التي أودعها في أعناقنا.

#سفيربرس ـ بقلم : دكتورة رولا الصيداوي
أخصائية علم النفس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *