إعلان
إعلان

على ســرير آخر ..أنتـــظرك

سفيربرس ـ كتبت : نسرين جردي

إعلان

أجلس في وسط السرير أحتضن ركبتي..
أنتظرك كل يوم على ذات السرير..
تباَ.. لقد قالوا لي بأن تلك الوضعيّة خاطئة..
سَأُعـــوّد جسدي لملاقاتك..
وأبدأ بارتداء الفساتين الناعمة..
فساتين تتحرك مع جسدي بلطف ونعومة..
فساتين تتأرجح على جسدي بسمو عارم،يتسرب منها الدلال ..
أشتاق إليك دون أن أعرف تفاصيل وجهك..
أجل..سَأُعــوّد جسدي لملاقاتك يا حبيبي..
ها أنا أتناول العسل،والفواكه الموسمية كل يوم..
أرقد بهدوء وأتخيل ملامحك الجميلة..
هل أنت ذو بشرة بيضاء ؟!..أم بشرة حنطية؟!.. ما اسمك أيها الجميل؟!..
فلتسقط كل الألوان بحضورك يا أميري..
وكل الأسماء التي نادوا بها على الأرض لن تصف جمالك..
ولا زلتُ أنتظرك على ذات السرير..

ها أنا أضع وسادةً ناعمةً تحت عنقي..
وسادة تقدم لي فرصة مراقبة وجهك الجميل عند أسفل سرتي..
سأفرد ساقاي إلى الأسفل..
وأفرد ذراعاي جانباً متلهفةً لاحتضانك..
وعدتني بأن لا يطول غيابك عني ..
والسبعة أشهر المتبقية،كفيلة بارتكاب حروب مع ساعة الزمن الكسولة..
ها أنا أدفئ لك فراشي الجميل..
وأضع بين يديك ما يحلو لك من ألعاب جديدة ومثيرة..
أعرف بأنك في اللقاء الأول ستكون عطشاً وجائعاً..
لا تقلق يا حبيبي..
فأفضل أنواع الشراب والطعام ستجدها في صدري الجميل..
عقرب الساعات الكسول يتمايل أمامي ببط ء،كما تتمايل الرّاقصات..
وأنا أتشاجر مع الساعة،كعاهرة لم تتقاضى أجرها..
لازال عقرب الساعات مُصر على الوقوف عند الساعة السادسة مساءً..
إفعل أي شيء..
واصنع المعجزات لتأتي يا حبيبي..
يكاد أن يشل دماغي من تخيلك وانتظارك..
شيء غريب يحدث !!..
ها أنت إذاً على سريري..
كم أنت جميل..وكم رائحتك شهية..
لم أتوقع بأنك أبيض اللون، ذو شعر ذهبي!!..
يكاد قلبي أن يتوقف من شدة قبلاتي على خديك وعينيك وشفتيك..
ولم أرتوي بعد..
لماذا ابتعدت؟!.. ولماذا تبكي؟!..
ما هذا الشيء الذي يبعدك عن التهام صدري كلما اقتربت مني؟!..
ولماذا أنا أبكي معك؟!..
تعال نحاول معاودة العناق مرةً أخرى..
تعال نحاول أن نكف عن البكاء..
صوت مزعج يوقظني..
من حلم جميل، أو من كابوس!!..
في الحقيقة لا أعرف!!.
الساعة هي الآن السابعة مساءً بتوقيت ألمي..
سبعة دقات من ساعة الحائط كانت كفيلة بإيقاظي،وتدمير الحلم كله..
شكراً لساعة الحائط التي منحتني ستون دقيقة مع من فارقت..
جنيني الصغير..
فلترقد روحك بسلام..
وليرقد جرحي بسلام..
جنيني..
لقد مزقتك الذكورة في رحمي الصغير قبل أن أراك..
إغفر لي وانتظرني..
لربما نلتقي على سرير آخر.. أكثر أماناً ،وأقل عنفاً.

سفيربرس   : نسرين جردي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *