إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر… تنافس على الحياة …السيناريو الأول: صحتين…مع جناحين !

#سفيربرس

إعلان

قبل بضعة أيام… بينما أمشي مسرعة أسابق الزمن لإحضار أغراض العزل المنزلي، خوفاً ألا أكون مستعدة بشكل كلي…سعلت، سعلة تحسسية، الواقف أمامي وبدلاً من أن يخاف ويبتعد قال لي: صحتين..رددت بسرعة وبحكم الإعتياد:على قلبك…!
ثم انتبهت للوضع الذي نحن فيه، وأسرعت مبتعدة وحذرة…
مع أن الكمامة على وجهي،إلا أن الهواجس التي تهاجمنا بين سعلة واخرى…تجعل أخلاقيات التعامل مع الآخر تومي لنا بالابتعاد عنه، لربما قفز إلينا هذا الفيروس الشيطاني، بالتأكيد أصبح لدينا نوع من الوسواس، كل تمنياتنا أن يكون مؤقتاً، وألا نتحول بعد الإفراج عنا،الى مرضى..!
القلق والارتعاش، والسرعة، وشراء الأغراض…وتكديسها فوق بعضها البعض، في السيارة الصغيرة كلها مواقف لم تلفتني أثناء عملية الشراء، حين انتهيت كانت حرارتي قد ارتفعت قليلاً، وأصبحت سعلتي أكثر قوة..
وبدا جسمي يتعرق ويبرد بشدة…لم أبال على مايبدو استسلمت واعتد ت الحالة… المزيد من الحجر..!
ما ان صعدت إلى السيارة..حتى بدأت أتامل الأغراض المعقولة التي اشتريتها والتي تليق بحجرأو عزلة منزلية –ريفية باعتباري من سكان ريف دمشق، ولن أتمكن من الخروج ثانية قبل وقت لانعرف له موعداً على ما أذكر(فالقرار الذي يمنع تجول سكان الريف في المدينة يقول الى اشعار آخر…! )
قبل أن أغادر في طريق عودتي الطويل نسبياً إلى منزلي..توجهت بيأس الى بعض الصرافات الآلية لقبض راتبي..
لكن بدا الأمر في غاية العبثية، يجب أن اكون في منزلي قبل الثانية ظهرا، والحشود المتدافعة على الرواتب لا تمنع راتبي من الوصول الي فقط، بل حتى تمنع الهواء عن بعضها البعض..ولأني من الموسوسين..فضلت البقاء بلا نقود..مع القليل من المواد الغذائية …آملة ان أجد حيلة ما في القادم من الأيام اتدبر فيها أمري..!
قلت في سري..إن بقينا أحياء..!
خلال سيري النهائي متوجهة إلى منزلي..تأملت الطريق..ربما أعود اليه مرة اخرى..وقد لا أعود…قد أرى الوجوه التي قابلتها اليوم…وقد…!
أوقفت تدفق الافكار..
التفت الى الأكوام الغذائية لأجد انني فعلا انني أحضرت كل ما وقعت عليه يدي،كي أقوي مناعتي في عزلتي (فواكه،خضار، بقوليات،…) والأهم منظفات ومعقمات ..
بينما أغالب صداع التعب..والسيارة تسير بي إلى منزلي الريفي ذو الحديقة الواسعة، ومع أن الناظر إلي يشعر أنني مستعدة للحجر المنزلي غذائياً..إلا أنني نفسياً شعرت باختناق الأسير، و تذكرت أغنية ايمان البحر درويش،(أنا طير في السما)…وتخيلت جناحين أهرب بهما إلى أبعد مدى…بعيداً عن كل هذا الجنون الواقعي..

#سفيربرس _ بقلم :  سعاد زاهر _ الثورة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *